جنين– بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جنين في شمال الضفة الغربية، انشغل المقاوم (ف غ) من كتيبة جنين بتكريم الشهداء وتفقد عائلاتهم، والتجول في المخيم لمراجعة أحداث الاقتحام العسكري الذي يعد الأطول والأوسع منذ الاجتياح خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

التحديات أثناء الانسحاب

بعد 10 أيام من المواجهات، وصف المقاوم (ف غ) عملية الانسحاب بالمرّتبة الأصعب، إذ تحدث عن لحظات يسعى فيها الاحتلال لتحقيق أي مكسب. وباعتباره قائدًا لـ 14 مقاتلًا، كان عليه تأمين خروجهم مع مراعاة أقصى درجات الحيطة، مشيرًا إلى اعتماد الاحتلال على الهجمات الجوية أو إطلاق نيران كثيفة عشوائية.

صرّح بأن المقاومين أصبحوا أكثر حذرًا، حيث يتأخرون في الخروج حتى يتيقنوا من مغادرة آخر جندي من المخيم وبُعد الآليات العسكرية عن المدينة.

تطور المقاومة

مع تزايد الاقتحامات، عملت مجموعات المقاومة في جنين على تطوير خبراتها على مدار 3 سنوات، مما زاد قدرة أفرادها على التخفي وتغيير أساليب المواجهة. كانت المجموعة قد بدأت بـ 25 مقاتلًا، وازداد عددهم بشكل كبير بسبب فعالية أفعالهم، مما جعلها واحدة من أقوى التنظيمات المسلحة شمال الضفة.

يقول (ف غ): “أنا مسؤول عن 14 مقاتلاً وغيري عن مجموعات أكبر”. أصبح الانضمام للكتيبة أوسع بناءً على فعالية نشاطاتها.

أيام من القتال

استذكر (ف غ) تفاصيل الحصار الطويل حيث عايشوا اشتباكات مباشرة واستدراج للجنود، بالإضافة لتفجير عبوات ناسفة في الآليات المعادية. شهد أيامًا من الصعوبات، مع انقطاع الماء والكهرباء، إلا أنهم تمكنوا من الاشتباك في عدة محاور ومحاصرة قوات الاحتلال، مؤكدًا تحقيق بعض النجاحات في تدمير آليات العدو.

مخيمات رعب

كان هذا الحديث نادرًا عن كتيبة جنين خلال تشييع الشهداء، حيث يسعى المقاومون للاحتفاظ بوجودهم رغم المخاطر. يشير (ف غ) إلى أهمية تكريم الرفاق الشهداء، حتى وإن كان ذلك يتضمن مخاطرة.

وعبر أحد قادة الكتيبة (أ ع) عن الأوضاع بعد المعركة، إذ وصفها بأنها تمثل قوة المقاومة، مؤكدًا على ضرورة الإبلاغ عن خسائر الاحتلال.

ختامًا، يشدد على استعدادهم للمواجهة في حال عاود الاحتلال الاقتحام، معبرًا عن الوحدة مع باقي قوى المقاومة.