كوريا الجنوبية: الدول تتجمع لحل أزمة البلاستيك العالمية

Photo of author

By العربية الآن

# جهود عالمية لمواجهة أزمة التلوث البلاستيكي

اجتمع المفاوضون في مدينة بوسان الكورية الجنوبية يوم الإثنين، في محاولة أخيرة لإبرام معاهدة تهدف إلى معالجة أزمة التلوث البلاستيكي التي تعاني منها كوكب الأرض.

## معاهدة ملزمة قانونيًا

تعتبر هذه المفاوضات الخامسة التي تستجمع فيها دول العالم لوضع صيغة قانونية للتعامل مع التلوث البلاستيكي. وقد حضر هذه القمة ممثلون عن وفود دولية، بالإضافة إلى أعضاء من صناعة البلاستيك، وعلماء، وناشطين في مجال البيئة، بهدف تحديد كيفية مواجهة هذه المشكلة المتزايدة.

## تصريحات قوية من المسؤولين

قال كيم وون سوب، وزير البيئة في كوريا الجنوبية، خلال الجلسة الافتتاحية: “علينا إنهاء التلوث البلاستيكي قبل أن ينهي التلوث البلاستيكي حياتنا”. وأكدت الأمم المتحدة أن الكوكب “يختنق بالبلاستيك”، الذي يسهم في تلويث البحيرات والأنهار والمحيطات وأجساد الناس أيضًا.

## أهمية العدالة بين الأجيال

وشددت إنجر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في رسالة لها إلى المفاوضين، على ضرورة عدم إرجاء القضايا المهمة، قائلة: “لا ينبغي علينا أن نركل الزجاجة البلاستيكية إلى الأمام”. وأوضحت أن هذه القضية تتعلق بعدالة الأجيال القادمة التي ستواجه تدهور بيئي كبير بسبب النفايات. وأضافت أن “هناك إمكانية لحل هذه المشكلة، وعلينا إنجازها في بوسان”.

## التحديات والمفاوضات المستمرة

تظهر اللقاءات الأربعة السابقة انقسامات حادة في الأهداف والمصالح بين الدول المشاركة. يجري الحديث هذا الأسبوع حتى يوم السبت، حيث يتأمل المشاركون التوصل إلى صيغة توافقية لمواجهة أزمة التلوث البلاستيكي المتزايدة.### اتفاق دولي لمواجهة أزمة البلاستيك العالمي

بادرت 66 دولة، بقيادة النرويج ورواندا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، إلى معالجة مشكلة البلاستيك العالمي عن طريق التحكم في تصميمه وإنتاجه واستهلاكه والتخلص منه. وقد ساعدت وفود من جزر ميكرونيزيا، التي تعاني بشدة من هذه المشكلة، في تعزيز الجهود لزيادة الوعي حول إنتاج البلاستيك “غير المستدام” تحت مسمى **Bridge to Busan**. وتواجه الدول الجزرية تحديات عديدة بسبب كميات هائلة من نفايات البلاستيك القادمة من دول أخرى التي تغسل على شواطئها.

### التركيز على المصدر

أكد دينيس كلير، المستشار القانوني ومفاوض البلاستيك لميكرونيزيا، قائلاً: “نعتقد أن هذا هو جوهر المعاهدة، التوجه إلى المصدر لحل المشكلة”. وأشار إلى عبارة تقول: “لا يمكنك إعادة تدوير مشكلتك بهذه الطريقة”.

### اعتراض الدول المنتجة للبلاستيك

تعارض بعض الدول المنتجة للبلاستيك وبلدان النفط والغاز، مثل السعودية، أي حدود على إنتاج البلاستيك. يذكر أن معظم البلاستيك يتم إنتاجه من الوقود الأحفوري، وتعتبر السعودية أكبر مصدر للبولي بروبلين، وهو نوع شائع من البلاستيك، حيث تمثل حوالي 17% من الصادرات العالمية بحسب جمعية صناعة البلاستيك.

### الدعوة إلى التركيز على إعادة التفكير في المنتجات البلاستيكية

تسعى صناعة البلاستيك لتصبح العنوان الرئيسي للمعاهدة، حيث يتم التركيز على إعادة تصميم المنتجات البلاستيكية، وممارسات إعادة التدوير، واستغلال البلاستيك، في إطار “الدائرية”. وقال كريس يان، الأمين العام للمجلس الدولي لجمعيات الكيمياء، إن على المفاوضين التركيز على إنهاء نفايات البلاستيك في البيئة بدلاً من إنتاج البلاستيك لضمان التوصل إلى اتفاق.

### النمو الاقتصادي وزيادة البلاستيك

وأشار يان إلى أنه مع استمرار المجتمع الدولي في التقدم والنمو كاقتصاد عالمي، من المتوقع أن تزداد كميات البلاستيك، لذلك يجب السعي للحفاظ على هذه المواد في الاقتصاد وتجنب تسربها إلى البيئة.## تراجع الموقف الأمريكي في مفاوضات الحد من تلوث البلاستيك

وجهت مجموعات بيئية انتقادات للولايات المتحدة، متهمة إياها بالتراجع عن موقفها المؤيد للعمل الفعال في المفاوضات الدولية للحد من تلوث البلاستيك. حيث أشار الوفد الأمريكي في البداية إلى ضرورة أن تقوم الدول بوضع خططها الخاصة، وهو ما اعتُبر دعمًا للصناعة. ومع ذلك، فقد غيّرت الولايات المتحدة موقفها في الصيف الماضي، معلنةً استعدادها للنظر في الأهداف العالمية لتقليل إنتاج البلاستيك.

### المخاوف من تأثير الموقف الأمريكي

وقالت سارة مارتك، المديرة التنفيذية لمركز عدالة مناجم الفحم، إن الولايات المتحدة تتابع المفاوضات من بعيد بدلاً من أن تأخذ زمام المبادرة، مشيرةً إلى أنها وضعت “إبهامها على الميزان” طوال فترة المفاوضات. وتأمل مارتك ألا تؤثر هذه الخطوات على طموحات الدول الأخرى في معالجة تلوث البلاستيك.

## استراتيجية لحماية البيئة

أصدرت الوكالة الأمريكية لحماية البيئة الخميس استراتيجية وطنية تهدف إلى منع تلوث البلاستيك، إلا أن مارتك ترى أن الكثير من هذه التدابير طوعية ولا تُحدث فرقًا ملحوظًا. وأشار السيناتور الديمقراطي جيف ميركلي من ولاية أوريغون إلى أن قبول المقترحات الأدنى فقط من أجل الوصول إلى اتفاق هو خطأ كبير.

### تصاعد إنتاج البلاستيك عالميًا

في سياق متصل، اقترح لويس فاياس فالديفيسيو، رئيس اللجنة من الإكوادور، نصًا يتعلق بالأقسام التي يعتقد أنها قد تُرضي الوفود. وبحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، من المتوقع أن يصل إنتاج البلاستيك واستخدامه عالميًا إلى 736 مليون طن بحلول عام 2040، بزيادة 70% عن عام 2020، في حال لم يتم إجراء تغييرات على السياسات.

## حلول ممكنة لإنهاء تلوث البلاستيك

أظهرت أبحاث منشورة في مجلة Science هذا الشهر إمكانية إنهاء تلوث البلاستيك بشكل شبه كامل. وأكدت الدراسة أن السياسات الأكثر تأثيرًا تشمل: فرض منتجات جديدة مصنوعة من 40% بلاستيك معاد تدويره، وتقييد إنتاج البلاستيك الجديد بمستويات عام 2020، بالإضافة إلى الاستثمار بشكل كبير في إدارة نفايات البلاستيك، مثل دفن النفايات وخدمات جمعها، وتطبيق رسوم بسيطة على عبوات البلاستيك.## المفاوضات العالمية لمعالجة أزمة البلاستيك

اجتمع ممثلو الدول في كوريا الجنوبية خلال الجولة النهائية من المفاوضات التي تهدف إلى معالجة أزمة التلوث بالبلاستيك على مستوى العالم. وأكد دوغلاس مكولي، أستاذ في جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا، أن المعاهدة هي الوسيلة الوحيدة لحل مشكلة التلوث بالبلاستيك بهذه الدرجة الكبيرة.

## من مشكلة نفايات إلى أزمة وجودية

وقالت مارجريت سبرينج، رئيسة قسم الحفاظ على البيئة والعلوم في حوض مائي مونتيري، إن مشكلة تلوث البلاستيك كانت تُعتبر مسألة نفايات في السابق. ولكنها الآن تُنظر إليها كأزمة وجودية تتطلب معالجة جادة. مثلما أوضحت سبرينج، التي تمثل المجلس الدولي للعلوم خلال المفاوضات، أن الفهم العام لهذه القضية قد تطور بشكل مذهل بالرغم من تعقيدها.

وأضافت: “لم أشهد تحرك الوعي لدى الناس بشأن هذه القضية بهذا السرعة، ويمتلئني الأمل بأنه يمكننا فعلاً إحداث تغيير”.

## الدعم لأخبار المناخ والبيئة

تحصل تقارير وكالة أسوشييتد برس حول المناخ والبيئة على دعم مالي من عدة مؤسسات خاصة. وتتحمل الوكالة بالكامل المسؤولية عن جميع المحتويات. يمكنكم العثور على معايير الوكالة للعمل مع الجهات الخيرية وقائمة الداعمين ومجالات التغطية الممولة عبر الموقع الرسمي للوكالة.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.