كيف يقع الأفراد ضحية للعمالة قبل أن يتورطوا فيها؟

Photo of author

By العربية الآن



كيف يقع الأفراد في فخ العمالة قبل الغوص في مستنقعها؟

BLOGS الموساد
بعد تنفيذ عملية الاغتيال أو الاعتقال يتم الاتصال بالعملاء الجدد لتهنئتهم ومكافأتهم من قبل ضابط الشاباك ما يخلق لديهم شعورًا زائفًا بالإنجاز والتورط (مواقع التواصل الاجتماعي)
تشكل الأنشطة الاستخباراتية للمخابرات الصهيونية نموذجًا معقدًا يستهدف استدراج الأفراد الأكثر ضعفا نحو فخ العمالة. من خلال هذه الأساليب السافلة، يتم استغلال هؤلاء الأفراد وتوريطهم من دون إدراكهم للمخاطر المحتملة أو حتى شعورهم بالتورط في الأعمال التجسسية.

هذا النهج المهني والدقيق يسعى إلى إنشاء شبكة واسعة من العملاء لتغطية جميع المناطق المستهدفة، مما يمكن المخابرات من الحصول على المعلومات وتحقيق أهداف متعددة ومتنوعة.

تلعب خبرة العملاء القدامى دورًا محوريًا في تدريب واستدراج العملاء الجدد، حيث لا يتم تجنيدهم بشكل عشوائي بل يتم تحليل واختيارهم بدقة، بناءً على معايير عدة تتضمن الحاجة إلى التصاريح للعلاج أو العمل، الظروف المالية الصعبة، الضعف النفسي، والضغوط الاجتماعية التي تجعلهم أهدافًا سهلة للتجنيد، مثل تقديم وعود بحياة أفضل واللعب على المشاعر الإنسانية مثل الانتماء والرغبة في القبول الاجتماعي.

إن هذه الأساليب المعقدة والمكرسة لإيقاع الأفراد في فخ العمالة مصممة بدقة وخبث، مما يجعل اكتشافها صعبًا، وبالتالي تتطلب من الأفراد وعياً عاليًا وحذراً كبيراً لتفادي الوقوع في مثل هذه الفخاخ. فوعي ويقظة الأفراد عند التعامل مع الأشخاص المشتبه بهم وأولئك الذين لديهم تاريخ سابق من الانخراط في بعض التنظيمات السياسية، التي تحولت من العمل المقاوم إلى التنسيق الأمني، هي أدوات قوية لمواجهة أساليب المخابرات الصهيونية الماكرة وبالتالي حماية أنفسهم من التورط في نشاطات غير شرعية، تبدأ بالإغراءات المالية والجنسية وتنتهي بمخاطر القتل بتهمة التعاون مع الاحتلال.

تتعدد الأسباب التي تدفع الشباب نحو العمالة، مثل الضغوط الاقتصادية، ويعد الطموح لتحسين مستوى الحياة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، إضافة إلى تأثير الظروف الاجتماعية والعائلية على نفسيات الشباب

أساليب المخابرات الصهيونية في استدراج العملاء

▪︎ التنوع في شبكات العملاء

تستند المخابرات الصهيونية في أساليبها على توظيف العديد من العملاء، حيث يعمل بعضهم دون معرفة بعضهم الآخر في نفس المنطقة لتحقيق هدف مشترك. هذا التنوع ينتج عنه تقليل المخاطر التي قد تواجه القوات الخاصة خلال تنفيذ مهامها، ويعزز قدرتها على الحركة بشكل أكثر أمانًا داخل المواقع المستهدفة. في الواقع، تكمن براعة الشاباك في كيفية تشغيل هؤلاء العملاء مما يصعب على المقاومة اكتشاف نشاطاتهم وبالتالي يستمر تدفق المعلومات.

▪︎ كيفية استقدام العملاء الجدد تدريجيًا لإيقاعهم في فخ العمالة

كمثال على ذلك، اتخذت قوات الاحتلال قرارًا باغتيال أو اعتقال مقاوم بارز بناءً على معلومات استخباراتية حصلت عليها سابقًا من العملاء القدامى. المعلومات عن الهدف كانت معروفة للشاباك مسبقًا، لكنهم استخدموا العملاء الجدد كوسيلة لإيهامهم بأهمية دورهم في العملية المخطط لها، وجعلهم يعتقدون أنهم متورطون فعليًا. كجزء من استراتيجيتهم الخبيثة، يقومون بدعوة العملاء الجدد لجمع معلومات دقيقة حول الهدف، وتكليف كل عميل بمهمة محددة لا تتطابق مع مهام الآخرين، مثل:

  • متابعة تحركات الهدف وتوقيتات خروجه وعودته.
  • تحديد الطابق والغرفة التي يقيم فيها الهدف.
  • مراقبة عادات وسلوكيات الهدف اليومية.
  • جمع تفاصيل عن سيارة الهدف بما في ذلك الرقم واللون.
  • متابعة أي أهداف أخرى قد تكون موجودة دون علم المخابرات.. وهكذا.

▪︎ خداع العملاء الجدد بأنهم شركاء، لتعزيز شعورهم بالتورط

بعد تنفيذ عمليات الاغتيال أو الاعتقال، يتم التواصل مع العملاء الجدد لتهنئتهم ومكافأتهم من قبل ضابط الشاباك، مما يشكل شعورًا زائفًا بالإنجاز والتورط، ويدفع كل عميل للشعور بالمسؤولية عن ما حدث.

تلك الطريقة المُاكرة تؤدي إلى غمرهم في عالم التخابر، لكن تعزز أيضًا مخاوفهم من احتمال انكشافهم، مما يجعلهم أكثر استسلامًا لضغوط المخابرات فيقبلون المزيد من المهام حرصًا على تحقيق السلامة والحفاظ على مكانتهم وعائلاتهم، وبالتالي يجعلون أنفسهم أكثر عمقًا في مستنقع العمالة بينما يظنون أنهم جزء من نجاحات المخابرات.

الأسباب التي تدفع الشباب للوقوع في مستنقع العمالة

تتعدد الأسباب التي تدفع الشباب نحو العمالة، بدءًا من الضغوط الاقتصادية، وصولًا إلى الطموح لتحسين المستوى المعيشي الذي يعد من أبرز الأسباب وراء التوجه نحو العمالة. كما تلعب الظروف الاجتماعية والعائلية دورًا في التأثير على نفسيات الشباب، مثل تعرضهم للإهانة أو التهميش من قبل الأهل، مقارنة مسارات حياتهم بحياة أبناء عمومتهم وأقرانهم، والإشارة إليهم بأنهم مجرد “فاشلين” لا فائدة منهم سوى تضييع الوقت.

علاوة على ذلك، يعاني العديد من الشباب من الابتزاز النفسي، مثل التهديد بنشر فيديوهات غير لائقة، مما يدفعهم لاتخاذ قرارات غير مدروسة تتعلق بالانغماس في العمالة.

تجنب تحميل تطبيق “المنسق” على جوالك؛ التطبيق عبارة عن أداة من أدوات الاحتلال التجسسية، يستخدم لسرقة بيانات جوالك دون أن تدري.

الإجراءات الاحترازية قبل وبعد الوقوع في وحل العمالة، وكيفية التخلص من ابتزاز الشاباك، ونصائح لتجنب الوقوع وكيفية التعامل:

  • الانتباه للعروض الوظيفية التي تبدو مغرية بشكل غير عادي، أو الشروط المفروضة التي تتعارض مع القيم الوطنية.
  • التحلي بالحذر تجاه الضغوط أو التهديدات من جهات معينة، مثل التنظيمات السياسية التي كانت تعمل سابقًا كمقاومة والتي تحولت الآن إلى أدوات للاحتلال.
  • تجنب تحميل تطبيق “المنسق” على جوالك؛ حيث يُعَد أداة تجسسية تسرق بياناتك بسرية.
  • عدم تقديم معلومات شخصية قد تُستخدم ضدك.
  • عدم الاستجابة تحت ضغط الابتزاز.
  • التأكد من عدم مشاركة معلومات دقيقة عن نفسك عبر الإنترنت، والتحقق من مصادر المعلومات التي تتلقاها.
  • تجنب التعامل مع الأشخاص ذوي السلوكيات المشبوهة.
  • توثيق أي شكل من أشكال الابتزاز يُعتبر خطوة حيوية؛ قم بتجميع الأدلة من الرسائل والاتصالات.
  • الإبلاغ عن حالات الابتزاز للجهات المختصة، التابعة فقط لأمن المقاومة، للحماية الذاتية ولحماية الآخرين.

وأخيرًا، إذا كنت تتعرض للابتزاز والتهديد بنشر معلومات غير مناسبة، لا تتردد في اتخاذ موقف قوي. كن شجاعًا ولا تخف.. أن تكون منحرفًا أخلاقيًا أهون من أن تكون عميلًا.

إن جريمة الأخلاق قد تُنسى، لكن جريمة العمالة تبقى وصمة عار لا تُمحى، كما أنها تشكل عارًا على عائلتك. لذا، عليك التفكير مليًا في والديك وزوجتك وأبنائك قبل الانغماس في تجارب العمالة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.