كيف يمكن إنقاذ طفلك من السلوك الضار بقضم الأظافر والتخلص منه؟
أسباب نفسية لقضم الطفل أظافره
وتؤكد أخصائية علم نفس الأطفال والمراهقين الدكتورة ماريا جبور – في حديثها للجزيرة نت – على وُجود أسباب نفسية خلف ظاهرة قضم الطفل لأظافره،نظرًا لعاناته من صعوبة ما، يتفاعل مع الأحداث بطريقة متباينة بهدف تهدئة ذاته، أو التعبير عن غضبه بأسلوب مغاير، وضروري معرفة السبب الأساسي قبل بدء العلاج، وفيما يلي أهم الأسباب:
- التغيير المُفاجئ: شعور بالقلق من أكثر الأسباب الشائعة، لبدأ الطفل بعادة قضم الأظافر، مثلًا عندما ينتقل لمدرسة جديدة أو يغير مكان سكنه، أو عند الانفصال عن الأم، أو عند رفض إحضار لعبة ما له. يعد توفير الدعم والاهتمام الكافي أمرًا مهمًا، حتى يتأقلم مع الوضع الجديد. إذ تُؤدي التغييرات الكبيرة في حياة الطفل إلى هذا السلوك.
- الاسترخاء: بعض الأشخاص يَنتَهجون هذا العمل للنوم والاسترخاء، فيُقضمون أظافرهم للراحة والهدوء.
- السلوك المتعلم: إذا شاهد الطفل أحد الوالدين أو الأخوة يقومون بقضم أظافرهم بكثرة، قد يحاول تقليدهم.
- اضطرابات الصحة النفسية: قد يكون قضم الأظافر مظهرًا سلوكيًا لبعض الحالات النفسية الأساسية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب قلق الانفصال، واضطراب التحدي المعارض. وبعض الأطفال الصغار قد يقعون في عادة قضم الأظافر المزمنة، بسبب حالة سلوكية تُعرف بالسلوك المتكرر الذي يتمركز على الجسم.
- وجود خلافات أسرية: مثل طلاق الوالدين، أو زيادة المشاكل المنزلية، مما يؤدي إلى أزمة نفسية لدى الطفل.
- تعرض الطفل للعنف الأسري أو الإهمال من قِبل والديه: وعادة ما يظهر علامات التوتر والقلق والخوف عند الأطفال الذين يتعرضون للعنف أسريًا، وتكون قضم الأظافر واحدة من هذه العلامات البارزة، إلى جانب أفعال أخرى كالانزلاق إلى الاكتئاب والتشاؤم.
سُبل التصدي للظاهرة ومَعالجتها
تنصح الاختصاصية جبور بعدم استعمال أساليب التوبيخ المُفرط للطفل، والمواعظ الطويلة ورفع الصوت عليه واللجوء إلى العقوبات، فهذه الطرق لن تشجع الطفل على التوقف عن قضم أظافره. بل، قد تُجعله أكثر إصرارًا على مواصلة هذه العادة، وتقليل احترام ذاته.
وبحسب جبور، هنالك عدة خطوات للتعامل مع ومنع هذه الظاهرة، ولكنها تحذر من أن العنف لن يكون حلا، لأن ذلك يؤدي إلى مشاكل نفسية كثيرة، ويتطلب ذلك استراتيجيات خاصة، ومستوى عالٍ من ضبط النفس لحل هذه المشكلة، من بينها:
- تقليم وقص الأظافر: من الأهمية بمكان الحرص على تقليم أظافر الطفل بانتظام، لأن هذا سيُجعله يُمل من قضمها. هذا الإجراء يحميه من وصول الجراثيم والفطريات إلى جسمه.
- توفير الأمان وتنبيه الطفل: ينبغي التحدث مع الطفل -اعتبارًا من عمر 4 سنوات- بأن هذه العادة تسبب آثاراً سلبية على صحته، وينبغي تقديم الدعم له والحديث معه برقة ودفء، لكي يقبل النصيحة يجب عليه أن يشعر بدعم عائلته. كلما شاهد الأهل الطفل يقوم بقضم أظافره، ينبغي أن يُذكر له بتداعيات هذا السلوك، كما يُمكن استخدام رموز سرية للتنبيه، كالصفارة، للتذكير به، مما يجعل الطفل الصغير يدرك تبعات أفعاله إذا انحرف لقضم أظافره.
- تشجيع التواصل: إذا شعر الأهل أن الطفل يقوم بقضم أظافره بسبب القلق، يجب التحدث معه وتعليمه كيفية التواصل مع والديه عند الشعور بالقلق. يمكن الأهل الاستعانة بأفراد الأسرة، أو مساعدة خبراء لتحقيق نتائج أفضل.
- الثناء والمكافأة: فـالأطفال يُفضلون الإشادة والمكافأة، وهذه طريقة تحفيزية تشجع الطفل على ترك هذه العادة. فقد وجدنا أن المدح والإيحاء الموجبة تقدم مفهومًا أكثر أهمية للطفل بدلاً من الانتقاد والعقاب.
- توظيف بدائل: يمكن اعتمادها، حيث يُمكن إعطاؤه بعض حُلويات عندما يتوقف عن قضم ظفريه لبعض الوقت خلال اليوم أو مرافقته إلى مكان يحبه.
- تقديم نشاطات بديلة: ينبغي كسر روتين الطفل بإدخاله في أنشطة مختلفة وممتعة مثل الرسم والتلوين أو لعب البلاستيلين أو مع ألعاب البناء.
- استخدام طلاء الأظافر المثير للإشمئزاز للحد من قضم الأظافر: تتوفر بعض أنواع طلاء الأظافر الغير ضارة التي تمنع قضم الأظافر بسبب مذاقها الكريه. ويجب استشارة الطبيب قبل تجربة طلاء الأظافر، لأنه قد لا تكون جميعها مناسبة للأطفال.
- تعليم الطفل كيفية التحكم بالتوتر، مثل العمل على توتر العضلات ثم الاسترخاء، أو التنفس العميق، أو ممارسة تمارين تهدئة الأعصاب.
- عدم انتقاد الطفل أو معاقبته على هذا السلوك، حيث قد يزيد ذلك من سوء الوضعية أكثر.
- ملاحظة استعداد الطفل نفسيًا لتغيير السلوك، إذ قد يكون تعرضه للازدراء سبباً مقنعًا لاستمراره في القيام بذلك.
3 إستراتيجيات أساسية
يُشير موقع “هيلث لاين” إلى أن 30-60% من الأطفال والمراهقين يقضمون أظافرهم، فطفلك ليس الوحيد، وهذا ليس حالة نادرة أيضاً. وتشير بعض الأبحاث إلى أن قضم الأظافر قد يكون مُرتبط بعوامل وراثية، وقد يكون السبب وراء قضم أظافر الطفل هو رغبته في جذب الانتباه (حتى لو كانت سلبية) التي يحصل عليها عندما تلتزم معه بالتوقف.
ويَنصح الخبراء الوالدين باتباع بعض الإستراتيجيات للتقليل من هذه العادة لدى الأطفال، وهي: