### الإبداع في بداية الفيلم
يظهر الإبداع الأصيل في الفيلم السينمائي منذ بدايته، وبالتحديد في الدقائق الأولى. ولكن إذا تساءل المشاهد إذا كان قد شاهد هذا الفيلم من قبل، فهذا يعني أن هناك تأثير واضح من عمل آخر.
ففي فيلم “حقيبة سفر” (Carry-On)، الذي يتصدر قائمة المشاهدات على منصة نتفليكس، يجد المشاهد نفسه أمام استنساخ واضح لقصة فيلم “موت قاس 2” (Die Hard 2) من عام 1990، بالإضافة إلى تكرار عدد من المشاهد.
### توازن بين الأجواء الاحتفالية والإثارة
تزداد الأزمة حين يتجلى التوتر بين الأجواء الاحتفالية لأعياد الميلاد ورغبة صناع العمل في تقديم فيلم حركة وإثارة. وقد حاول صناع الفيلم الدمج بين الاثنين، حيث يتمحور العمل حول الأسرة كمحور رئيسي إلى جانب عناصر الحركة والإثارة.
تعوّدت السينما على تقديم أفلام “استهلاكية” خلال الأعياد، كما يقدم السينمائيون المصريون أفلامًا ترفيهية في مواسم عيد الفطر والأضحى، ونفس الشيء ينطبق على هوليوود ونتفليكس، التي تقدم أفلامًا تهدف إلى الترفيه وتبرز الجوانب الثقافية للمناسبات، مع تركيز كبير على العائلة.
### مفاجأة في المطار
تدور أحداث “حقيبة سفر” حول ضابط أمن النقل الشاب إيثان كوبيك (تارون إدغيرتون) في ليلة عيد الميلاد. يتلقى إيثان مكالمة تدفعه لاتخاذ قرار صعب عندما يخبره شخص مجهول بوجود قنبلة في حقيبة زوجته (صوفيا كارسون)، مهددًا بقتلها وطفلها إذا لم ينفذ طلباته.
يقدم السيناريست تي. جي. فيكسمان حبكة متكاملة، تظهر صراعات إيثان الشخصية والمهنية، حيث فشل في الالتحاق بالشرطة، وعمل كضابط أمن مدني دون حماس. ولكن أنباء حمل زوجته تدفعه للضغط على مديره لترقيته. ومع بداية عمله الجديد، يجد نفسه أمام تحدٍ مصيري ينقله بين خيارات مكلفة ستؤثر على حياة المئات أو حياة عائلته.
المخرج يستخدم أجواء عيد الميلاد كخلفية لجعل الأحداث أكثر دراماتيكية، لكنه يعيد إنتاج مقاطع من فيلم “موت قاس 2″، مما يمنح المشاهد شعورًا بالتكرار.
### تحليل مشهد البداية
يعرض الفيلم مشاهد شاملة للضغوط التي يتعرض لها إيثان من خلال اختيارات عشوائية لأفراد للتفتيش، ويظهر ردود أفعال الأشخاص بحسب عرقهم، وهو ما يخلق تساؤلات حول العنصرية والتمييز.
تأتي هذه الديناميكية بعيدًا عن تأثير الإرهابي، الذي يبقى بلا اسم في الفيلم، مما يدفع المشاهد للتفكير في التحديات الأخلاقية التي يواجهها إيثان. وهذا يجعله في مواجهة حقيقية بين الواجب العائلي والواجب المهني.
بهذا الشكل، ينقل الفيلم رسائل التضحية والفداء وقيم الأسرة، رغم الأسلوب الذي يستلزم إعادة النظر في جوانبه المختلفة.### أداء متوسط في فيلم “حقيبة سفر”
يقدم فريق عمل فيلم “حقيبة سفر” أداءً مقبولاً، إلا أن السيناريو يعاني من نقص في الأصالة والعمق. يتميز تارون إدغيرتون بأداء مميز في دور إيثان، حيث يضفي طابعاً إنسانياً يحظى بتعاطف المشاهدين، ولكنه لا يترك أثراً دائماً. كما لم يكن أداء الممثلين المساعدين أفضل حظاً، فقد جسد جيسون باتمان دور الشرير التقليدي الذي يفتقر إلى الشخصية المعقدة أو الكاريزما الحقيقية.
### مشاهد مثيرة لكن مكررة
نجح صانعو الفيلم في تقديم بعض اللحظات البصرية المميزة، فرغم أن مشاهد الحركة مستمرة في الاستنساخ، فإنها صممت بمهارة. تتضمن هذه المشاهد مطاردة مثيرة لنقل الأمتعة ومواجهة داخل الطائرة.
### موضوعات متجاهلة
حاول الفيلم تناول موضوعات مثل التضحية والفداء والأسرة، لكنه لم يغص بها بعمق. تم حل جميع المشكلات بطريقة سريعة بمجرد اتخاذ قرار المقاومة والانتصار على الشرير، مما ترك مساحة ضئيلة لتطوير الشخصيات أو إظهار العمق المرتبط بمواضيع الأمل واليأس في سياق التحديات المهنية والأسرية.
### نجاح غير متوقع
رغم الاستنساخ الواضح والخلط بين أفلام الحركة والأفلام الاحتفالية، يبقى سؤال نجاح الفيلم الملحوظ مفتوحًا. يعتبر جاومي سيرا الشخص المسؤول عن إضفاء إيقاع متميز على العمل، حيث تم تنظيم مشاهد المطاردة بشكل مثالي. كل لقطة وكادر بدت وكأنها مصممة لتوصيل إحساس معين.
### توتر وقلق فعّال
تجسد مشاهد القلق والإثارة حول أجهزة الكشف عن الحقائب في المطار حالة من التوتر الرائع. يتبادل “إيثان” النقد مع زملائه ورؤسائه في الشرطة، مما يعزز من شعور القلق لدى المشاهدين حيال حياة الأبرياء، بما في ذلك زوجته وجنينها. يبقى المونتاج وتنسيق الإيقاع الأكثر تأثيراً في خلق تجربة غامرة، رغم تكرار القصة وأماكن التصوير.
