كاتبة فرنسية: تحقق تنبؤات قديمة للاستخبارات الأميركية بشكل العالم في 2025

<
div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content” aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
التنبؤات وتحقيقها
ترى الكاتبة الفرنسية ألكسندرا سافيانا أن تنبؤات الاستخبارات الأميركية بالأحداث المستقبلية، مثل جائحة كورونا وتطور الوضع في إيران، وكذلك الإرهابات التي طالت أوروبا، تؤكد على قدراتها في استقراء المستقبل.
وتوضح الكاتبة في تقرير بصحيفة “لكسبرس” الفرنسية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قامت، في تقارير صدرت عامي 2004 و2008، بتقديم توقعات بشأن شكل العالم في السنوات 2020 و2025، حيث تضمن التقرير العديد من التنبؤات الدقيقة.
التغيرات العالمية
تشير الكاتبة إلى أن بعض التحولات الجذرية، مثل تعدد الأقطاب وانهيار الهيمنة الغربية، والشيخوخة المجتمعية بداخل أوروبا، كانت تستند لتحليلات منطقية. إلا أن القدرة على التنبؤ بسيناريوهات كانت من المفترض أن تكون مستبعدة، توضح أفق النظر لدى خبراء الاستخبارات الأميركية.
جائحة كورونا
تقول الكاتبة إن انتشار فيروس كورونا في 2020 كان من ضمن التوقعات الواردة في تقارير الوكالة في 2009، حيث تم التحذير من انتشار سلالات شديدة العدوى من الإنفلونزا وعوامل مسببة للأمراض كفيروس كورونا.
واستندت “سي آي إيه” في تقديراتها على تجربة وباء سارس الذي ضرب آسيا وكندا بين 2002 و2004، حيث توقع الخبراء ظهور فيروس مشابه لـ “كوفيد-19” 11 عاماً قبل تفشيه، استنادًا لدراسات سابقة.
مصدر الفيروس وتوقعات العلماء
في تقرير صدر عام 2009، توصل علماء إلى تحديد محتمل لمصدر فيروس يمكن أن يظهر في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، مثل الصين وجنوب شرق آسيا. ويؤكد التقرير على صعوبة التعرف السريع على الوباء في حالة عدم توفر وسائل كشف مناسبة، مما يتطلب وقتاً طويلاً لإثبات وجود مرض قابل للتحول إلى جائحة.
رابط المصدر
تحولات جيوسياسية ونهاية الأحادية القطبية
تنبأت وكالة الاستخبارات المركزية منذ عام 2009 بتحولات جيوسياسية كبيرة من شأنها أن تنهي النظام العالمي الأحادي القطبية، وتساهم في ظهور قوى مؤثرة جديدة تفرض قواعدها، مما يزيد من التحديات أمام الغرب ويفقده نفوذه التقليدي.
في عام 2004، توقعت الوكالة تراجع قوة المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والمؤسسات المالية نتيجة صعود لاعبين جدد يطالبون بتغيير النظام المعمول به. وأشارت التوقعات إلى أن التحول الاقتصادي نحو الصين والهند قد يدعم مكانة دول مثل روسيا في تحدي الغرب.
وذكرت الوكالة في تقرير 2009 أنه لا يمكن استبعاد سباق تسلح وتنافس إقليمي وعسكري يشبه نمط القرن التاسع عشر.
وأفاد تقرير آخر للوكالة أن النظام الدولي سيصبح متعدد الأقطاب بحلول عام 2025، مع زيادة نفوذ الفاعلين غير الحكوميين، مثل الشركات والشبكات الإجرامية. كما حذرت من سأم الشعب الأميركي من تحمل مسؤولية “شرطي العالم”، وهو ما عبر عنه مسؤول كبير بالإشارة إلى خطاب “أميركا أولا” الذي يتبناه ترامب.
“الإرهاب” اللامركزي والتحديات الدولية
استندت التوقعات إلى وجود شبكات إرهابية لامركزية تتحدى النظام القائم، مما يستدعي تنسيقاً دولياً لمواجهتها. وبالنظر إلى التغيرات السريعة في القوى الدولية، تبرز الحاجة إلى مراجعة الاستراتيجيات الحربية والاقتصادية لمواكبة التحولات في النظام العالمي الجديد.
تقرير الاستخبارات الأمريكية عن مخاطر انتشار الأسلحة النووية
تضمن تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الصادر في عام 2009، تحذيرات بشأن مخاطر انتشار الأسلحة النووية. وأكد التقرير أن التطورات السياسية والعسكرية الجديدة تسهم في تجاهل المحظورات المتعلقة بهذه الأسلحة.
تفاقم خطر الإرهاب الإسلامي
أشار التقرير إلى تفاقم ما تصفه الولايات المتحدة بـ”الإرهاب الإسلامي”، وبالخصوص “السلفية الجهادية”، محذرًا من أن هذا التهديد قد يتسبب في تقويض نفوذ الغرب في العالم الإسلامي، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.
توقعات لعام 2020
في تقرير من عام 2004، توقعت وكالة الاستخبارات المركزية ظهور جماعات متطرفة جديدة بحلول عام 2020، وأنها ستتبنى أفكار تنظيم القاعدة لتحل محلها. بالإضافة إلى أنها توقعت أن “الإرهاب الإسلامي” سيتخذ شكلًا لا مركزيًا مع ظهور مجموعات وخلايا وأفراد غير محتاجة لمراكز قيادة ثابتة لتنفيذ عملياتها.
كما تحدث الخبراء عن إمكان إعلان “خلافة جديدة” تجذب أفرادًا عبر الإنترنت خارج حدودها الجغرافية، وتنبأوا بأن يعيد حزب الله تقييم اتفاقه مع حكومة الوحدة بقيادة سعد الحريري واستئناف نشاطه العدائي ضد إسرائيل.
وتوقع التقرير أيضًا سقوط نظام بشار الأسد قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
تنبؤات لم تتحقق
أشارت كاتبة المقال إلى أن بعض التنبؤات الواردة في تقارير الاستخبارات الأمريكية لعامي 2004 و2009 لم ترَ النور. وشملت هذه التنبؤات قيام اتحاد بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، واستحواذ المنظمات غير الحكومية على المشهد الدولي، بالإضافة إلى توقع الأمم المتحدة منح 20 مقعدًا لهذه المنظمات بسبب أزمة المناخ، واحتمالية حدوث هجوم واسع باستخدام “أسلحة دمار شامل”.
وفي النسخة الأخيرة من التقرير الصادرة عام 2021، توقعت الاستخبارات الأمريكية الفشل في السيطرة على جائحة كوفيد-19، وقيام الصين بضم تايوان، وتحالف الاتحاد الأوروبي مع بكين لتقليل الآثار السلبية لتغير المناخ.