تغيرت نظرة اليمنيين للحوثيين بعد انخراطهم في طوفان الأقصى
صنعاء- في العاصمة اليمنية، يتصاعد النقاش بين جمال وأصدقائه حول جماعة الحوثيين التي احتفلت مؤخرًا بالذكرى العاشرة لسيطرتها على المدينة. رؤية البعض للحوثيين تتمحور حول كونهم جماعة مسلحة استولت على الحكم بالقوة، بينما يعتبرهم آخرون حركة مفروضة بعد مشاركتهم في معركة “طوفان الأقصى”.
جمال يعبر عن رأيه للجزيرة نت، مشيرًا إلى أن الجماعة كانت صادقة في رفع شعارات “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل”، حيث خاضت حربًا ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، الأمر الذي أعاد الاعتبار لهم كيمينيين.
على الرغم من التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد منذ عقد من الزمان، يبقى التأثير الأبرز للحوثيين الذين تطوروا من حركة هامشية إلى قوة مؤثرة في تشكيل مستقبل اليمن.
في 21 سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء بعد معارك ضد القوات الحكومية، ومن ثم واصلوا تقدمهم نحو الجنوب. ومع تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، استعادت بعض المدن، لكن الحرب أسفرت عن انقسام عميق في البلاد وأزمة إنسانية حادة.
قوة إقليمية جديدة
بدأ الحوثيون باستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحرين ووجهوا صواريخ نحو إسرائيل تحت شعار “التضامن مع غزة”. عبد الحكيم، أحد موالي الحوثيين، يقول إنهم الدولة الوحيدة التي وقفت مع الفلسطينيين.
الجماعة اكتشفت أهمية البحر الأحمر ومضيق باب المندب الاستراتيجي، وأصبحت قوة إقليمية كما أكده خبراء في ندوة بمركز صنعاء للدراسات.
حزام الأسد، القيادي في الحوثيين، يؤكد أنهم استطاعوا الصمود في وجه 17 دولة، ويرون في تصديهم للمشكلات ثمرة من “ثورة 21 سبتمبر” التي نتجت عن تدهور الأوضاع في اليمن.
الذين سعوا إلى وأد #ثورة_21_سبتمبر، نقول: لقد فشلتم. فثورتنا تحويل عميق في مجتمعنا.
ارفعوا 🇾🇪 🇵🇸 فالقضية واحدة pic.twitter.com/r6s5NCahPw— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) September 20, 2024
تحسين للسمعة
في المقابل، يعتبر بعض المراقبين أن اندفاعة الحوثيين في البحر الأحمر كانت فرصة لتحسين سمعتهم، حيث استغلوا دعمهم للقضية الفلسطينية لينتزعوا اعترافًا لهم في الداخل.
الباحث علي الذهب يرى أن اليمنيين يطمحون لحياة أفضل وليس للمزيد من الصراعات، مؤكدًا أن الحوثيين استخدموا تضامنهم مع الفلسطينيين كوسيلة لتعزيز مكانتهم.
كذلك، طبيب يمني أعرب عن اعتقاده بأن مشاركة الحوثيين كانت “شكلية” ولم تكن أكثر من محاولة لتسجيل الحضور.
منذ سيطرتها على صنعاء، تتهم جماعة الحوثيين بممارسة القمع والانتهاكات، وإقصاء المعارضين، وفقًا لتقارير محلية ودولية.
الكاتب عبد الباري طاهر يرى أنه لا يمكن القول بأن صورة الحوثيين قد تغيرت في نظر اليمنيين، لكن من الواضح أنهم كسبوا بعض التأييد بفضل تواصلهم مع القضية الفلسطينية.
سلطة متجذرة
في شوارع العاصمة صنعاء، تشهد اللوحات والشعارات على تواجد الحوثيين بعد 10 سنوات من السيطرة. الجماعة تعزز سلطتها في ظل تراجع القتال، حيث طالت حملات الاعتقال الناشطين والمعارضين.
هل تؤمنون بدولة تلاحق نشطائها المحتفلين بيومها الوطني؟
يرعبهم سبتمبر لأنه يذكرهم بسقوط الهيمنة.pic.twitter.com/nRrdzunYVr— د. محمد جميح (@MJumeh) September 20, 2024
بينما ينظر الكثيرون إلى الحوثيين على أنهم يسعون لإعادة حكم الإمامة، يرى عبد الحكيم أن الجماعة تعيش حالة حرب ضد هيمنة الخارج.
رابط المصدر