لِمَ سدّ نتنياهو قنوات الجزيرة؟

Photo of author

By العربية الآن



لِمَ سدّ نتنياهو قنوات الجزيرة؟

الخضر حمادي

الخضر حمادي
6/5/2024
نتنياهو ورمز قناة الجزيرة
نتنياهو نُسِب إلى وصف قنوات الجزيرة بأنها “شَاشَة التَّحَرُّض” (وكالات)

سَلطان ليوبولد الأول وحده في جناحهِ بالعاصمة بروكسل. لقد انتهى للتو من تصفح الصحف الأمريكية وهو غاضبٌ شديدًا. يتمتم بكلمات: على مدى عشرين عاماً لم أقم إلّا بأعمال عظيمة من أجل جمهورية الكونغو هذه. قد بنيت سكك حديدية، وأقمت مدناً، وأسست الملاحة البخارية.. ما الذي حصلت عليه كمكافأة؟ لا شيء سوى الإهانة، ولا شيء سوى التشويه.. يصفونني بالطاغية، باللّفظ البشع، بالشرير الذي يَتوَجَس للدماء. يقولون إنّني مذنبٌ بكل جريمة تحت الشمس.

أنّني قتلت ملايين البشر، وقطعت يدين وأرجل الأطفال، وأحرقت قرى، وارتكبت كل جريمة يُمكِن تخيلها. تواجه الأرض ذهابًا وإيابًا بغضبٍ) لن أتحمّل هذا! لن أرضخ لمثلهذا الظلم! سأكافح من أجل نفسي! سأبرز للعالم أنني رجل أمين، وأنني رجل طيب، وأنني رجل شريف!

جوهر الجهود التي تبذلها شبكة الجزيرة اليوم في قطاع غزة هو كشف الحقيقة، وإلقاء الضوء في المناطق المظلمة، وكشف الظالم الذي يتخفى في أبراجه الضيقة والمحصنة المظلمة ذات السمعة السيئة

سوف أقوم بإغلاق شبكة الجزيرة، صرّح “نتنياهو” بشكل يحاكي تصرفاً من تاريخ الإبادة غير المحُكم على يد أحد المجرمين، الملك ليوبولد البلجيكي، من خلال تلاوة جزء من مونولوج مارك توين عنه.

يتشابك الظلم مع الظلام من جذر واحد، ولا يكون جذرهما سوى غياب نور الحقيقة وتوريط الجرائم. لا يُفضل عند طاغية لذِيذ بالتعذيب، أن يُقام سجنه في ظلمة عميقة تحجب الأبصار، ويُمارس وحشيته في أبراج عصور الوسطى المحصنة الضيقة المظلمة ذات السمعة السيئة. بهذه البساطة، تأتي الإجابة على السؤال الطارئ.

تحمل تاريخ الإنسانية العديد من المأساة والجرائم الوحشية، ولو كان من المؤكد نهاية تلك الأزمات، فإن الأمل يكمن في كشف كلّ جريمة مُخطط لها ليُكشف الفضيحة، فلولا الشهادات ووسائل الإعلام التي كشفت عنها، لبقيت جرائم خطيرة مدفونة وسط السِّرّية والخُف…

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.