سي إن إن
تفجيرات تستهدف حزب الله في لبنان
شهدت أجهزة التواصل الخاصة بأعضاء حزب الله في لبنان سلسلة من التفجيرات المتزامنة يوم الثلاثاء، في هجوم غير مسبوق يتجاوز عمليات الاغتيال السرية والهجمات الإلكترونية التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
الهجوم المنسوب لإسرائيل
أفاد حزب الله المدعوم من إيران أن أجهزة الاتصال بدأت تنفجر في حوالي الساعة 3:30 مساءً بالتوقيت المحلي، في إطار هجوم منسق من قبل إسرائيل.
أكدت CNN أن إسرائيل تقف وراء هذا الهجوم، والذي يعتبر عملية مشتركة بين الموساد والجيش الإسرائيلي. وقد أدانت الحكومة اللبنانية الهجوم وقالت إنه “عدوان إسرائيلي إجرامي”.
على الرغم من ذلك، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على التفجيرات، وذلك في ظل تبادل نيران مستمر مع حزب الله منذ بداية النزاع مع حركة حماس في غزة العام الماضي.
الأسباب وراء استخدام حزب الله لأجهزة قديمة
مصادر أمنية لبنانية أكدت أن الأجهزة التي انفجرت كانت جديدة وتم شراؤها من قبل حزب الله مؤخراً، حيث أعلنت شركة تايوانية أنها كانت مصنوعة بواسطة موزع أوروبي.
لم تفصح المصادر اللبنانية عن تفاصيل محددة حول تاريخ شراء هذه الأجهزة أو نوعها.
الخبراء يعتبرون أن هذه الانفجارات تسلط الضوء على ضعف حزب الله، مشيرين إلى أن شبكات اتصالاته قد اخترقت، مما أدى إلى نتائج مدمرة.
الضحايا وتأثيرات التفجيرات
شهدت عدة مناطق في لبنان، وخاصة الضواحي الجنوبية لبيروت، والتي تعد معقل حزب الله، آثارًا كبيرة للتفجيرات.
أظهرت اللقطات المتاحة المتسوقين والمارة يسقطون على الأرض بعد الانفجارات، حيث كان هناك مصابون ينزفون ويعانون من جروح خطيرة، بما في ذلك فقدان أصابع وفقدان بصر وجروح في منطقة البطن.
تم تسجيل مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، بينهم طفل، وأصيب نحو 2800 آخرين، مما وضع ضغطًا كبيرًا على مستشفيات لبنان.
استراتيجية حزب الله في الاتصالات
(مزيد من التفاصيل حول استراتيجيات حزب الله في مجال الاتصالات في فقرة التالية).
### حزب الله واستراتيجية السرية
يتبنى حزب الله السرية كعنصر أساسي في استراتيجيته العسكرية، حيث يتجنب استخدام الأجهزة الحديثة لتفادي اختراقات الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية. وفي سياق مختلف عن الفاعلين غير الحكوميين الآخرين في الشرق الأوسط، يعتقد أن وحدات حزب الله تعتمد على شبكة اتصالات داخلية، تُعتبر أحد الأسس التي يقوم عليها دور الحزب كقوة عسكرية، وأُشير إلى أنه يعمل كدولة داخل دولة.
دعوة لتجنب الهواتف المحمولة
في بداية العام، دعا حسن نصر الله، زعيم حزب الله، أعضاء الحزب وعائلاتهم في جنوب لبنان إلى التخلي عن هواتفهم المحمولة، معتقدًا أن إسرائيل يمكن أن تنكشف تحركاتهم من خلالها.
الانفجارات في لبنان
مع تعمق الأزمة في لبنان جراء الهجمات، ظهرت تكهنات حول كيفية استغلال أجهزة الاتصال القديمة. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز، استنادًا إلى مصادر أمريكية، أن إسرائيل وضعت متفجرات داخل شحنة من الباجرات من شركة تايوانية، مع مفتاح لتفجيرها عن بعد.
الدلالات المقصودة من الهجوم
يبدو أن الرسالة الموجهة لحزب الله واضحة: “يمكننا الوصول إليك في أي مكان وزمان، وبكل سهولة”. ومن المرجح أن الهدف من العملية هو خلق حالة من القلق بين أفراد الحزب وتقليل قدرتهم على التوظيف، مما يؤدي إلى تقويض ثقتهم في قيادة حزب الله. واعتبر أموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أن هذا الهجوم يُظهر قدرات تقنية واستخباراتية متقدمة.
ردود الفعل الدولية
حذر القادة العالميون من تصاعد التوترات. ووفقًا لمصادر دفاعية أمريكية، أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اتصالات مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، مما يدل على أهمية الوضع الراهن. لم يحدد توقيت الاتصالات، ولكن وقوع اثنتين في يوم واحد يظهر خطورة الأحداث في نظر الولايات المتحدة.
ساهم في إعداد هذا التقرير مجموعة من الصحافيين الذين تناولوا الموضوع بعمق.