لاجئون سوريون “مذعورون” بعد تعليق طلبات اللجوء في المملكة المتحدة

Photo of author

By العربية الآن

قلق كبير لـ”لاجئين سوريين” بعد تعليق طلبات اللجوء في المملكة المتحدة

معاناة اللاجئين السوريين

أعرب لاجئون سوريون ينتظرون لأكثر من عام نتائج طلباتهم عن شعورهم بالاكتئاب والقلق، عقب القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية البريطانية بتعليق فحص طلبات اللجوء.

قصة حسام قسيس

حسام قسيس، الذي هرب من سوريا في عام 2016، قال إن عائلته كانت مستهدفة من قبل نظام بشار الأسد بسبب عمله في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ومشاركته في الاحتجاجات. يتخوف حسام، الذي لديه طفلان، من فقدان وظيفته ومنزله بعد قرار وزارة الداخلية البريطاني.

وأوضح أن العائلة كانت تأمل في الحصول على وضع لاجئين، ولكنه أشار إلى أن التوقف الحالي في فحص الطلبات جعل الأمور غير مؤكدة.

تأثير التغييرات السياسية

قالت وزارة الداخلية البريطانية إن توقف فحص الطلبات جاء “في الوقت الذي نقيّم فيه الوضع الحالي” بعد الإنهيار السريع لنظام الأسد. بين عامي 2011 و2021، حصل أكثر من 30,000 سوري على حق اللجوء في المملكة المتحدة، لكن الوزارة قالت إنها لم تعد قادرة على تقييم الحالات المعلقة بسبب تغيير الظروف هناك.

وذكر حسام أن التقارير التي تفيد بأنه قد يتم “حبس” حوالي 6,500 شخص تأثروا بتعليق الطلبات هي خطيرة، حيث حذر مجلس اللاجئين من أنه قد يتم تركهم في حالة من عدم اليقين لأشهر.

وضع حسام الشخصي

حسام يعيش في مانشستر الكبرى ويعمل كمحقق مع مجموعة الدعم “التحالف السوري البريطاني”، ولكنه يواجه مشكلات تتمثل في انتهاء صلاحية تأشيرة دراسته الشهر المقبل، مما يجعله غير قادر على العمل أو الاستئجار.

وأعرب حسام عن قلقه حيال وضع جميع السوريين الذين يحتاجون إلى دعم وتمكين للتغلب على الظروف الصعبة التي مروا بها خلال السنوات الأربع عشرة الماضية.

للأسف، فإن وضعه الشخصي ومعاناته خلال الحرب الأهلية السورية قد تركت آثاراً عميقة عليه، إذ قال: “لا أحب أن أكون لاجئًا، فلي وطن ولدي حق في العودة إليه، ولكن في ظل هذه الظروف، لا أعتقد أنني سأكون قادرًا على ذلك”.

المخاوف من العودة إلى سوريا

حسام يؤكد هواجسه من أن عائلته ستتعرض للتهديد إذا عادوا إلى سوريا، حيث ما زالت هناك قوى مؤيدة للأسد. وقال: “لن أسمح بخطر على سلامة أطفالي أو زوجتي”.

دمشق، عاصمة البلاد، والعديد من المناطق الأخرى تخضع الآن لسيطرة تحالف مدني تقوده جماعة “هيئة تحرير الشام”، المصنفة كمنظمة إرهابية في المملكة المتحدة ودول أخرى.

وبهذا، تبقى معاناة اللاجئين السوريين في المملكة المتحدة وضغوطهم النفسية والاجتماعية موضوعات شائكة تتطلب اهتمامًا عاجلاً من قبل الجهات المعنية.### بريطانيا تفكر في إزالة جبهة النصرة من قائمة الجماعات الإرهابية

قال بات مكفادن إن المملكة المتحدة قد تزيل جبهة النصرة (HTS) من قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة، إلا أن رئيس الوزراء، السير كير ستارمر، أكد فيما بعد أنه “من المبكر جداً” التفكير في تغيير السياسة.

قضية اللجوء تضغط على السوريين في المملكة المتحدة

تحدثت BBC News إلى حميد، وهو اسم مستعار، الذي فر من نظام الأسد عام 2013 بعد أن دعم الأعمال الإنسانية في البلاد. بعد انتقاله إلى لبنان وتركيا، وصل إلى المملكة المتحدة كطالب وتقدم بطلب لجوء في أواخر عام 2023.

أب لابنين، يعيش في غرب ميدلاندز، أعرب عن قلقه، مشيراً إلى أن تعليق طلبات اللجوء جعل منه شخصاً “مضطرباً” وزوجته في حالة من البكاء. وأوضح أنه “حالياً، بقرارهم، يؤثرون على آلاف الأشخاص الذين يكافحون بالفعل. [اللاجئون السوريون] لا يمكنهم العودة بعد لأن الوضع غير آمن، ولا يمكنهم الاستقرار هنا في نفس الوقت، ولن يكون لديهم مكان لفترة غير معروفة.”

ضرورة اتخاذ قرارات سريعة بشأن اللجوء

حميد دعا الحكومة إلى مواصلة اتخاذ قرارات بشأن اللجوء حتى تتمكن من تقييم الوضع الأمني في سوريا بشكل أفضل. فقد قال: “أريد أن أطلب منهم استخدام المنطق. بعد 13 عاماً من الحرب المعقدة، لا يمكننا أن نقول في يوم واحد أنه يتوجب علينا إعادة التقييم.”

وأضاف: “كنت سعيداً حقاً بسقوط نظام الأسد. وفي اليوم التالي، تلقينا هذا الخبر، ولأكون صادقاً، كنت في حالة اكتئاب وإحباط.”

قلق متزايد بين اللاجئين بشأن سياسة الحكومة

عبد العزيز المشي، لاجئ سوري استقر في المملكة المتحدة وينشط في تقديم الدعم للاجئين، أبدى أيضاً مخاوفه قائلاً: “ليس من المعقول، ليس واقعياً، وليس مقبولاً بصراحة.” وأعرب عن قلقه من سرعة حكومات بريطانيا والدول الأوروبية في محاولة التخلص من السوريين، واصفاً ذلك بأنه غير إنساني، قائلاً: “لا نعتقد أنه يجب على أي شخص العودة الآن.”

تعليق وزارة الداخلية

وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية: “لقد أوقفنا مؤقتاً اتخاذ القرارات بشأن طلبات اللجوء السورية بينما نقيم الوضع الحالي. نحن نراجع جميع التوجيهات المتعلقة بطلبات اللجوء بشكل دوري للاستجابة للقضايا الناشئة.”


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.