مؤتمر الحزب الديمقراطي ينعقد وسط مخاوف من انقسامات بسبب غزة
واشنطن– انطلقت اليوم الاثنين أعمال مؤتمر الحزب الديمقراطي في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، والذي سيستمر حتى نهاية يوم الخميس المقبل، حيث ينتهي بكلمة تُلقيها نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، التي ستعلن خلالها قبولها الترشح على بطاقة الحزب لانتخابات 2024.
يمثل المؤتمر العام للحزب جزءاً أساسياً من العملية الانتخابية الأميركية، حيث سيتجمع الآلاف من المندوبين الديمقراطيين من جميع الولايات لإظهار دعمهم لترشح كامالا هاريس.
في ذات الوقت، يعبّر العديد من قادة الحزب عن مخاوفهم بشأن التظاهرات الكبرى المتوقعة، خاصة وأن المؤتمر يُعقد في شيكاغو، التي تضم أكبر عدد من الأميركيين من أصل فلسطيني مقارنة بأي مدينة أخرى في الولايات المتحدة.
وفي إطار سؤال وجواب، نشرت العربية الآن تفاصيل حول المؤتمر، كما يلي:
-
ما قيمة وأهمية المؤتمر؟
تعتبر المؤتمرات العامة للحزبين الديمقراطي والجمهوري بمثابة الفرصة الأخيرة لإبراز ما يروج له كل حزب قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
لا توجد أي ضرورة دستورية أو قانونية لعقد المؤتمر العام، لكنه أصبح تقليداً سياسياً منذ أول مؤتمر عقده الديمقراطيون عام 1832 في بالتيمور بولاية ميريلاند.
يهدف المؤتمر إلى تحديد المرشحة الرئاسية للحزب، وهي هاريس، بشكل رسمي، بالإضافة إلى تيم والز كمرشح لمنصب نائب الرئيس، ويعد فرصة لعرض برنامج الحزب الديمقراطي تجاه القضايا الداخلية والخارجية.
-
لماذا يُعقد المؤتمر في شيكاغو، إلينوي؟
يساهم المؤتمر في تنشيط المدينة المستضيفة، وتعد عملية اختيار موقع المؤتمر معقدة، إذ يفضل البعض اختيار مدينة تكون في ولاية استراتيجية متأرجحة لزيادة فرص الفوز في الانتخابات، أو مدينة ديمقراطية مثل شيكاغو وإلينوي، التي أصبحت أحد أهم الولايات التي تصوت للحزب الديمقراطي خلال العقود الأربعة الأخيرة.
ولم يتمكن أي مرشح جمهوري من الفوز بها منذ فوز الرئيس رونالد ريغان في عام 1984.
-
ما أهم مهام المؤتمر؟
سيجتمع الآلاف من الديمقراطيين في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لصياغة الأجندة الانتخابية لعام 2024.
تم بالفعل تحديد البطاقة الانتخابية للحزب الديمقراطي، مما يتوقع معه تقديم برنامج سياسي أكثر وضوحاً، في إطار عرض يحظى به الحضور ويتناسب مع البث التلفزيوني، مع التأكيد على الوحدة داخل الحزب.
شهدت العقود الأخيرة تحول المؤتمرات العامة لكل حزب إلى فعاليات تُشبه المهرجانات الرياضية أو حفلات الأوسكار، حيث يتابعها ملايين الأشخاص عبر التلفاز أو الهواتف المحمولة.
على الرغم من الأجواء الاحتفالية، لا تكتمل أي مناسبة حزبية دون إنجاز مجموعة من المهام الأساسية، مثل:
- اختيار مرشحي الحزب رسمياً للرئاسة ونائبها.
- زيادة الحماس للبطاقة الانتخابية.
- الموافقة على برنامج يحدد مواقف الحزب تجاه القضايا الداخلية والخارجية.
- إتاحة الفرصة لشخصيات واعدة داخل الحزب للظهور على المستوى الوطني.
-
ما أهم رسائل المؤتمر؟
بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق رغم فوزه بأغلبية أصوات المندوبين، لم تواجه نائبة الرئيس كامالا هاريس أي تحديات جادة داخل الحزب. بايدن حسم السباق بشكل مبكر دون منافسة تذكر.
بفضل وحدة الحزب في دعم ترشيح هاريس، من المتوقع أن تسير عملية تصويت المندوبين لصالحها بسلاسة، لكن القلق يتأتى من التظاهرات الكبرى المتوقعة في شوارع شيكاغو.
تركيز المؤتمر سينتقل حال انتخاب هاريس وتداول التصويت الروتيني إلى أهداف أخرى، مثل توجيه الانتقادات للمرشح الجمهوري دونالد ترامب وتحذير الناخبين من مخاطر إعادة انتخابه.
في الفترات السابقة، كانت المؤتمرات فرصة لتبادل الأفكار والخبرات بين ممثلي الحزب من مختلف الولايات ومحاولة بناء شبكات حزبية تتجاوز الحدود.
-
من يشارك في المؤتمر؟
يجمع المؤتمر ما لا يقل عن 50 ألف شخص من جميع الولايات، بما فيهم 3979 مندوباً خاصاً، بالإضافة إلى كبار المسؤولين السابقين من الحزب الديمقراطي، ورؤساء ونواب سابقين، وأعضاء كونغرس حاليين وسابقين، وموظفي الجهة التشريعية من مختلف الولايات، فضلاً عن الآلاف من شركات ومنظمات اللوبي، بالإضافة إلى الصحفيين والمتظاهرين.
ويتحدث في المؤتمر الرئيس جو بايدن، إلى جانب الرئيسين السابقين الديمقراطيين باراك أوباما وبيل كلينتون.
-
ما أهم نقاط برنامج الحزب الديمقراطي الذي سيتم التطرق إليه خلال المؤتمر؟
عملياً، يعقد المؤتمر العام بعد أن يكون المرشح قد قضى شهوراً في وضع أولويات سياسته، لكن نائبة الرئيس هاريس بدأت حملتها فقط في 21 يوليو/تموز الماضي. مع انطلاق أعمال المؤتمر، إليك بعض النقاط الرئيسية في البرنامج التي تعهدت بها:
-
الاقتصاد
قدمت هاريس خطابها الرئيسي حول كيفية معالجة ارتفاع تكاليف الحياة، حيث وعدت بتخفيض الأسعار دون زيادة الضرائب على من يكسبون أقل من 400 ألف دولار سنوياً.
-
قضية حق الإجهاض
بعد إلغاء المحكمة العليا حق الإجهاض على المستوى الفيدرالي في 2022، أصبحت هاريس المتحدثة الرئيسية لإدارة بايدن لاستعادة حقوق الإجهاض، حيث دعت الكونغرس للتشريع في هذا الشأن.
-
الرعاية الصحية
دعمت هاريس جهود إدارة بايدن للتفاوض على أسعار أقل للأدوية وذكرت أنها ستعمل على توسيع برامج التأمين الصحي.
-
قضية الهجرة غير النظامية
أكدت هاريس دعمها لإصلاح شامل لقوانين الهجرة، معلنة نيتها توفير مسار للحصول على الجنسية للمهاجرين.
-
السياسة الخارجية
لم تكشف هاريس عن رؤية شاملة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لكن يُتوقع منها تبني مواقف بايدن السابقة بشأن قضايا الأمن الأوروبي والعلاقات مع حلف الناتو والتهديدات من الصين.
-
كيف تنعكس قضية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على أعمال المؤتمر؟
يبدو أن القلق يزداد بين المسؤولين الديمقراطيين بسبب تنظيم مظاهرات كبيرة مؤيدة للفلسطينيين أمام مقر المؤتمر، مما قد يتسبب في تصاعد التوترات أو حتى اندلاع أحداث عنف.
يسترجع العديد مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو عام 1968، الذي كان له تأثير سلبي على الحزب بسبب الفضائح والمواجهات العنيفة. في الوقت الحالي، تأمل حملة كامالا هاريس بتحقيق هدنة لإنهاء الصراع في غزة لتخفيف الضغط على مؤتمر الحزب.
دعت هاريس في تصريحاتها مؤخراً إلى ضرورة إدراك الخسائر الفلسطينية، مؤكدة دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
رابط المصدر