كاتب فلسطيني يُحوّل العلب إلى أصناف شهية لفتية غزة المُرهقين من الصراع

Photo of author

By العربية الآن



كاتب فلسطيني يُحوّل العلب إلى أصناف شهية لفتية غزة المُرهقين من الصراع

gettyimages 2164168921 1722612862
حمادة شقورة: الهدف من هذا النشاط يتمثل في محاولة تزويد “الكرامة” للسكان في غزة وإعادة “الشعور بإنسانيتهم” من خلال الطعام (الأناضول)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>

جالس اللاجئ الفلسطيني حمادة شقورة على أرض خيمته في جنوب غزة، يدرس علب الحمص واللحوم المعلبة لتجهيز أي وجبة يمكن أن تمنحه إحساساً بأنه في بيته.

واختار هذا الكاتب الثلاثيني المتخصص في المحتوى الغذائي تحضير الطعام لأطفال غزة ليمنحهم بعض “التفاؤل” في ظل الصراع المُستمر في القطاع.

قبل تدمير منزله ونزوح عائلته 3 مرات منذ بداية الصراع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان هذا “المدون” البالغ 32 عاما ينشر مقاطع فيديو تُظهر أفضل مطاعم الهمبرغر والبيتزا والمكرونة في مدينة غزة.

لكنه اضطر لتعلم الطبخ بمفرده بعد 5 أشهر من الصراع، كي لا يُضطر إلى الاكتفاء بما يصل إليه من حصص غذائية في زمن النزاع.

ويقول لوكالة فرانس برس في مكالمة فيديو من خان يونس “خطرت لي فكرة تحويل هذا الطعام المعلّب الذي نتناوله منذ أشهر من المساعدات (…) إلى شيء مختلف، وتحضير طعام شهي للأطفال”.

وبالاعتماد على حزم المساعدات وأي خضروات طازجة يمكنه جمعها، تمكّن شقورة من تحضير تاكو لحم البقر “بالطريقة الغزية”، وشطائر البيتزا وأنواع مختلفة من السندويشات أطلق على أحدها اسم “السندويش الذهبي” المقلي. وقد صوّر نفسه وهو يطبخ ويقدّم الطعام لأطفال المخيم الجائعين.

“زاكي” تعليق يعني “شهي” باللهجة الفلسطينية يدلي به صبي صغير مبتسما في مقطع فيديو وهو يأكل فطيرة مقلية محشوة بالتفاح ومغطاة بالشوكولاتة في أحد مخيمات النازحين في قطاع غزة.

مع هاتفه المحمول وشبكة الإنترنت المتقطعة، يلتقط شقورة جانبا مختلفا من الصراع وصعوباته المتعددة، لا يوثق سقوط الصواريخ ولكن “الصمود والمثابرة”.

وقد استطاع شقورة، أو “حمادة شو” كما يُعرف على الإنترنت، جذب الجمهور إلى محتواه، وبات لديه ما يقرب من نصف مليون متابع على إنستغرام.

يصطف أطفال من مخيمات النزوح في مناطق خان يونس، ثاني أكبر مدينة في القطاع، في صف غير منتظم حاملين أنواعا مختلفة من الأواني في مناطق دُمّرت بيوتها جراء الحرب، بالقرب من الأنقاض.

ويقول شقورة “أريد إطعام أكبر عدد ممكن من الأفواه الجائعة”، ولكنه يتحدث عن صعوبات تواجهه في خان يونس مقارنة برفح التي كان يطبخ في مخيماتها في السابق.

ويضيف “خان يونس عبارة عن ركام ويصعب أن أقيم فيها مطبخا أو أن أصنع فيها الكثير. المواصلات صعبة وكل شيء فيها غال، وأنا أعمل على أشياء إلى حد ما متواضعة”.

جوع

ويوضح شقورة أنه يعتمد بدرجةحجم كبير للعبوات من أجل إعداد وتقديم الأطباق، مشددًا على أنّ جنوب قطاع غزة ما زال يضم كميات أكبر من الطعام مقارنة بشمال القطاع الذي فرّ منه بسبب “مجاعة حقيقية”، إذ يفتقر إلى مياه صالحة للشرب وطعام صالح للأكل.

بينما لم تُعلن الأمم المتحدة بصفة رسمية وجود مجاعة في غزة، يعتبر الخبراء أنّ الجوع ينتشر في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل، وذلك بسبب عدم وصول كميات كافية من المساعدات الغذائية إلى السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وقد توفي أكثر من 30 فلسطينيًا بسبب سوء التغذية منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول، وسبب هجوم إسرائيل على قطاع غزة مقتل 39 ألفًا و480 شخصًا على الأقل، حيث كانت غالبيتهم من النساء والأطفال من المدنيين، وفقًا لإحصاءات وزارة الصحة في القطاع.

View this post on Instagram

<

p style=”color:#c9c8cd;font-family:Arial,sans-serif;font-size:14px;line-height:17px;margin-bottom:0;margin-top:8px;overflow:hidden;padding:8px 0 7px;text-align:center;text-overflow:ellipsis;white-space:nowrap”>منشور مشترك من قبل حمادة شو (@hamadashoo)

يقول شقورة إن هدفه الرئيسي من الطهي هو “توفير القوت للأطفال”، مضيفًا “لديّ هاجس خوف من أن يأتيني طفل في مثل هذه الأوقات ولا يجد طعامًا”.

جدارة

شقورة، الذي كان قد دخل في زواج حديثًا عندما اندلعت الحرب وكان يخطط للعمل في مجال تصنيع الطعام، هو واحد من العديد الذين يقدمون محتوى عبر الإنترنت حول الطعام في غزة، وذلك لبث بعض الإيجابية في ظل الظروف المأساوية في القطاع خلال الحرب.

ويقول إن هدف هذا النشاط يتمثل في محاولة توفير “الكرامة” للسكان في غزة وإعادة “الشعور بإنسانيتهم” من خلال الطعام.

وتقول خبيرة التغذية ليلى الحداد إن طهي الأطعمة المحببة للسكان هو جزء من “الصراع اليومي من أجل البقاء بكرامة والحفاظ على الكرامة”، مشيرة إلى أن غزة قد وضعت مطبخًا “مميزًا”، بروح إبداعية صاغها سنوات من الحصار الإسرائيلي.

ويؤكد شقورة أنه يقدم “الأمل على طبق من الطعام”، كعلاج للحرمان والحزن الذي يخيم على قطاع غزة.

وفي عيد الأضحى، قدّم الكعك للأطفال لمساعدتهم على الشعور “بأن هناك شيئًا يستحق الاحتفال”.

وفي الأيام الحارة، قدم لهم عصائر الليمون المنعشة. ويقول إن مقاطع الفيديو التي ينشرها للعالم تهدف إلى إظهار أن أهل غزة “أشخاص أقوياء ومتحدين”، مضيفًا “نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على وجودنا”.

المصدر : الفرنسية



awtadspace 728x90

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.