رواية “البحر الأسود المتوسط”.. البراري يستعرض انكسارات البشرية بعد ثورات الربيع العربي
شخصيات تبحث عن الهوية
تدور أحداث الرواية في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي والجنوبي، حيث تنغمس الشخصيات في أحداث مؤلمة تعكس التحولات الجذرية والانكسارات العميقة في ذات الفرد والجماعة. تعكس الرواية تجارب العذاب والمعاناة التي عاشتها المنطقة نتيجة الحروب المتكررة، مما يترك أثرًا عميقًا في الشخصيات.
الانتصار للقضايا الإنسانية
تبرز الرواية طابعها الإنساني بعيدا عن التعقيدات السياسية، حيث يصبح الفرد والمجتمع هم الأبطال الحقيقيون على صفحاتها. يعود التاريخ الشخصي لبعض الشخصيات إلى محطات بارزة في تاريخ المنطقة، وينسج حكايات تغطي أحداثًا من نكبة 1948 والاعتداءات اللاحقة، وصولًا إلى الحرب اللبنانية في السبعينيات، مما يجعل الأحداث تتنقل عموديًا وأفقيًا في فسيفساء معقدة تعكس الواقع المعاش.
إنجازات متعددة
بالإضافة إلى روايته، قدم البراري العديد من النصوص المسرحية وحاز على عدة جوائز أدبية، منها جائزة عويدات اللبنانية لأفضل رواية في الوطن العربي لعام 2001 وجائزة محمد تيمور للمسرح في مصر لعام 2004. وله روايات مثل “الجبل الخالد” و”تراب الغريب” و”أعالي الخوف”.
بين السياسي والإنساني
في حديثه، أوضح الكاتب أنه لا يمكن فصل الأبعاد الإنسانية عن الفاعل السياسي، وأن تعقيدات السياسة تترك آثارًا عميقة على البشر. لذلك، تعتبر “البحر الأسود المتوسط” بمثابة بحث في هذه التشوهات الإنسانية والاجتماعية، مما يساعد القارئ على استنتاج مواقف معينة من الأوضاع الراهنة.
خيال مستمد من الواقع
يعتبر البراري أن الرواية هي تخييل ينطلق من واقع مليء بالتناقضات، وأن استخدام عناصر الواقع يجعل العمل الأدبي يتجاوز الوقوع في فخ التوثيق البارد. عليه، يسعى الكاتب لجعل من روايته فضاء خصبًا للخيال المبني على تفاصيل حياة الناس والمشاعر الإنسانية.
التطور في الكتابة الروائية
عند مقارنة أعماله السابقة بـ “البحر الأسود المتوسط” يؤكد البراري أن تطور رؤيته الأدبية وفهمه للدور الفني للكتابة قد تغير. حيث يصبح كل عمل جديد تمثيلاً لتجربته الناضجة، مما يعكس التحولات الفكرية التي مرت به.
الكتابة كفعل شمولي
يرى البراري أن الكتابة هي تعبير شامل، حيث تتنوع تقنيات الكتابة بين الرواية والمسرح والنصوص القصصية، ويكون التركيز على القيمة الفنية للكتابة وليس فقط على أنواعها. تعزز هذه الكتابات الهوية الأدبية الخاصة بالكاتب وتساهم في إثراء تجربته الأدبية.
يعود الفضل في غزارة إنتاجه إلى تنوع المجالات التي يكتب فيها، لكنه يعتبر أن الكتابة بالنسبة له هي مواجهة مع أسئلة وجودية عميقة، تتطلب منه الوعي بتراثه وبالواقع الذي يعيشه. وبذلك تكون الكتابة رحلة حوار داخلي دائم.
رابط المصدر