لماذا لا يأبه نتنياهو بالانتقادات والتحذيرات؟.. محللان يجيباني
تحذيرات إيهود أولمرت
وفي هذا الإطار، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت من أن إسرائيل تتجه نحو الهاوية، مشيراً إلى أن تحالف نتنياهو مع من وصفهم بـ “الإرهابيين”، وهما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، سيقود البلاد إلى الانهيار.
كذلك، اتهم الجنرال المتقاعد إسحق بريك نتنياهو بتعمد عرقلة المفاوضات، حيث أضاف المزيد من الشروط، محذراً من أن إسرائيل أصبحت عالقة في مستنقع غزة، حيث تفقد المزيد من جنودها دون أدنى أمل في تحقيق أهداف الحرب.
غياب الخطاب البديل
وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن عدم اكتراث نتنياهو بالتحذيرات ينبع من وجود غياب للخطاب البديل لدى المعارضين الإسرائيليين. فقد تمكن نتنياهو من السيطرة على الحكم واستغلال الحرب ضد غزة لتحقيق أهدافه الخاصة. كما وصفه جبارين بـ “مدمن الأزمات” الذي يعارض دائماً صفقات التبادل مع المقاومة الفلسطينية.
ويشير الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، إلى عدم وجود معارضة موحدة من قبل السياسيين ضد نتنياهو، حيث تركز معظم التصريحات المعارضة على إبراز عيوبه لأغراض حزبية ضيقة بعيدة عن المعارك الجارية على الأرض. ومع نقص البدائل لدى المعارضة، يتمتع نتنياهو بدعم جماهيري واسع حسب استطلاعات الرأي، مما يجعل قاعدته اليمينية مطمئنة لسياساته.
ويؤكد الشوبكي أن هناك مخاوف فعلية من أن رئيس الوزراء الحالي قد أفرغ المؤسسات الرسمية من نشاطها الفعلي، محولاً إسرائيل إلى دولة تُدار بقرارات فردية. كما يتفق المحللان على أن عدم مبالاة نتنياهو يأتي أيضاً بسبب موقف الإدارة الأمريكية الحالية التي لا ترغب في توجيه انتقادات حادة لإسرائيل تجنباً لإفساد حملتها الانتخابية على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفقاً للشوبكي. لذا، يرجح أن يستمر نتنياهو في مواقفه طالما غابت البدائل الداخلية والضغوط الخارجية، بالإضافة إلى أن جزءاً كبيراً من المجتمع الإسرائيلي لم يشعر بعد بآثار الحرب على حياتهم اليومية.
ويتناول المقال القلق المتزايد من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية التي بدأت فعلاً بتفعيل ساحات الحرب لجعل آثارها ملموسة لدى الإسرائيليين.
رابط المصدر