## انطلاق الحكايات اللبنانية: صوتٌ للألم والأمل بدأت قصة كتاب “حكايا لبنانية في الأزمة” في أبريل 2020 خلال فترة الحجر الصحي، عندما رصدت الصحافية اللبنانية جودي الأسمر تجاراً في مدينة طرابلس يدّعون الالتزام بالإغلاق العام، ولكنهم في الواقع يستمرون في العمل خفيةً. أثار هذا المشهد فضول الأسمر، فقررت القيام بتحقيق حول كيفية تأقلم الفقراء في ظل هذه الظروف الصعبة. لفت عملها انتباه مايا مسيكة، لبنانية تعيش في تكساس، التي طرحت سؤالاً عن إمكانية استخدام الثقافة كوسيلة لدعم المجتمع. شعور الأسمر بأنها “مدانة” دفعها للتفكير في دور الثقافة وأهميتها في محيطها الاجتماعي، مما أدي إلى ولادة الكتاب، الذي صدر عن “جروس برس ناشرون”، ويضم 15 قصة قصيرة كتبت من قبل لبنانيين مقيمين ومغتربين بعدة لغات. ## قصص مشبعة بالأمل والألم تعتبر الشريكة المؤسِّسة للمشروع، جودي الأسمر، أن هذه التجربة غنية لأنها التزمت بجنس القصة الأدبية ولم تنزلق إلى شكل الخاطرة. كُلف 15 كاتبًا، جميعهم يمتلكون تجارب أدبية سابقة، باختيار المحاور، مع الابتعاد عن النصوص الشخصية الخالصة والتركيز على ما يرتبط بأزمة لبنان. تقول الأسمر: “شكل الوباء محركًا للقصص التي تتجاوز فترة الجائحة، لتكون سردًا شيقًا يعكس الإنسانية أمام المعاناة المستمرة.” وتحذر من تجاهل تاريخ الأدب في تناول الأزمتين: أزمة كورونا والأزمات اللبنانية السابقة واللاحقة. ## دور الأدب في توثيق الأزمات تناقش الأسمر في مقدمة الكتاب كيف أن الأدب قد يغفل لحظات تاريخية مهمة، كما حذر الروائي إلياس خوري في محاضرة له، مؤكداً على أهمية توثيق هذه اللحظات لتفادي محو الرواية المتعلقة بالأزمة. وبالتالي، شكلت هذه الحكايات دعوة لولادة سرديات جديدة تعكس واقع الاستمرار في مواجهة الأزمات التي يعاني منها لبنان منذ عام 2019. ## الأثر الاجتماعي والثقافي للقصص تعكس القصص التي أُدرجت في الكتاب تجارب إنسانية متعددة. فهناك قصة عن سيدة سورية تضع مولودها في ظروف صحية حرجة، وقصص أخرى تناولت العنف الأسري وزيادة الضغوط الناتجة عن التعليم الإلكتروني خلال فترة الجائحة. تشير الأسمر إلى أن القصص تعكس التجارب المؤلمة لللبنانيين سواء داخل البلاد أو خارجها، كما تسلط الضوء على قضايا إنسانية كفقر الأسرة، وحقوق العاملات الأجنبيات. ## الكلمات كقوارب للنجاة يجسد الكتاب صوت الصمود والكرامة في وجه المعاناة، ويستعرض تجارب إنسانية عميقة تساهم في توثيق الوجع الذي يعيشه اللبنانيون، مما يجعل هذه الروايات بمثابة قوارب نجاة للأمل والثقافة في زمن الأزمات.
[featured_image]
رابط المصدر