لماذا يختار البعض اتباع “الترندات” رغم مخاطرها وأحياناً سذاجتها؟

Photo of author

By العربية الآن



لماذا يميل البعض لاتباع “الترندات” رغم خطورتها وسخافتها أحيانا؟

close up on man hand pressing on smartphone to working about futuristic of social media marketing icon for internet network technology and business marketing concept
يمكن تفسير الحاجة الملحة لتبني سلوكيات الآخرين واتباع الاتجاهات الشائعة برغبة البشر الأصيلة في التواصل والتأقلم مع من حولهم (غيتي)

تشمل التحديات الشائعة على وسائل التواصل الاجتماعي أشياء مثل استنشاق القرفة أو تحدي الاختناق، أو حتى سلق الدجاج باستخدام دواء السعال، وكلها أثبتت خطورتها بعد أن فقد بعض الأشخاص حياتهم نتيجة المشاركة فيها.

رغم تلك العواقب الوخيمة، تبقى هذه التحديات تجذب المراهقين وصغار السن في جميع أنحاء العالم.

ما السبب وراء ميلنا لاتباع هذه “الترندات” رغم المخاطر المحتملة؟

حاجة الإنسان إلى التواصل

يتجلى الرغبة في السير على نهج الآخرين – سواء بارتداء ملابس شائعة أو استنشاق مسحوق القرفة أو اقتناء أكواب تحمل شعارات معروفة – في حاجة الإنسان الجوهرية للتواصل والتكيف.

ووفقا لهرم الاحتياجات الإنسانية الذي وضعه العالم إبراهام ماسلو، فإن الحاجة للتواصل تحتل مرتبة عالية بعد الاحتياجات الأساسية، مما يجعلها ضرورة أساسية للكثيرين.

منذ القدم، كان البشر بحاجة إلى التواصل مع الآخرين لتنسيق الجهود في مواجهة التحديات المختلفة، وهذه الحاجة لا تزال قائمة رغم تغير الظروف.

Hand touch screen smart phone. Application icons interface on screen. Social media concept
وضع ملصق معين على سياراتك أو ارتداء قميص يحمل شعارا هو في جوهره محاولة لنقل معلومات معينة عن هويتك (غيتي)

هذه الرغبة في الانتماء الاجتماعي تفسر تسرع الناس لتبني الاتجاهات السائدة حتى عندما تكون غير منطقية.

تقول أستاذة علم النفس الاجتماعي، آشلي ويلر، إن البشر كائنات اجتماعية بامتياز. ولذلك، فإن التواصل السطحي عبر اتباع الترندات يمكن أن يكون أسهل من بناء علاقات عميقة، ولكن هذا النوع من التواصل لا يمنحهم نفس الشعور بالرضا.

الإدراك الاجتماعي وتأكيد الهوية

بالإضافة إلى الحاجة للتواصل، يسعى الناس إلى الانتماء لفئات اجتماعية معينة. حسب عالم النفس هنري تاجفيل، تصنف البشرية نفسها إلى مجموعات بناءً على العمليات المعرفية المتعلقة بالمعلومات الاجتماعية.

فمثلا، القيام بوضع ملصقات على السيارات أو ارتداء قمصان معينة يعد طريقة للتعبير عن الهوية.

تشير باميلا روتليدغ، المتخصصة في علم النفس الإعلامي، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى سرعة انتشار الاتجاهات، مما يزيد الاصطدام بين الموضة والاستخدام اليومي.

البحث عن الراحة

يمثل اتباع الترندات نوعًا من اختصار التفكير، حيث يميل الأفراد إلى تقليد الآخرين بدلاً من التفكير في اختياراتهم الشخصية.

دراسة شهيرة أجراها ألبرت باندورا توضح أن الأطفال يميلون لتقليد سلوكيات الآخرين، مما يعكس تأثير المحاكاة على اتخاذ القرارات.

“الترند”.. خطر محدق بالمراهقين؟

رغم أن اتباع الترندات قد يشعر الأفراد بالراحة، إلا أن ذلك يأتي أيضًا بتكاليف مثل فقدان التفرد والهوية الشخصية. يجد بعض الأشخاص أنفسهم مضطرين لإخفاء رغباتهم الحقيقية لمسايرة من حولهم.

Group of friends having fun together with smartphones - Closeup of hands social networking with mobile cellphones. concept hashtag
ينصح خبراء التربية الآباء والأمهات بالتواصل المستمر مع الأبناء في عمر المراهقة وتوعيتهم من المخاطر المحتملة لبعض السلوكيات (غيتي)

ومع ذلك، فإن المتعة الناتجة من اتباع الترندات تكون غالبًا مؤقتة، مما يسبب شعورًا بالإحباط ورغبة متزايدة لمواكبة الاتجاهات الجديدة. المراهقون، بصفة خاصة، هم الأكثر عرضة للتأثر بالتقليد، وقد يجدون أنفسهم في مواقف محفوفة بالمخاطر.

يساعد الوعي بمخاطر هذه الترندات عند المراهقين على تجنب الانخراط في سلوكيات قد تعود عليهم بالضرر. ينصح الخبراء الآباء بالاستمرار في الحوار الراشد مع أبنائهم حول هذه المخاطر.

المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.