استقالة قائد القوات البرية: “هزة أرضية” في قيادة هيئة الأركان الإسرائيلية
القدس المحتلة- تعتبر التحليلات العسكرية استقالة قائد القوات البرية بالجيش الإسرائيلي، اللواء تامير يادعي، بمثابة “هزة أرضية” في قيادة هيئة الأركان، و”صداع بالرأس” لرئيسها هرتسي هاليفي. وقد عكست هذه الاستقالة الخلافات المستمرة داخل المؤسسة العسكرية، بشكل خاص في ما يتعلق بالإخفاق في منع هجوم “طوفان الأقصى” وأهداف الحرب على غزة، بالإضافة إلى قضية التعيينات والترقيات في الجيش.
وعلى الرغم من أن الروايات الرسمية تدعي أن الاستقالة كانت لأسباب شخصية، إلا أن المحللين العسكريين يرون عكس ذلك، حيث يرون أن القرار جاء كجزء من سلسلة استقالات لكبار الضباط في الصراع على المناصب القيادية في الهيئة.
خلاف على التعيينات
وأوضح المراسل والمعلق العسكري في موقع “والا” أمير بوحبوط أن استقالة يادعي تأتي على خلفية خلافات خفية في هيئة الأركان حول التعيينات والترقيات، واصفًا الاستقالة بأنها “هزة أرضية”.
مع تفاقم الاستقالات والتنحي من المناصب العسكرية، يشير بوحبوط إلى أن هيئة الأركان العامة تعيش حالة تأهب قصوى بسبب تطورات الحرب على غزة، والمناقشات المحيطة بصفقة الأسرى، والتغييرات المتوقعة في هيكل القيادة.
وأضاف أن قائد القوات البرية المستقيل كان يُعتبر مرشحًا مستقبليًا لمنصب نائب رئيس الأركان، لكن التوقعات تشير إلى أن النائب الحالي أمير برعام لن يغادر منصبه قريبًا. ويعتمد قرار يادعي على قناعة بأن هاليفي لا يخطط لترشيحه لهذا المنصب.
كذلك، يُذكر أن يادعي كان من أبرز المطالبين بالتدخل العسكري في غزة، وقد عمل على تعزيز قدرات القوات البرية خلال الأشهر الماضية، مما يعكس موقفًا مخالفًا لقيادة الأركان التي اقترحت تقليل العمليات البرية.
في هذا الصدد، يتساءل المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية ألحنان مزوز حول نية قائد القوات البرية المستقيل الترشح لرئاسة هيئة الأركان خلفًا لهاليفي، مشددًا على أن الاستقالة يبدو أنها مرتبطة بالخلافات حول التعيينات.
ويضيف مزوز أن هذه الاستقالات تعكس التحمل الجماعي لقادة الجيش لمسؤولية الفشل الاستخباراتي في منع “طوفان الأقصى”، مما يثير تساؤلات حول عملية التعيينات والترقيات في الهيئة.
تفكك الجيش
في محاولة لفهم الأوضاع الداخلية في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، يقدم مراسل “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشع تحليله حول التعيينات التي يقوم بها هاليفي لحماية “هوية الجيش”.
يشير يهوشع إلى أن هاليفي يتحمل مسؤولية “أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل”، وأن التعيينات التي يجريها تأتي في سياق الخلافات مع المستوى السياسي بشأن التعامل مع الحرب وغيرها من المواضيع.
كما يتوقع يهوشع استقالة هاليفي في “الوقت المناسب”، مع العلم أنه يسعى لإعادة هيكلة الجيش بشكل يضمن له استمرار السيطرة. يعتقد أنه يملك الشرعية لذلك، بينما يزور الأرضية السياسية المتوترة بين نتنياهو ووزير الدفاع.
يرى المعلق أن هاليفي غير مدرك للأضرار التي أحدثها أثناء الحرب، محذرًا أن الأساليب الحالية في قيادة الجيش قد تقود إلى تفكك المؤسسة العسكرية.
رابط المصدر