تنديد إسرائيلي بهجوم مستوطنين مميت في الضفة الغربية
جيت، الضفة الغربية (أسوشيتيد برس) — أدانت القيادات الإسرائيلية بشدة يوم الجمعة هجوم المستوطنين الذي أسفر عن مقتل فلسطيني واحد وإصابة آخرين في قرية جيت، بالقرب من مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية، في انتقاد نادر لعنف المستوطنين المتزايد منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس.
تفاصيل الهجوم
تحدث المسؤولون الصحيون الفلسطينيون عن وقوع fatalities خلال الأحداث التي وقعت ليلة الخميس. أفاد السكان الذين تمت مقابلتهم من قِبل وكالة أسوشيتيد برس بأن مجموعة لا تقل عن مئة مستوطن ملثم دخلت القرية، وأطلقت الرصاص الحي على الفلسطينيين، وأحرقت المنازل والسيارات، كما ألحقوا أضرارًا بخزانات المياه. وأظهرت مقاطع الفيديو النيران وهي تلتهم القرية الصغيرة، حيث قال السكان إنها لم تتلق أي مساعدة عسكرية لمدة ساعتين.
رد الفعل الرسمي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الاحتجاجات بأنها "خطيرة"، وأكد أن الإسرائيليين الذين ارتكبوا أعمالًا إجرامية سيتم محاكمتهم. وجّه نتنياهو خطابًا للمستوطنين بضرورة التراجع عن أعمال العنف. وقال: "من يقاتل الإرهاب هو الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، ولا أحد غيرهم".
كما أدان الرئيس إسحاق هرتزوغ الهجوم، بينما وصف وزير الدفاع يوآف غالانت المستوطنين بأنهم "اعتدوا على أشخاص أبرياء"، مؤكدًا أنهم لا "يمثلون قيم المجتمعات المستوطنة".
التوترات المتزايدة في الضفة الغربية
يتطلع الفلسطينيون إلى الضفة الغربية كجزء أساسي من دولة مستقبلية، وهو موقف يحظى بدعم دولي واسع. ولكن، تفيد جماعات حقوق الإنسان بأن الاعتقالات المرتبطة بعنف المستوطنين نادرة، وأن المحاكمات نادرة حتى أكثر. ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليسارية في 2022 أن النيابة العامة تقدمت بدعوى في 3.8% فقط من حالات عنف المستوطنين، بينما تم فتح معظم القضايا وإغلاقها دون اتخاذ أي إجراء.
الاستجابة الدولية
في ظل الهجوم، كانت وزيرة الخارجية الفرنسية ووزير الخارجية البريطاني في إسرائيل، وأدانا الهجوم. وأعلن رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل أنه سيقترح فرض عقوبات على "الممهدين للمستوطنين العنيفين، بما في ذلك بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية".
استجابات أخرى
أعلن سفير الولايات المتحدة جاك ليو عبر منصات التواصل الاجتماعي عن استيائه من الهجوم، بينما وصفت مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض الاعتداءات العنيفة للمستوطنين بأنها "غير مقبولة". وأكدت السلطات الإسرائيلية على ضرورة اتخاذ تدابير لحماية جميع المجتمعات.
في الوقت نفسه، فرق بعض المسؤولين الإسرائيليين بين اعتداء المستوطنين في جيت ومشروع الاستيطان الإسرائيلي الأوسع، والذي يعتبره المجتمع الدولي غير قانوني. ووصف وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش، الذي يدعم التوسع الاستيطاني، المتظاهرين بأنهم "مجرمون" لا علاقة لهم بالمستوطنات.
خلفية العنف المستمر
منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، تصاعدت أعمال العنف في الأراضي المحتلة. أفاد المسؤولون الصحيون الفلسطينيون بأن 633 فلسطينيًا، بينهم 147 طفلًا ومراهقًا، قتلوا على يد النار الإسرائيلية، فيما أصيب أكثر من 5400. وتم تسجيل أكثر من 1000 اعتداء من قبل المستوطنين في الضفة الغربية منذ بداية الحرب، وهو ضعف المعدل في نفس الفترة من العام الماضي.
شهادات من الموقع
سُفْيَان جِت، أحد سكان القرية، تحدث عن هجوم المستوطنين، ذاكرًا أن قرابة 100 مستوطن دخلوا قبل غروب الشمس، وأضرموا النار في السيارات، وخرّبوا المنازل. وأشار إلى أنه اتصل بالجيش وعناصر الإطفاء طالبًا المساعدة، غير أن عناصر الإطفاء لم تنجح في الوصول قبل أن تصل القوات بعد ساعتين.
ختام المأساة
بينما تستعد جماعات أخرى لتشييع الشاب رشيد محمود عبيد القديري سادة، الذي قُتل في هذه الأحداث، أوضح أحد أقاربه أن الكثير من السكان كانوا يرغبون في الدفاع عن القرية لكنهم اضطروا للاختباء عند بدء إطلاق الرصاص.
تقرير خاص من القدس