من المنزل إلى المدرسة.. كيفية مساعدة أطفالك على تكوين صداقات؟
مأساة يومية متجددة!
أظهر استطلاع أجرته “الاتحاد الناطق باللغة الإنجليزية” في المملكة المتحدة أن 52% من أولياء الأمور الذين شملهم الاستطلاع أقروا بأن أطفالهم بين سن 5 إلى 9 سنوات يواجهون تحديات في تكوين صداقات نتيجة فقدان الثقة بالنفس. ورغم أن هذا أحد الأسباب، إلا أن هناك أسبابًا عديدة أخرى تساهم في هذه المشكلة.
تروي وفاء محمد تجربتها مع طفلها في عامه الأول بالمدرسة، حيث عانت بسبب بكاءه المستمر ورفضه الذهاب إلى المدرسة. تبين لاحقًا أنه أصغر من زملائه، مما حال دون تكوين صداقات. تجربتها ليست فريدة، فقد عانت أميرة طلعت مع ابنها مروان من تنمر زملائه بسبب حالته الصحية، مما أثر على نفسيته ورغبته في المدرسة.
كيف تساعد طفلك؟
تكوين الصداقات يحتاج إلى وقت، ولكنه يصبح ممكنًا إذا توافرت الظروف المناسبة. ينصح أخصائي الطب النفسي الدكتور إيهاب هندي الآباء بتحليل الحالة: هل يعاني الطفل نفسيًا من عدم وجود أصدقاء أم أن هذا مؤثر عليه بشكل عابر؟ وفي حال تبين أن الأمر يؤثر عليه خطيرًا، يُستحسن زيارة مختص للمساعدة.
دعم الأطفال لتجاوز تحديات التواصل
يعتبر الاكتشاف المبكر للإصابة باضطرابات نفسية أو سلوكية، مثل طيف التوحد أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، خطوة حاسمة في علاج هذه الحالات. في المقابل، إذا كانت السلوكيات ناجمة عن طبيعة الطفل، كأن يكون منطوياً أو خجولاً، فإن الأمر يتطلب من الأسرة اتخاذ خطوات فعّالة لمساعدته على التواصل بشكل أفضل مع أصدقائه. يتطلب ذلك جهداً كبيراً من الأسرة من خلال إدخال الطفل في أنشطة اجتماعية أو رياضية تدعم بناء الصداقات.
أهمية التفاعل الاجتماعي
يشير الأخصائي إلى أهمية أن يتم تدخل الأهل بشكل طبيعي، دون ضغط أو شعور بالتخطيط. إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في تكوين شبكة علاقات اجتماعية، يمكن للوالدين مساعدته من خلال تقديم نموذج إيجابي في التفاعل ضمن التجمعات العائلية. من خلال التحفيز المستمر، مثل تشجيع الطفل على بدء المحادثات بأسئلة بسيطة، يمكن تعزيز ثقته بنفسه، وهو ما يتطلب صبرًا.
الاستماع لمشاعر الطفل
ينصح الأخصائي الأهل بضرورة الانتباه لمشاعر طفلهم ومخاوفه بطريقة إيجابية، حيث يجب تجنب العبارات المثبطة. في المقابل، يجب على الأهل تعزيز شعور الطفل بالثقة من خلال الاعتراف بمشاعره وتشجيعه على مواجهة التحديات. بهذه الطريقة، يمكن أن يكون الدعم الأسري عاملاً رئيسياً في تخفيف الضغوط التي قد تؤثر على الأداء الدراسي.
خطوات لتعزيز الصداقات
توصلت دراسة نُشرت عام 1990 في مجلة تطور الطفل إلى أن الأطفال الذين يتمتعون بعدد أكبر من الأصدقاء يتكيفون بشكل أفضل في بيئة المدرسة، مما يقودهم إلى حب المدرسة وتحقيق تحصيل دراسي أعلى. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأهل في دعم أطفالهم:
- تعزيز القيم اللطيفة داخل الأسرة: التعامل الحسن بين أفراد الأسرة يساعد الطفل في التفاعل الإيجابي.
- تشجيع الحوار العائلي: طرح أسئلة عن يوم كل فرد يعزز تكرار ذلك من قبل الطفل مع زملائه.
- تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية: التقليل من الوقت المخصص للأجهزة يمكن أن يسهم في تحسين مهارات التواصل.
- تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره: من الضروري دعم الطفل في إدارة عواطفه بطريقة ملائمة.
- تعليم قيم الاعتذار والتسامح: فهم أهمية الاعتذار يساهم في تعزيز التواصل الاجتماعي.
- تقديم القدوة الاجتماعية: وجود أصدقاء للوالدين يمكن أن يشجع الطفل على بناء صداقاته الخاصة.
- الأنشطة المشتركة: الانخراط في الأنشطة الرياضية أو الفنية يساعد الطفل على التفاعل مع زملائه.
- التواصل مع آباء زملاء الطفل: تنظيم أنشطة اجتماعية مثل النزهات يعزز الروابط الاجتماعية.
- التحدث اليومي مع الطفل: الحوار المستمر يشجع الطفل على التعبير عن مشاعره ويبني ثقته بنفسه.
من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، يستطيع الأهل دعم أطفالهم في تكوين صداقات قوية وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية.