لماذا حدث تقسيم في إسرائيل بشأن اليوم بعد الحرب؟ وماهو السيناريو الأكثر احتمالية؟

Photo of author

By العربية الآن



لماذا حدث تقسيم في إسرائيل بشأن اليوم بعد الحرب؟ وماهو السيناريو الأكثر احتمالية؟

تفاقمت الإختلافات بين زعماء الإحتلال حول اليوم الذي يلي الحرب، إذ يعارض وزير الدفاع يوآف غالانت أي تحرك نحو حكم عسكري لقطاع غزة، بينما يتبنى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاؤه في اليمين المتطرف وجهة نظر مغايرة.

وبخصوص أسباب تلك الإختلافات، يؤكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، بأن صمود الشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته الباسلة ورفضه للرحيل إلى شبه جزيرة سيناء على عكس ما خطط نتنياهو يضع إسرائيل في مواجهة فشل عسكري وسياسي مزدوج.

ويضيف البرغوثي -خلال مشاركته في برنامج “غزة..ما الذي يأتي بعد؟”- أحد أسباب الأزمة الحالية هو غياب أي حلا إسرائيلي، بالإضافة إلى أن “إسرائيل كنظام صهيوني وهيكل سياسي يتجه نحو الفاشية مما يعزز من التناقضات في مجتمع متنوع”.

فيما يتعلق بتوقعاته للسيناريو الأقرب لحل مشكلة ما بعد الحرب، أشار البرغوثي إلى أن قوة حماس وجناحها العسكري كانت في عام 2005 أقل بكثير مما هي الآن، ولم يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك من الحفاظ على جيشه في غزة.

وأكد قائلا “المقاومة ستبقى مادام الشعب الفلسطيني موجودًا”، معربا عن اعتقاده أن إسرائيل لن تستطيع البقاء في القطاع، الذي سيصمد من أجل حريته. بالإضافة إلى أن “الشعب الفلسطيني لن يقبل بالحكم من أي جهة خارجية سواء كانت إسرائيل أو جهة دولية، وسيكون هو من يقرر مصيره”.

وفقًا للبرغوثي، يحلم نتنياهو بعملية عسكرية دائمة تستمر لسنوات، يُدمر خلالها مقومات الحياة في غزة بأمل دفع الفلسطينيين للرحيل لتنفيذ خططه في التطهير العرقي للقطاع وثم الضفة الغربية.

وأكد أن السابع من أكتوبر لم يكن سببًا بل نتيجة لـ76 عامًا من النكبة والتهجير واحتلال الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن إسرائيل لم تحتاج في أي لحظة لتبرير انتهاكاتها “فالاحتلال هو السبب في كل شيء”.

وفى ختام كلمته، خلص إلى أن إسرائيل ستظل في نفس المأزق والأزمة العميقة والمعضلة الصعبة بعد معركة رفح، مُضيفًا أنه لا حلا سوى إنهاء الاحتلال والاستيطان الاستيطاني الإحلالي.

ماذا تعني الهيمنة العسكرية؟

وفي سياق آخر، أوضح العميد إلياس حنا، خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن أي هيمنة عسكرية على غزة، “تعني الامتثال لقانون الطوارئ الإسرائيلي؛ حيث يكون الحاكم والنظام عسكري بحت، ويُعالج الأمور من منظور أمني مثل مراقبة خلايا حماس النائمة وفصائل المقاومة”.

وأشار حنا إلى أن هذا الهيمنة تستبعد أي جانب سياسي أو مدني لأن الكل تحت السلطة العسكرية، لكنه أكد أن صمود غزة عسكريا يسبب مشاكل استراتيجية كبيرة لإسرائيل.

وصف الخبير الاستراتيجي مشروع غالانت المعتمد على سيطرة جهات محلية في غزة برفقة دولية بأنه ساذج وغير قابل للتحقيق، وأنه “لا يمكن الحديث عن أي مشروع دولي قبل القضاء على حماس وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن”.

وعلى الرغم من ذلك، يقوم غالانت بحماية الجيش وروحه ويقف بينه وبين نتنياهو – وفقًا لحنا- الذي أشار إلى أن الجيش الذي يقاتل لأكثر من 7 أشهر لم يعتاد على تلك المعارك العنيفة، ولم يستطع تحقيق أي تقدم تكتيكي عملي أو استراتيجي يُقدم للقيادة السياسية.

هذه تكتيكات نتنياهو وحلفاؤه

واعتبر الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، أن الحوار والنقاش الناجم عن اجتماعات الحكومة مع الهيئات العسكرية والأمنية “يُظهر أن هناك توافقًا شبه كامل باستثناء نتنياهو ووزيريه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على أن الحرب أدخلت إسرائيل في مأزق كبير”.

وقد توقع شديد أن “لا حلا ممكنًا للأزمة الحالية التي تظهر عنقاء العسكرة بأن إسرائيل في وضع محرج”، مُشيرًا إلى أن تغيير موقف غالانت ناتج عن المقاومة الشديدة في غزة.

وأكد أن نتنياهو غير مهتم بمناقشة أي قضية سياسية لأنه يريد عودة الاستيطان إلى غزة، ويحاول نقل النقاش من مجلس الحرب إلى المجلس الأمني الصغير الذي يميل إلى اليمين.

وحذر من أن كلام غالانت الأخير ليس بالاسم على الحكومة والقرار السياسي بل بلسان المؤسسة العسكرية، وبعد ذلك أشار إلى اتفاق بين نتنياهو وحلفاؤه اليمينيين على اتخاذ إجراءات سريعة لضمان عدم عودة أي كيان فلسطيني مستقبلا.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.