فيلم “فخ” يعيد إم نايت شيامالان إلى شاشة السينما
حالياً يعرض فيلم “فخ” (Trap) من إخراج إم نايت شيامالان، والذي ينتمي إلى نوع الرعب والإثارة الذي عرف به المخرج منذ بداياته. الفيلم كتبه وأخرجه شيامالان، كذلك عمل كمنتج له، ويشارك في بطولته ابنته ساليكا مع جوش هارتنت. وتمكن الفيلم حتى الآن من تحقيق إيرادات تصل إلى 70 مليون دولار، رغم ميزانيته التي بلغت 30 مليون دولار.
مسيرة مهنية متقلبة
يمتلك المخرج الأمريكي إم نايت شيامالان مسيرة دائمة التقلب، حيث انتقل من نجاحاته الكبيرة وترشحه للعديد من الجوائز مثل الأوسكار وبافتا وغولدن غلوب، إلى أفلام لم تحقق النجاح نفسه وترشحت لجائزة “التوتة الذهبية” لأضعف الأعمال. بدأ مسيرته بفيلم “الحاسة السادسة” (The Sixth Sense) الذي حقق نجاحاً واسعاً والفضل يعود فيه لأسلوبه الفني القائم على التواءات الحبكة ومفاجآت الجمهور، إلا أنه انخرط بعد ذلك في مشاريع شهدت الكثير من الأخطاء الفنية.
يأتي فيلم “فخ” ضمن الأعمال ذات الإيرادات المتواضعة، حيث تدور أحداثه في يوم واحد، حيث يقود كوبر (جوش هارتنت) ابنته المراهقة لحفل موسيقي له. يظهر الأب كأنه مثالي، فهو يمنح ابنته تذاكر قريبة من المسرح، لكن الأمور تأخذ منحى مقلق عندما يدرك أن هناك حضوراً أمنياً كثيفاً بسبب تحذيرات عن وجود سفاح معروف بـ”الجزار” في المكان.
يكشف شيامالان عن شخصية كوبر بسرعة، مما يفقد عنصر المفاجأة المتعلق بالقاتل، ويجعل المشاهد يركز على كيفية تعامل الشخصية مع المخاطر ومحاولتها الهروب. وفي ذات الوقت، تتضح الأخطاء التي تجعل الشخصية تتصرف بطرق غير منطقية، مما أضعف من الإثارة المتوقعة.
فيلمان مختلفان في الأسلوب
بينما يصنع إم نايت شيامالان فخاً لنفسه من خلال تقديم حلول مبسطة للأحداث، لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لهروب البطل من المأزق. يمكن تقسيم الفيلم إلى قسمين متساويين؛ النصف الأول يجري في المسرح ويحتوي على درجة متوسطة من التشويق، بينما النصف الثاني يفقد قوته ويتحول إلى تسلسل من الأحداث غير المتماسكة.
تتراجع جودة الفيلم بسبب حوارات طويلة غير ملائمة، وأداء ضعيف من الممثلين. يجري تغيير دور المغنية ليصبح محورياً رغم عدم تناسب موهبتها مع الدور، مما يعكس تحولا جذرياً في الحبكة التي اتخذت مساراً بعيداً عن الهدف الأصلي.
يمكن تصنيف فيلم “فخ” كأحد أعمال شيامالان الضعيفة، التي تتشارك نفس عيوب أعماله السابقة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان يجب عليه التخلي عن كتابة أفلامه والتوجه للتعاون مع محترفين أكثر خبرة لتجنب تكرار الأخطاء في المستقبل.
رابط المصدر