كيف صمم مهندس مبان لا تحتاج تكييف في درجة حرارة 40 مئوية؟ | أسلوب حياة

By العربية الآن

كيف صمم مهندس مبان لا تحتاج تكييف في درجة حرارة 40 مئوية؟

بيت طيني لحماية الصغار

في قرية غاندو الصغيرة ببوركينا فاسو، قدم المهندس المعماري “ديبيدو فرانسي كيري” الهدية الرائعة لأهاليها، ببناء مدرسة بتصميم طيني فريد. تأتي هذه المبادرة كجواب على احتياجات القرية التعليمية وحرارتها المرتفعة التي تصل إلى 40 درجة مئوية.

“كيري” الذي نشأ في هذه القرية وعانى من ظروف صفية سيئة، وازدحام وظلم، استطاع أن يحصل على فرصة للدراسة في ألمانيا وهناك جاءت له فكرة مبتكرة لبناء مدرسة مختلفة، تعتمد على استخدام مواد محلية بدلا من الأسمنت والزجاج.

لكن الطموحات لم تكتفي بمجرد بناء مدرسة جديدة، بل تجاوزت الحدود لتوفير ملاذ بارد للأطفال في الأيام الحارة، من خلال تصميم يسمح بتدفق الهواء وتبادله دون الحاجة لتكييف الهواء.

أكثر من مجرد مبنى

تم تكريم “كيري” بجائزة كريستال للتغيير الاجتماعي في المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024، كأول شخص من أصول أفريقية يفوز بجائزة بريتزكر المرموقة للهندسة المعمارية. وقد أكد “كيري” على أهمية تخفيض استهلاك الطاقة وتأثيراتها البيئية السلبية في مشاريعه.

تتمحور أهمية مشاريع “كيري” في حماية الأطفال من تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في بوركينا فاسو حيث يواجه الأطفال خطرا متزايدا نتيجة للظروف المناخية القاسية. إن استخدام تصميمات مبتكرة ومواد محلية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على حياة الأطفال وصحتهم.

بهذه الطريقة، يمثل عمل “كيري” مثالا يحتذى به في مجال تصميم المباني التي توفر بيئة مريحة وآمنة للأطفال دون الحاجة للاعتماد على أنظمة تبريد مكلفة ومضرة بالبيئة.## معركة الحفاظ على الحياة

التحديات التي تواجه الأطفال في بوركينا فاسو

في مواجهة التحديات الهائلة التي تواجه الأطفال في بوركينا فاسو، حيث تتسارع وتيرة التغيرات المناخية، وتنذر الإحصائيات بمستقبل مظلم، أظهرت دراسة حديثة قامت بها جامعة كورنيل الأميركية أهمية العمل الجاد لحماية حياة هؤلاء الأطفال.

البحث عن الحقائق

أجرى الباحثون دراسة شاملة شملت أكثر من 32 ألف طفل في بوركينا فاسو، وساحل العاج، وغانا، وتوغو خلال الفترة بين عامي 1993 و2014. كانت الدراسة تحت الضوء لمعرفة تأثير ارتفاع درجات الحرارة على صحة ونمو الأطفال.

النتائج المقلقة

كشفت الدراسة عن أرقام مقلقة، حيث تبين أن 14% من الأطفال يعانون من سوء التغذية، و31% يعانون من تراجع في معدلات نموهم. وعلى مدى 11 سنة، ارتبط ارتفاع درجات الحرارة بشكل واضح بمشاكل النمو لدى الأطفال.

تحذيرات الخبراء

حذر الباحثون في تقريرهم من تبعات ارتفاع درجات الحرارة العالمية، حيث تشير الدراسة إلى احتمال زيادة انتشار تأثيرات سلبية مثل التقزم بنسبة 7.4% في حال ارتفاع متوسط درجة الحرارة بمقدار درجتين فقط.

خطر الإجهاد الحراري

وفقًا لدراسة أخرى نشرها مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا في عام 2021، فإن احتمالية تعرض الأطفال لخطر الوفاة نتيجة للإجهاد الحراري تزيد بشكل كبير في حالة ارتفاع درجات الحرارة.

خاتمة

إن ما يواجهه الأطفال في بوركينا فاسو وغيرها من البلدان يتطلب تدخلًا عاجلًا لمواجهة تحديات البيئة والصحة التي تهدد حياتهم، فالعمل المشترك واتخاذ الإجراءات الفعالة ضروريان لضمان مستقبلهم وسلامتهم.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version