كيف هزت حرب غزة صورة سانت باولي “اليساري المقاوم”؟
يعتبر نادي “سانت باولي” من أقدم الأندية الرياضية في ألمانيا، حيث تأسس عام 1910، لكنه اكتسب شهرة أكبر خارج مجال كرة القدم من خلال التزامه العلني بمناهضة العنصرية والفاشية، ودفاعه عن حقوق المهاجرين واللاجئين. ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، تعرّضت سمعة هذا النادي اليساري لضربة قوية بين مؤيديه حول العالم.
تاريخ حي سانت باولي
منطقة سانت باولي معروفة بهويتها اليسارية المقاومة، حيث كانت على مر التاريخ ملاذاً للمهمشين والفقراء والعمال، كما شهدت العديد من الاضطرابات الاجتماعية. منذ القرن العشرين، استقطب الحي عائلات المهاجرين واحتضن مزيجاً ثقافياً واجتماعياً متنوعاً.
في ثمانينيات القرن الماضي، أظهر أنصار سانت باولي ولاءً لقيّمهم اليسارية عكس مثيلتهم من مشجعي نادي هامبورغ الذي حقق نجاحات كبيرة. كما طالبوا بتغيير اسم ملعبهم الذي يحمل اسم سياسي نازي ليصبح “ميلرنتور”.
سانت باولي كمؤيد للمهاجرين
حتى فترة قريبة، كان سانت باولي واحداً من أبرز الأندية الأوروبية المناهضة للكرة التجارية، حيث أنشأ “نادي إف سي لامبيدوزا” في عام 2014 لدعم المهاجرين واللاجئين. هذا النادي يوفر فرصاً لتعلم اللغة ومساعدات اجتماعية لهؤلاء الضحايا.
ومع بداية الألفية، تأسست روابط مشجعين في عدة دول، تشارك النادي نفس القيم، لكنه ولّى ظلال من الشك عندما تعرض شعار “لا يوجد إنسان غير قانوني” للاختبار بسبب الأوضاع في غزة.
ردود الأفعال وتأثيرات الحرب
منذ السابع من أكتوبر 2023، تدهورت صورة سانت باولي بشدة. حيث تعرضت جماعات الألتراس لضغوطات دنيوية بسبب الصراع الدائر، مما أثر على مصداقيتها. وفقاً لمحمد أمين الكناني المتخصص في الشؤون الرياضية، تم الربط بين انتقادات الاحتلال بمعاداة السامية، مما جعل موقف سانت باولي متناقضًا مع تلك الجماعات الأخرى.
ولم تكن الانتقادات الخاصة بالتصريحات التي أدلى بها النادي في دعم القتلى الإسرائيليين، والتي تم تجاهلها لمآسي الفلسطينيين، من دون عواقب. حيث شهد النادي انقسامات داخل صفوف روابط المشجعين، مما أثر على الصداقات القديمة بين الألتراس والنظراء في الأندية الأخرى.
الموقف الألماني من إسرائيل
رغم مرور عام على العدوان على غزة، لم تتمكن الحكومة الألمانية من تقديم حل فعّال، بل واجهت انتقادات متزايدة حيال تعاملها مع الوضع. وفي هذا الإطار، أعرب أوكي غوتليش، رئيس نادي سانت باولي، عن اعتقاده بأن النادي يقدم دعماً لضحايا غزة من خلال المساعدات الإنسانية، ولكن؟
في ظل هذه الأوضاع، يبدو أن موقف سانت باولي كمؤيد للحقوق اليسارية في معضلة حقيقية، حيث يتعين عليه التوفيق بين استحقاقات التاريخ ودعم حقوق الفلسطينيين في نفس الوقت.
رابط المصدر