كاتب إسرائيلي: لا يمكن بناء المستقبل على أنقاض الخراب
في مقال نشرته صحيفة “زو هدريخ” الإسرائيلية، تناول الكاتب أفيشاي إرليخ مظاهر التدهور في إسرائيل، الذي طال كافة جوانب الحياة الداخلية والعلاقات الخارجية، داعياً إلى ضرورة إنهاء الحرب والاحتلال وإحلال السلام من خلال حل الدولتين.
السنة الأسوأ في تاريخ إسرائيل
وأشار إرليخ إلى أن السنة الماضية كانت من أسوأ السنوات في تاريخ إسرائيل، حيث يكتنف الغموض مستقبل البلاد في ظل استمرار حرب طويلة بلا أهداف واضحة أو مواعيد نهائية أو تكاليف محددة.
تأجيج التوترات
وأضاف أن القوى اليمينية المتطرفة في إسرائيل بقيادة بن غفير وسموتريتش حاولت بعد 7 أكتوبر 2023 استغلال الأوضاع المتوترة لتعزيز سياسات الاستيطان في غزة والضفة الغربية، مما أدى إلى تصاعد التوترات الإنسانية في المنطقة.
النهب الاستيطاني
وأبرز إرليخ أن هناك حملة واسعة من النهب الاستيطاني للأراضي في المنطقة “ب”، التي تقع تحت الإدارة الفلسطينية، مما يعوق إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
وفي ظل رفض إسرائيل الانسحاب من غزة، بدأ شعار إعادة الأسرى يتلاشى، مع تصعيد التركيز على جبهات أخرى مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن، فيما تثير احتمالات المواجهة مع إيران قلقاً إضافياً.
حصار الجيش الإسرائيلي
وذكر أن جيش الاحتياط الإسرائيلي يعمل بشكل دائم، حيث يتم استدعاء الجنود بشكل متكرر، مما يسبب لهم فقدان وظائفهم وأفكارهم التعليمية ويجعل ظروف أطفالهم أسرية غير مستقرة.
الوضع الاقتصادي المتدهور
تابع الكاتب أن الأوضاع الاقتصادية تتدهور باستمرار، مع عدم وجود فرص عمل وتعليم أو مشاريع بنية تحتية نتيجة منع دخول العمال الفلسطينيين. كما أن النفقات الحكومية تزايدت بشكل كبير مما أدى إلى تراكم الديون.
أصبح الوضع في إسرائيل اليوم معزولاً، حيث توقفت الرحلات وتراجع السياح، وتصنف مؤسسات الأمم المتحدة الدولة كغير مستعدة للمشاركة في المجتمع الدولي.
أجندة متطرفة
وختتم إرليخ بأن الوضع العام ينبئ بوجود أجندات متطرفة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الحالية في المنطقة، حيث يصبح بناء المستقبل أمرًا بعيدا عن التأمل في الماضي.
### إسرائيل وصراعها مع الفلسطينيين: واقع مؤلم ورغبات غير محققة
يؤكد الكاتب أن الفصائل السياسية في إسرائيل، سواء من أقصى اليمين أو اليسار، تظن أنها تستطيع الاستمرار دون معالجة القضية الفلسطينية. يعكس هذا التصور جانبًا من التفكير السائد بين غالبية اليهود في إسرائيل، والذي يتضمن احتقار حقوق الفلسطينيين والاعتماد على الحلول العسكرية، بالإضافة إلى الرغبة في الانتقام ونيل نصر نهائي.
### اليأس والمقاومة: نتائج النهج الإسرائيلي
يشير الكاتب إلى أن النهج الذي تتبعه إسرائيل بحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية لا يؤدي إلا إلى تعزيز مشاعر اليأس والمقاومة، وهو ما ظهر جليًا خلال الأحداث المعنونة بـ “طوفان الأقصى”.
### فرصة ضائعة للسلام
يعتقد الكاتب أنه كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، مما كان سيوفر فرصة لتحرير الرهائن وإنهاء المواجهات مع حزب الله في الشمال. لكن، اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توسيع نطاق الحرب في لبنان واستفزاز الإيرانيين، بدعم من حلف “الناتو” والولايات المتحدة.
### ضرورة الإصلاح في الحكم الإسرائيلي
يرى الكاتب أن إصلاح نظام الحكم في إسرائيل أصبح أمرًا ملحًا، إلا أن ذلك يعد مستحيلًا في ظل استمرار الحرب ورغبة الحكومة الفاشية في إنهاء القضية الفلسطينية عبر التهجير والاستيطان وإخضاع الفلسطينيين. فكل من سموتريتش وبن غفير متمسكان برؤيتهما، ويعتمد نتنياهو عليهما لضمان استمرارية حكمه.
### دعوة للسلام
اختتم الكاتب مقاله بالدعوة إلى ضرورة وقف الحرب فورا وإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان، مشددًا على أهمية المضي قدمًا نحو حل سلمي يتمثل في الاعتراف المتبادل بحل الدولتين.
المصدر: الصحافة الإسرائيلية