بعد اتفاق غزة.. مسؤولون إعلاميون: قطر وسيط فعّال في أصعب الأزمات
16/1/2025
–
|
آخر تحديث: 16/1/202507:50 م (توقيت مكة)
الدوحة- أثبتت قطر مرة أخرى قدرتها على لعب دور فعّال في حل النزاعات، حيث تمكنت من التوسط بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. هذا الاتفاق يأتي في إطار جهود تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقد أكد مسؤولون إعلاميون أن هذا “الإنجاز الدبلوماسي” يعكس رؤية قطرية تقوم على الحوار والتعاون الإقليمي والدولي، بهدف تحقيق السلام والاستقرار وتخفيف معاناة المدنيين المتضررين من الصراع المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا، والذي أدى إلى فقدان العشرات من الآلاف لحياتهم أو إصابتهم.
منذ بداية الحرب بين الجانبين عقب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بذلت الدوحة جهودا عظيمة بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، لتحقيق التهدئة بين حماس وإسرائيل.
تضمن ذلك دعم محادثات غير مباشرة بين الأطراف، وفتح قنوات اتصال للحد من التوترات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
بدوره، أشاد عدد من الإعلاميين القطريين بالجهود الدؤوبة التي بذلتها قطر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أن الدوحة أصبحت نموذجًا يُحتذى به في الوساطات الدولية، نظرا لحياديتها وشفافيتها في التعامل مع جميع القضايا، مما يضع مصلحة الشعوب على رأس أولوياتها.
الوساطة البناءة
وفي تعليق عن الدور القطري، قال مدير تحرير جريدة “الراية” القطرية، ماجد الجبارة، خلال حديثه مع الجزيرة نت: إن الوساطة القطرية بين الأطراف المختلفة، وخاصة في النزاعات الإقليمية، تُظهر مدى التزام قطر بمبادئ الدبلوماسية النزيهة ورغبتها في الخير للإنسانية.
وأوضح الجبارة أن جهود قطر تأتي في ظل تزايد تعقيدات “المشهد الفلسطيني الإسرائيلي”، وأن الدوحة نجحت في إضاءة شعلة الأمل بين ظلال الصراعات. وقد تبنّت قطر نهجًا يقوم على الحوار وبناء الجسور، موجهة اهتمامها الأول للمصلحة الإنسانية.
وأشار إلى أن هذه الوساطة ليست مجرد جهد سياسي بسيط، بل تتطلب صبرًا وحكمة وإلمامًا عميقًا بتفاصيل النزاع، ونجحت قطر في تقريب وجهات النظر رغم الظروف الصعبة.
كما أشاد بالتعاون الوثيق مع مصر، حيث أكد أن الدولتين أثبتتا أن العمل العربي المشترك يمكن أن يُحدث فرقًا من خلال التنسيق الفعال، مما يعكس الوحدة في الهدف بين الدوحة والقاهرة حين يتعلق الأمر بحماية الأرواح وضمان الأمن.
وسيط مقبول
أكد مدير المركز القطري للصحافة، صادق العماري، أن دور الدوحة في وقف القتال الأخير في غزة هو امتداد لنهج قطر الثابت المتعلق بتعزيز السلام والوساطة النزيهة. وأشار إلى أن هذا التدخل أسهم بشكل كبير في تحقيق التهدئة بين الأطراف، مما يُتيح فرصة لتخفيف الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.
أضاف العماري، في تصريحاته للجزيرة نت، أن قطر…
## الوساطة القطرية في الأزمة الفلسطينية
تُعتبر قطر دائمًا وسيطًا نزيهًا ومقبولًا لدى جميع الأطراف، حيث تعتمد على “نهج دبلوماسي حكيم يقوم على الحوار والتعاون البناء”. تظهر الجهود القطرية الأخيرة لوقف التصعيد في غزة إيمانها الراسخ بضرورة تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن الصراعات المتواصلة.
### التنسيق مع مصر والولايات المتحدة
تعمل قطر على التنسيق الوثيق مع كل من مصر والولايات المتحدة، مما يبرز التزامها بالشراكة الدولية من أجل تحقيق السلام والاستقرار. ويعكس التعاون مع مصر عمق العلاقات العربية وحرص كلا البلدين على إيجاد حلول مشتركة لرفع المعاناة عن الفلسطينيين. كما يفتح التنسيق مع الولايات المتحدة أفقًا جديدًا لمواءمة الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق نتائج ملموسة.
### تاريخ الوساطة الناجحة
تمتلك قطر تاريخًا طويلًا من الوساطات الناجحة، سواء في القضية الفلسطينية أو في أزمات أخرى حول العالم. تعكس هذه التجارب رؤية قطرية واضحة تركز على دعم السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وفي هذا السياق، دعا العماري باسم المركز القطري للصحافة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته نحو الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن رفع المعاناة الإنسانية يتطلب استمرار الدعم والمبادرات البناءة.
### أصعب الملفات
اعتبر جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، أن الوساطة القطرية بين حركة حماس وإسرائيل خلال الأزمة الأخيرة “ليست مجرد نجاح دبلوماسي عابر”، بل تعكس قدرة قطر على لعب دور محوري في أكثر الملفات تعقيدًا.
يشدد الحرمي على أن هذا النجاح يبرز الدور الريادي لدولة قطر في دعم قضايا الأمة والعمل على تحقيق السلام، مع التركيز على تخفيف معاناة أهل غزة الذين أبدوا صمودًا أسطوريًا أمام العدوان.
وأشار إلى أن قطر أنجزت نجاحات عديدة على مدار السنوات، لكن هذا النجاح يتميز لأنه يأتي في ظرف إنساني وأمني بالغ الحساسية. ومنذ بداية العدوان، لم تتوقف جهود القيادة القطرية عن التحرك الفوري؛ حيث قاد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مباحثات دبلوماسية مكثفة في العواصم العالمية، واضعًا معاناة الشعب الفلسطيني على رأس أولويات المجتمع الدولي.
### التعاون العربي
يؤكد الحرمي أن الدور القطري ليس حديث العهد، بل هو امتداد لجهود طويلة الأمد لتحقيق التهدئة في غزة. حيث أُبرمت هدن سابقة بفضل الوساطة القطرية التي أظهرت مرارًا أنها وسيط نزيه يتمتع بثقة جميع الأطراف.
كما تحدث الحرمي عن أهمية التعاون بين قطر ومصر في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمثل نموذجًا للعمل العربي المشترك. دور قطر ومصر يكمل بعضه البعض، مما يشكل نواة لجهود عربية أوسع في ميدان الملفات الإقليمية. ويعكس هذا التنسيق رسالة واضحة مفادها أن العالم العربي قادر على تحمل مسؤولياته تجاه قضاياه إذا توافرت الإرادة الصادقة.