تدفق الهواء البارد إلى الولايات المتحدة
تحتوي القارة الأمريكية حالياً على تدفق هواء شديد البرودة، عادة ما يحتفظ به في المنطقة القطبية، حيث دخل إلى الولايات المتحدة لزيارة طويلة. هذا الانخفاض في درجات الحرارة متوقع أن يؤدي إلى آثار تجمد، لكنه لن يهز الأرقام القياسية.
الفقاعات القطبية وتكرارها
الخبراء يرون أن هذه الظاهرة تحدث بشكل متزايد، رغم أن العالم يزداد حرارة. وقد أصبح تدفق الهواء البارد هذا معروفاً باسم “الفقاعة القطبية”، وهو مصطلح يتعامل معه الأرصاد الجوية بجدية.
بالنسبة لسكان الولايات المتحدة، معاني هذا التدفق بسيطة: شعور بالبرودة الشديدة.
التيار النفاث وتأثيره
يعود السبب إلى تأثير التيار النفاث، الذي يتحرك عادة من الغرب إلى الشرق، حيث قام بإنشاء انخفاض كبير من شمال غرب المحيط الهادئ إلى الجنوب الشرقي، معتبراً أن هذا الانخفاض عالق على هذا المسار المتموج. بينما تشهد كاليفورنيا حرًا وجفافًا، فإن ما يقع شرق هذا الانخفاض هو طقس يشبه طقس القطب الشمالي.
قال دان ديبودوين، مدير عمليات التنبؤ في “أكيو ويذر”: “إننا نتلقى الكثير من الهواء الكندي والقطبي الذي يتم توجيهه من الشمال إلى الجنوب. نتوقع أن تكون هذه الفترة أطول بكثير من المعتاد، حيث ستنخفض درجات الحرارة إلى أقل من المتوسط التاريخي بواقع 12 إلى 25 درجة فهرنهايت (7 إلى 14 درجة مئوية) في أجزاء كبيرة من النصف الشرقي من البلاد”.
طقس قاسٍ في المناطق المتأثرة بالثلوج
من المتوقع أن تكون أسوأ الظروف في المناطق التي تعرضت لثلوج كثيفة، من كانساس إلى واشنطن، وفقًا لزك تايلور، عالم الأرصاد الجوية في مركز التنبؤ بالطقس الوطني: “هنا يمكن أن نرى درجات حرارة ليلية تصل إلى البراكين الفردية، بل وقد تنخفض إلى ما دون الصفر في بعض الأماكن عبر وادي أوهايو والسهول”.
الأحداث القطبية وتاثيرها على المناخ
قال يهوذا كوهين، مدير التنبؤ الموسمي في شركة “Atmospheric and Environmental Research”: “يمكن اعتبار هذا الحدث بمثابة حدث الفقاعة القطبية”. مشيراً إلى أن الفقاعة القطبية عبارة عن هواء بارد عادة ما يكون محبوسًا في مرتفعات القطب الشمالي على مدار العام.
وأضاف كوهين: “تخيلها كخيط مطاطي في حالة راحة. عندما تبدأ في سحبه، يتمدد مثل النقانق”.
عندما تتمدد الفقاعة القطبية، يمكن أن تُجلب تلك الكتل الهوائية الباردة جنوبًا إلى الولايات المتحدة أو نحو آسيا. ومع ذلك، قد يحدث في أوقات معينة، عندما تُسمى بالاحترار المفاجئ في الطبقة الستراتوسفير، أن تبتعد الفقاعة القطبية عن القطب الشمالي وتأتي جنوبًا أو حتى تنقسم. ورغم ذلك، هذا ليس هو الحال هذه المرة.
مشكلة الاستخدام الخاطئ للمصطلح
بعض علماء الأرصاد، مثل جيف ماسترس من “Yale Climate Connections” ولورا سيستو من مركز التنبؤ بالمناخ في الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية، يشيرون إلى أن مصطلح الفقاعة القطبية يُستخدم بشكل خاطئ. فنحن نتحدث هنا عن ظاهرة تحدث في مستوى أقل من 20 ميلًا في الستراتوسفير.
تأثير التغير المناخي
تشير الدراسات إلى أن هذه الأنواع من اضطرابات الفقاعة القطبية أصبحت تحدث بشكل متزايد، كما جاء في دراسة حديثة من كوهين وسينتيس فرانسيس والعلماء الآخرين في مركز وودويل للبحث المناخي.
وقالت فرانسيس: “هناك إشارة لتغير المناخ في ذلك”.
إن القطب الشمالي يكاد يسخن أربع مرات أسرع من بقية العالم، مما يعني أن الفارق بين درجات الحرارة في تطور مستمر.### تراجع الجليد البحري وتأثيره على الطقس القطبي
تتقلص مساحات الجليد البحري في المناطق الشمالية والجنوبية، حيث تشير التحليلات إلى تراجع كبير للجليد في المناطق القطبية، وخاصةً بالقرب من بحر بارنتس في الدول الإسكندنافية. وأكدت دراسة حديثة أن هذا التراجع يسهم في إطلاق مزيد من الحرارة إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تحريف أو تغيير القطب القطبي، حسب قول الباحث كوهين.
آثار التغيرات المناخية على التيارات الهوائية
أفاد ديبودوين، الذي لم يشارك في الدراسة، بأن هذه التغيرات تشير إلى أن “التيار النفاث قد يكون أكثر تضخماً في عالم دافئ”. هذا يعني أن فصل الشتاء حول العالم أصبح في المتوسط أكثر دفئاً بواقع 1.1 درجة فهرنهايت (0.6 درجة مئوية) مقارنةً بما كان عليه قبل 25 عاماً، حسب بيانات إدارة المحيطات والجو الوطنية.
تباين درجات الحرارة وتأثيرات التغير المناخي
وأشار ديبودوين إلى أنه يمكن أن تحدث فترات من البرودة القاسية مع شتاء أكثر دفئاً في الوقت نفسه. وذكر أن “علينا أن نتذكر أن هذا جزء صغير من المناخ العام، هو مجرد أسبوعين من الطقس في جزء صغير من نصف الكرة الشمالي”، مشيراً إلى أن التغير المناخي يستغرق سنوات وعقود على مستوى العالم. وأضاف: “التغير المناخي لا يعني أننا لن نرى المزيد من الطقس البارد. بل يعني أن درجات الحرارة المتوسطة بشكل عام في ارتفاع، وما زلنا نتوقع رؤية فترات من البرودة”.