يعتبر النوم ضرورياً في حياة الفرد، ويختلف عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان من مرحلة لعمرية لأخرى. فتجد أن حديثي الولادة ينامون لفترات طويلة، بينما تتناقص هذه الساعات تدريجياً مع بلوغ مرحلة الطفولة والمراهقة.
وأشار خبير النوم رضا ويجل في حديثه لصحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية إلى أن كلا من البلوغ والشيخوخة يؤثران بشكل كبير على نمط النوم، إذ ينام المراهقون لوقت أطول وفي أوقات متأخرة، في حين يفضل كبار السن النوم مبكراً. وهذا يدل على تغيّر متطلبات النوم.
وأوضح ويجل أن هناك ساعات نوم مختلفة لكل مرحلة عمرية.
احتياجات نوم الرضع
في السنة الأولى من حياتهم، يزداد وزن الأطفال ثلاث مرات، وتعتبر فترات الراحة مهمّة لدعم هذه الزيادة، حيث يفرز الجسم هرمون النمو خلال النوم. ينام الأطفال من الولادة حتى ثلاثة أشهر بين 14 و17 ساعة في اليوم.
بينما من عمر أربعة أشهر حتى 12 شهراً، يبدأ الأطفال في تقليص ساعات نومهم مع اعتمادهم على إيقاع الساعة البيولوجية.
احتياجات نوم الأطفال الصغار
مع الانتقال إلى مرحلة الطفولة، تحتاج الأطفال إلى 11-14 ساعة من النوم من عمر سنة إلى سنتين، و10-13 ساعة من ثلاث إلى خمس سنوات. وحسب مؤسسة النوم الوطنية، بحلول عمر 18 شهراً، يميل معظم الأطفال إلى أخذ قيلولة واحدة يومياً تتراوح بين ساعة إلى ثلاث ساعات.
وابتداءً من سن الثالثة، تختلف عادة القيلولة بين الأطفال، حيث يتوقف البعض عنها بشكل كلي.
وذكر جوشوا تال، عالم النفس المتخصص في النوم والصحة، أن بعض الأطفال يمتنعون عن القيلولة في وقت أبكر من غيرهم لأن ذلك يؤثر على نومهم الليلي.
احتياجات نوم المراهقين
يحتاج المراهقون عادة إلى ثماني إلى عشر ساعات من النوم كل ليلة. ومع تقدمهم من سن السادسة إلى الثانية عشرة، يتخلصون عادة من القيلولة، وتنخفض احتياجاتهم إلى تسع إلى اثنتي عشرة ساعة. إلا أن البلوغ يضيف تحديات جديدة ومتطلبات متغيرة، مما يجعل من المهم أن يحصل المراهقون على قسط كاف من النوم.
يعاني كثيرون من صعوبات النوم نتيجة لتأخر أوقات النوم وزيادة اليقظة في المساء، مما يجعلهم يميلون للنوم والاستيقاظ متأخراً. وتشير الأبحاث إلى أن الذين ينامون بانتظام 30 إلى 60 دقيقة إضافية كل يوم يظهرون تحسناً في قدرتهم على التركيز، وقد يكون الحل الحرمان من النوم في اللحظات القصيرة للقيلولة.
احتياجات نوم البالغين
عند دخول مرحلة البلوغ، يصبح النوم أكثر أهمية كمصدر للصيانة الجسدية بدلاً من كونه دعماً للنمو. ويحتاج البالغون عادة بين سبع إلى ثماني ساعات من النوم. وإذا كان الشخص يحتاج إلى المزيد، فإن ذلك قد يدل على اضطرابات نوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو فرط النوم، مما يستدعي التدخل الطبي.
كما أن التوقيت يعتبر عاملاً أساسياً، حيث أظهرت الأبحاث أن الخلود إلى النوم بحلول الساعة 1 صباحاً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بحالات عقلية وسلوكية مثل الاكتئاب والقلق، لذا يقترح الخبراء ممارسة الرياضة في المساء وتناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات.
احتياجات نوم كبار السن
بعد تجاوز سن 65، ينخفض إنتاج هرمون الميلاتونين، مما يؤدي إلى نوم أقل وأخف. وقد يزداد تكرار التبول، مما يؤثر سلباً على جودة النوم. كما أن التقدم في السن يؤثر أيضاً على إيقاع الساعة البيولوجية، مما يجعل الجسم يميل إلى النوم والاستيقاظ مبكراً، لكن يجب أن تبقى ساعات النوم بين سبع إلى ثماني ساعات.