وأوضح هايمان – في تقرير نُشر بمعهد أبحاث الأمن القومي المرتبط بجامعة تل أبيب- أن العمليات في رفح تهدف إلى أهداف محددة تتطلب التصميم والتفاني لتحقيقها وفقًا لأولويات محددة.
وقسّم الكاتب وجهة نظره – التي تتباين عن الرؤى الإسرائيلية السائدة – إلى فقرتين: الجزء الأول يتناول قبول حماس لمقترح سمساري، بينما يتعامل الجزء الثاني مع موقفه من العملية في رفح التي بادرت بها قوات الاحتلال يوم الثلاثاء.
اقتراح حماس
متعلقًا بردها، أعرب رئيس الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عن رأيه المنطقي، حيث أشار إلى اختلاف ملموس بين مقترح حماس الموافق عليه ومقترح إسرائيل، مع التركيز على نهاية النزاع وهوية المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وأوضح أن إسرائيل تروج لمقترح الوسطاء لعدم استخدام مصطلح “وقف الحرب” وتستخدم “تعليق النشاط” بدلاً منه، مما يبقي الباب مفتوحًا لاستئناف القتال مستقبلًا، إذا اختارت إسرائيل ذلك.
وأشار إلى المعضلة التي تنشأ من القضية الثانية، حيث ستتخلى إسرائيل عن الفيتو على قرارات إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.
وبين هايمان أن إسرائيل ستطلق سراح 50 معتقلا فلسطينيًا، بينهم 30 محكومين بالسجن المؤبد، مقابل إطلاق سراح كل أسيرة إسرائيلية. وبشكل عام، ستفرج إسرائيل في المرحلة الأولى عن 150 معتقلًا محكومين بالسجن المؤبد، استجابة لطلبات حماس دون التدخل فيها.
وأضاف قائلًا إنه في حال تحقق ذلك، “ستفرج إسرائيل عن جميع المعتقلين الخطرين المحكومين بالسجن المؤبد والمرتبطين بحماس، مما يتركها بلا وسيلة للمساومة في المرحلة الثانية. وسيتم إطلاق كل شخص مهم بالنسبة لحماس دون استرداد بقية المعتقلين، ليحقق المنظمة مطالبها في المرحلة الأولى بما عدا إلزام إسرائيل بوقف النزاع بشكل كامل”.
لا لاحتلال رفح.. نعم للمعبر
أما فيما يتعلق برفح، حدد رئيس الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، 4 أهداف لعملية رفح تتمثل في:
- تعزيز الضغط على حماس لتحسين فرص التوصل لاتفاق أفضل.
- إغلاق الحدود بين مصر ورفح لمنع تهريب الأسلحة لحماس مستقبلاً.
- السيطرة على معبر رفح كمظهر لفقدان حماس السيادة.
- تفكيك كتائب لواء رفح الأربع -جناح كتائب القسام- من خلال القضاء على قادتهم وأفرادهم وتعطيل الأنفاق السرية.
وختم رأيه بأهمية الدخول في مفاوضات جديدة مع حماس لإنهاء النزاع.
وعلى الرغم من اعترافه بفشل الضغط العسكري في تحقيق إطلاق سراح الأسرى، وعدم تحقق ذلك حتى الآن، إلا أنه رأى أن “عدم وجود ضغط عملي يعرقل جهودنا نحو التوصل لاتفاق”.
وأجمعت وجهة نظره مع العديد من المحللين العسكريين الإسرائيليين، رافضًا السيطرة الكاملة على رفح.
وقال هايمان “السيطرة على حدود قطاع غزة ومعبر رفح يعتبران إنجازات ضرورية للغاية، بينما يظل تفكيك الكتائب أمرًا ثانويًا ولكن مهمًا.
لأن بعد فك تفكيكها وتدمير حماس في رفح، إن لم تقم الحكومة القائمة باتخاذ القرار بشأن الهيئة التي ستحل مكان الجيش الإسرائيلي هناك، فينبغي لنا توقع الإحباط مرة أخرى بعد انسحابنا واستعادة حماس السيطرة. الإحتلال الكامل لرفح لا يضمن النصر الكامل، وتكوين توقعات غير واقعية حول هذا الموضوع غير مجدي”.
مواقف متضاربة
وشرح الكاتب وجهة نظره تجاه صفقات التبادل، مشيرًا إلى أن صفقات الرهائن التدريجية لا تحقق النجاح. ينبغي علينا التبني لفكرة مختلفة لصفقة واحدة تتضمن تقديم إسرائيل عرضًا لوقف كامل للحرب مقابل الإفراج عن جميع الرهائن. ثم ماذا يأتي بعد ذلك؟ هل نظل عاجزين عن العمل في غزة؟ هل يجب علينا ترك حماس دون عقاب والسماح لها بتعزيز قوتها؟ من وجهة نظري بعد السابع من أكتوبر لا!”.
وختم شرحه لموقفه من عملية رفح قائلًا: “إن العملية في رفح لا تزال حديثة، وليس من الحكمة الكشف عن نطاقها.. إنها عملية معقدة، ويجب تجنب منح العدو اليقين.. قامت القوات المسلحة الإسرائيلية ببدء العملية وستستمر ما دام ذلك ضروريًا لتحقيق الأهداف المذكورة سابقًا وفقًا لأولوياتها”.
يجب التذكير بأن هذا المركز يتزعمه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق وخبير الاستخبارات العسكرية، الجنرال (احتياط) عاموس يدلين، ويختص في مجالات الأمن القومي مثل الجيش والشؤون الإستراتيجية والصراع المنخفض الكثافة، والتوازن العسكري في منطقة الشرق الأوسط، والحروب الإلكترونية.