عسل “قره قوان”.. الذهب التركي من بِتليس إلى موائد العالم
27/11/2024
في أعالي هضاب وجبال ولاية بِتليس التركية، يكتب عسل “قره قوان” الطبيعي قصة نجاح مبهرة، محققا مكانة بارزة بين أفضل أنواع العسل في العالم.
إنتاج عسل “قره قوان” يتم وفق أساليب تقليدية فريدة، حيث يستمد جودته الاستثنائية من البيئة الطبيعية النادرة ووفرة النباتات في بِتليس، مما أدى إلى زيادة الطلب عليه في الأسواق المحلية والعالمية.
خلال فصل الربيع، يتوجه مربو النحل إلى الهضاب العالية، حيث يقومون بتركيب خلايا النحل اليدوية المصنوعة من أغصان الصفصاف المغطاة بالطين أو السماد الطبيعي في أماكن تم اختيارها بعناية.
تُترك هذه الخلايا في مناطق غنية بالأزهار البرية والنباتات الطبية ليعمل النحل على إنتاج العسل حتى حلول فصل الخريف.
ومع بداية البرد، يُجمع عسل “قره قوان” المعروف بجودته العالية ونكهته الفريدة وقيمته الغذائية الغنية.
عسل “قره قوان” يُعد من الأنواع النادرة بسبب محتواه العالي من البرولين (حمض أميني)، مما يجعل منه خياراً مرغوباً في الأسواق العالمية.
العسل الذهبي
سيد خان أكينجي، رئيس اتحاد منتجي العسل في قضاء خيزان (جنوب بتليس)، يشير إلى أن “التنوع البيئي الغني في الولاية يمنح عسل قره قوان قيمته الفريدة”.
وأضاف: “نقترب من نهاية موسم الحصاد، حيث نجني العسل من مرتفعات تصل إلى 2200 متر فوق سطح البحر”.
ويوضح أكينجي: “يبدأ الحصاد مع تساقط الثلوج، ويختلف بناءً على المنطقة. عسلنا طبيعي تمامًا وخالي من أي إضافات صناعية”.
ويتابع: “هذا العسل، الذي نصنفه كالعسل الذهبي، حصد المراكز الأولى في مسابقات أوروبية، حيث تصل نسبة البرولين فيه إلى 1300، مما يمنحه شهرة خاصة في الأسواق العالمية”.
إنتاج 800 طن هذا العام
يشير علي أكينجي، رئيس اتحاد منتجي العسل في قضاء خيزان، إلى أن “نباتي الزعتر والقتاد اللذين يزرعان بكثرة في المنطقة يلعبان دورًا مهمًا في زيادة القيمة الغذائية للعسل”.
ويضيف: “كل خلية نحل تنتج من 3 إلى 6 كيلوغرامات من العسل، ونتوقع أن نحقق إنتاجًا يقارب 800 طن هذا العام”.
ويبرز أكينجي أن “معظم إنتاجنا يُصدر إلى الدول الأوروبية والعربية، مما يعزز الوضع الاقتصادي لبلادنا”.
ويتابع قائلًا: “الطلب الخارجي على عسل قره قوان كبير للغاية، حيث نتلقى الطلبات قبل عام كامل من موعد الإنتاج، مما يدل على الثقة الكبيرة في جودته”.
نقل النحل إلى مناطق حارة
في هذا السياق، يقول قدري أصلان، الذي يمارس تربية النحل منذ 30 عامًا، إن “ظروف المناخ تحدد أسلوب عمل النحالين”.
ويضيف: “نقوم بنقل خلايا النحل إلى المرتفعات خلال فصل الصيف، ثم نعيدها إلى مناطق أكثر دفئًا خلال فصل الشتاء”.
ويشير أصلان إلى أنه “العسل الذي ننتج هو عسل طبيعي بالكامل، وقد حصل عسل خيزان على المركز الأول في مسابقات أوروبية، مما جعله شائعًا على المستويين المحلي والعالمي”.
من جهته، يقول فرحات ناجي أرسان، وهو نحّال آخر في بتليس، إن “عملية الحصاد تبدأ مع انخفاض درجات الحرارة”.
ويضيف: “عسل قره قوان عالي الجودة يرتبط بنوع النحل والنباتات المحلية الموجودة في ولاية بتليس، حيث تضمن تلك النباتات الحصول على عسل متميز”.
ويفخر أرسان بالجوائز التي حصل عليها عسل قره قوان، قائلاً: “حصلنا على جوائز دولية في فرنسا والمملكة المتحدة وفي مؤتمر أبيموندا العالمي لتربية النحل، وهذا النجاح يعد نتاج الجهود الكبيرة التي نبذلها وجودة المنتج”.
ويختتم حديثه قائلاً: “عسل قره قوان الطبيعي لا يُعتبر منتجًا غذائيًا فحسب، بل هو إرث طبيعي وثقافي يعكس هوية ولاية بتليس وثراءها البيئي، ويساهم في وضع تركيا على خريطة المنتجات الطبيعية البارزة عالميًا”.
