مقتل 10 أشخاص في مركز توزيع الغذاء بشمال غزة
ضحايا القصف الإسرائيلي في مخيم جباليا
أفادت التقارير بأن القصف المدفعي الإسرائيلي أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل في مركز توزيع الغذاء بمخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في هجومها البري. وذكرت وكالة الأنباء التابعة للأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن القذائف سقطت داخل المركز وخارجه صباح يوم الاثنين، بينما كان بعض الأشخاص الذين يعانون من الجوع يحاولون الحصول على مساعدات غذائية.
الجيش الإسرائيلي يحقق في الحادث
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يجري مراجعة للواقعة مؤكداً أنه “يعمل فقط ضد الأهداف الإرهابية”. وقد أفادت التقارير بأن المئات قُتلوا منذ أن بدأ الجيش هجومه في المنطقة قبل تسعة أيام لاستهداف مقاتلي حماس الذين أعادوا تجميع أنفسهم هناك.
النزوح والتهديدات الإنسانية
قالت الأمم المتحدة يوم الأحد إن أكثر من 50,000 شخص قد فروا من منطقة جباليا، بينما لا يزال آخرون عالقين في منازلهم وسط تصاعد القصف والقتال. كما حذرت من أن الهجوم أدى إلى إغلاق آبار المياه والمخابز والمراكز الطبية والملاجئ، بالإضافة إلى تعليق خدمات إنسانية أخرى بما في ذلك علاج سوء التغذية.
وأضافت أن الوكالة لم تُسمح لها بتقديم الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء، منذ الأول من أكتوبر، بسبب إغلاق نقطتين حدوديتين مجاورتين.
استمرار القصف وطلب الإجلاء
في يوم الأحد، ذكر الجيش الإسرائيلي أن قافلة مكونة من 30 شاحنة مساعدات دخلت عبر معبر جنوب مدينة غزة، بينما أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأهمية استئناف الوصول إلى الشمال. وقد أصدرت القوات الإسرائيلية أمراً لسكان جباليا والمناطق المجاورة بالإخلاء إلى “المنطقة الإنسانية” التي تحددها إسرائيل في جنوب غزة، مؤكدة أنها “تعمل بقوة ضد التنظيمات الإرهابية وستستمر في ذلك لفترة طويلة”.
لكن العديد من الفلسطينيين، المقدرين بنحو 400,000، المقيمين في الشمال، يشعرون بالتردد في التوجه إلى الجنوب، خشيةً من عدم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.
تصاعد القتلى نتيجة الغارات الجوية
في أحداث متصلة، قُتل أربعة أشخاص عندما ضربت طائرة إسرائيلية مخيمًا للنازحين بجوار مستشفى الشهداء، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ “ضربة دقيقة على إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة في منطقة من موقف سيارات”. وأكد أنه اتخذ تدابير لتقليل الأذى للمدنيين.
بينما أفاد المتحدث باسم المستشفى، الدكتور خليل الدقران، بأن أكثر من 50 خيمة احترقت وأن المستشفى يواجه صعوبة في معالجة حوالي 50 شخصاً أصيبوا، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، إضافةً إلى ضحايا من غارات إسرائيلية أخرى حديثة.
شهادات من النازحين
قالت إحدى النازحات، أم محمود وادي، إن أسرتها فقدت كل شيء. “أين يجب أن أذهب بأبنائي؟ فصل الشتاء يقترب. لا يوجد فراش، لا ملابس، لا شيء. أشعر بالدمار.” كما أكدت أن انفجار أسطوانة الغاز أدى إلى كارثة.
وفي ليلة الأحد، ورد أن أكثر من 20 شخصًا قُتلوا جراء قصف الدبابات على مدرسة تديرها الأمم المتحدة وتم استخدامها كمأوى للعائلات النازحة في مخيم النصيرات، الواقع شمال مدينة دير البلح.
انتاب القلق تلك المناطق نتيجة الظروف الإنسانيّة الصعبة، الأمر الذي يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.### “ليلة رعب مطلق في غزة”
صرّحت لويس واتريدج، من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لـ”بي بي سي” بأنها شهدت “ليلة أخرى من الرعب المطلق للناس في قطاع غزة”.
تضرر المدارس في غزة
أشارت واتريدج إلى أن الأضرار الكبيرة التي لحقت بمدرسة المفتي في النصيرات تعني أنه لا يمكن استخدامها في الحملة الكبيرة للتطعيم ضد شلل الأطفال، التي بدأت في وسط القطاع يوم الاثنين. وتعمل الفرق الطبية المحلية وموظفو الأونروا على تقديم لقاحات لحوالي 590,000 طفل تحت سن العشر سنوات على مدار الأسبوعين القادمين.
حملة تطعيم شلل الأطفال
تم تنظيم هذه الحملة من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة اليونيسف، بعد اكتشاف أول حالة شلل أطفال منذ عقدين في طفل غير مُلقح في غزة الوسطى، حيث يختبئ حاليًا حوالي 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
دعوات للتهدئة الإنسانية
يضغط المسؤولون في الأمم المتحدة من أجل احترام فترات التهدئة الإنسانية أثناء حملة التطعيم. وأكدت واتريدج، “هذا أمر حاسم لأنه لا يمكننا تقديم اللقاحات للأطفال الذين يفرون من حياتهم، والذين تم تهجيرهم قسراً. لا يمكننا القيام بذلك في ظل وجود القنابل تسقط من السماء”.
الأوضاع الأمنية في غزة
أضافت: “تتم هذه الفترات خلال النهار، وهناك أوقات محددة للوصول إلى هؤلاء الأطفال. الهجمات والعمليات العسكرية مستمرة، ومن المخيف للغاية أن ندير أي نوع من الاستجابة الإنسانية في هذه الظروف.”
تصاعد العنف في غزة
أطلقت إسرائيل حملة لتدمير حركة حماس رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على الجنوب الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص واختطاف 251 آخرين. ومنذ ذلك الحين، قتلت السلطات في غزة، التي تديرها حماس، أكثر من 42,280 شخصاً.