غياب زيارة بايدن لدول إفريقيا: تساؤلات وأسئلة تثار
14/10/2024
–
|
آخر تحديث: 15/10/202407:51 م (بتوقيت مكة المكرمة)
كان من المتوقع أن تشهد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنغولا في 13 أكتوبر/تشرين الأول حدثًا تاريخيًا، حيث كانت هذه الزيارة الأولى له إلى إفريقيا أثناء رئاسته. إلا أن زيارة بايدن تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب إعصار ميلتون الذي ضرب فلوريدا الأسبوع الماضي، كما أوضح البيت الأبيض. كان من المقرر أن تسبق هذه الزيارة لقاء مع القادة الأوروبيين في ألمانيا لمناقشة الحرب في أوكرانيا قبل التوجه إلى لواندا.
تعد هذه الرحلة بمثابة الوفاء بوعود بايدن المتعددة لزيارة إفريقيا، وهي تمثل أيضًا فرصة مهمة لدولة أنغولا تحت قيادة الرئيس جواو لورينسو، حيث كانت الزيارة ستعطي دفعة دبلوماسية للحكومة في وقت تواجه فيه ضغوطًا داخلية.
ومع ذلك، تثير تأجيل الزيارة انتقادات من قبل البعض الذين يرون أن بايدن لم يظهر اهتمامًا كافيًا بإعطاء الأولوية لإفريقيا، رغم التحدي المتزايد من قبل الصين وروسيا في القارة الغنية بالموارد الطبيعية والمكتظة بالسكان.
منذ تولي بايدن الرئاسة في عام 2020، لم يزُر إفريقيا على الإطلاق، بينما قام بعدة زيارات إلى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية. وقد أكد محللون مثل كاميرون هدسون من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن هذه الوضعية تعكس فشل الإدارة في تحقيق الأهداف المعلنة.
وعود بايدن لإفريقيا: بين الأقوال والأفعال
وعد بايدن لأول مرة بزيارة إفريقيا في ديسمبر/كانون الأول 2022 خلال قمة حشدت 49 من قادة الدول الإفريقية في واشنطن. جاء ذلك في إطار محاولة لتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في القارة التي شهدت تأثيرًا متزايدًا للصين.
خلال تلك القمة، أعلن بايدن عن مجموعة من الوعود التي تضمنت التأكيد على دعم إفريقيا في الحصول على مقاعد دائمة في مجلس الأمن. كما أعلن عن حزمة دعم تقدر بـ 55 مليار دولار لتحسين الرعاية الصحية والبنية التحتية.
على الرغم من هذه الوعود، يقول المحللون إن الكثير منها لم يتم تحقيقه. ويشير هدسون إلى أن بايدن اتسم بالتردد في تعميق العلاقات مع إفريقيا، حيث لم تُنشر حتى أغسطس/آب 2022 وثيقة سياسية توضح العلاقات المزمع تطويرها، مما يقلل من الوقت المتبقي لتحقيق إنجازات ملموسة قبل انتهاء فترته الرئاسية.
أما عن الوثيقة التي أخيرًا تم طرحها، فقد وصفها الكثيرون بأنها متقدمة وحدثية ولكنها افتقرت إلى التركيز على العلاقات التجارية، إذ تمحورت حول تعزيز التمثيل الإفريقي في المؤسسات الدولية.
وفي ختام التحليل، يرى بعض الخبراء أن بايدن استطاع أن يحقق بعض الإنجازات المتمثلة في قبول الاتحاد الإفريقي كعضو في مجموعة العشرين، لكن الكثير من الوعود لا تزال عالقة دون تنفيذ.
# بايدن وأفريقيا: عدم زيارة واهتمام متزايد
في سبتمبر/أيلول 2023، أعلن عن انضمام أفريقيا كعضو دائم في مجموعة العشرين، حيث أفادت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، بأن بلادها ستدعم مقعدين دائمين لأفريقيا في مجلس الأمن الدولي بدون حق النقض.
### الدبلوماسية الأمريكية في القارة السمراء
في إطار تعزيز العلاقات مع أفريقيا، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بإرسال فريق من المسؤولين إلى القارة. وقد قام وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بعدة زيارات لمساعدة في إنهاء النزاع بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. كما قامت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، بزيارة إلى غانا وتنزانيا وزامبيا في مارس/آذار 2023.
### المنافَسة بين القوى الكبرى
من جهة أخرى، أشار تيم موريثي، الأستاذ في جامعة كيب تاون، إلى أن الدعم الأمريكي لأفريقيا للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن قد يؤدي إلى إقصاء الدول الأفريقية عن اتخاذ القرارات الهامة، مما يعيد للأذهان تاريخ التهميش أثناء تشكيل الأمم المتحدة عام 1945.
وفي المقابل، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة أفريقيا ثلاث مرات، حيث حضر قمة مجموعة البريكس في أغسطس/آب 2023، بينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بعد مسافة في اجتماع بطرسبرغ عام 2013.
### العلاقة مع أنغولا: شريك مثير للجدل
رغم تعميق العلاقات التجارية والعسكرية مع أنغولا، يعتبر بعض النقاد أن زيارة بايدن المفترضة إليها قد تكون غير موفقة. أنغولا، التي تعاني من قضايا فساد وحقوق إنسان، كانت تاريخيًا متوجهة نحو روسيا والصين في علاقاتها الدولية.
جاء قرار بايدن بعد موجة من الاحتجاجات في أنغولا، حيث أسفرت عمليات إطلاق النار على المتظاهرين عن مقتل عدد من الأشخاص. ومع ذلك، يواصل الرئيس الأنغولي، لورينسو، العمل على تعزيز العلاقة مع واشنطن دون معالجة هذه القضايا.
### التشكيك في تأثير السياسات الأمريكية
على الرغم من أن إدارة بايدن تأمل في استخدام العلاقات مع أنغولا كدليل على نجاحاتها في أفريقيا، فإن الكثير من الأنغوليين لا يرون في ذلك تقديرًا حقيقيًا. وفقاً للخبراء، ومع اقتراب انتهاء ولاية بايدن، تبدو الفرص لتثبيت إرثه الأفريقي محدودة.
المحللون يرون أن فشل الحكومة الأمريكية في الوفاء بوعودها تجاه أفريقيا قد يظل عالقًا في ذاكرة التحديات التي واجهتها القارة.