![ليزا جيرارد واللغة الخاصة](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/11/ليزا-جيرارد-وتفاعلها-مع-اللغة-الخاصة.jpeg)
### ليزا جيرارد: صوتٌ خاص بلغة فريدة
اعتبر الموسيقار الألماني هانز زيمر أن قلة من الناس يتمكنون من إتقان فن الغناء، ومن بينهم المغنية الأسترالية ليزا جيرارد. وتعتبر أغنيتها الشهيرة «الآن قد أصبحنا أحراراً»، التي ظهرت في فيلم ريدلي سكوت «المجالد» عام 2000، من أبرز أعمالها. يُنتظر أن تُدشن ليزا الموسيقى التصويرية للجزء الثاني من الفيلم الذي سيعرض هذا الشهر دون تعاون مع زيمر.
### لغتها الفريدة: حيرةٌ وإلهام
عندما أطلقت ليزا أغنيتها في عام 2000، لاقت تفاعلاً كبيراً، لكن الجمهور حار في تحديد اللغة التي تغني بها. اعتقد بعضهم أنها تشبه العبرية، في حين فسرها آخرون على أنها ييديشية، ولكن تبين أنها ليست من هذه اللغات ولا من غيرها. ورغم هذه الحيرة، حصلت ليزا على جائزة «غولدن غلوب» عن تعاونها مع زيمر ورُشحت لجائزة الأوسكار في نفس العام.
### لغة القلب الإبداعية
بعد البحث في مضمون أغاني ليزا، اتضح أنها تتحدث بلغة قامت بتطويرها بنفسها للتواصل مع الله عندما كانت طفلة. تقول ليزا: “أغني بلغة القلب، لغة ابتكرتها منذ زمن بعيد. بدأت الغناء بها عندما كان عمري 12 عاماً تقريباً. واعتقدت حينها أنني كنت أتحدث إلى الله. الموسيقى هي ملاذ من الملل والرداءة، وهي مكان يمكن أن نضيع فيه حين نواجه تعقيدات الحياة.”
### اللغة الخاصة في الفلسفة
رغم عذوبة كلماتها، فإن ليزا قد خاضت في قضية فلسفية عميقة تتعلق بمفهوم اللغة الخاصة والتي تُعد من المواضيع الشائكة في فلسفة اللغة بالقرن العشرين. يتجادل الفلاسفة في إمكانية وجود لغة خاصة – بمعنى لغة لا يمكن فهمها إلا من قبل مبتكرها.
جون ديوي ولودفيغ فتغنشتاين يمثلان وجهة النظر القائلة بعدم قدرة شخص واحد على اختراع لغة خاصة، حيث إن المفاهيم والأحاسيس تُعبر عن نفسها من خلال مفردات مشتركة تفهمها الجماعة.
### ختامًا: إن لم تكن لغة، فما هي؟
يشير النقاش حول إمكانية وجود لغة خاصة إلى تعقيدات فلسفية وثقافية. فعلى الرغم من أن أغاني ليزا قد تعكس مشاعر عميقة وفريدة، فإن تسميتها بلغة قد لا يكون دقيقاً، حيث أن اللغة تتطلب قواعد ومعايير في التواصل، وهذا لا يتوفر في حالات مثل هذه التي تتعلق بشطحات صوفية، التي تبقى مفهومًا خاصًا ضمن جماعات محددة يمكن فهمها وتداولها.
* كاتب سعودي