مؤرخ أميركي: واشنطن أهدرت الفرصة التي خلفتها أحداث 7 أكتوبر
7/10/2024
–
|
آخر تحديث: 7/10/202410:23 م (بتوقيت مكة المكرمة)
لإلقاء الضوء على كيفية تناول واشنطن لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وما إذا كانت قد شكلت فرصة ضائعة، ولماذا تساند إسرائيل بهذا الشكل الاستثنائي، استطلعت الجزيرة نت آراء أسامة خليل، أستاذ التاريخ بكلية ماكسويل للمواطنة والشؤون العامة بجامعة سيراكيوز في نيويورك.
**التحديات التي تعقب 7 أكتوبر**
خليل هو مؤرخ للأمور الخارجية الأمريكية والشرق الأوسط، وله كتاب بعنوان “قصر الأحلام الأمريكي: خبرة الشرق الأوسط وصعود دولة الأمن القومي”، الذي نُشر عام 2016. بعد أحداث 7 أكتوبر، واجه خليل هجوماً عنيفاً من جماعات يهودية بسبب موقفه المعارض للعدوان على غزة.
**تأثير أحداث 7 أكتوبر على سياسة الولايات المتحدة**
سألنا خليل عن تأثير 7 أكتوبر على السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، فقال إن الأحداث لم تغير الخطوط العريضة لهذه السياسة بل أعادت قضية تقرير المصير الفلسطيني إلى الواجهة بعد سنوات من التقليل من شأنها. حيث استمرت إدارتا ترامب وبايدن في إعطاء الأولوية لاتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية على حساب الحقوق الفلسطينية، بينما استمرت واشنطن في دعم إسرائيل بشكل كبير بعد 7 أكتوبر، من إرسال مساعدات عسكرية إلى دعم سياسي في المحافل الدولية.
**ردود الفعل العربية وتأثيرها**
وعن موقف الدول العربية، أشار خليل إلى أن الردود كانت غير فعالة، موضحاً أن الولايات المتحدة وإسرائيل نجحتا في تقليل الدعم الفلسطيني منذ اتفاق أوسلو. ورغم أن الحرب على الإرهاب والثورات العربية أضعفت الأولوية التي كانت تعطى للقضية الفلسطينية، فإن الدول العربية ظلت تعتمد على الدعم الأمريكي ولم تعبر عن شيء سوى الإحباط.
**فهم الولايات المتحدة لهجمات 7 أكتوبر**
أما عن فهم واشنطن لهجوم 7 أكتوبر، وصفه خليل بأنه مقصور على منظور الإرهاب، حيث لم تعترف النخب الأمريكية بحقوق الفلسطينيين. وأشار إلى أن التصريحات الرسمية تجاه الفلسطينيين كانت تفتقر إلى الإنسانية وتعمل على التقليل من عدد القتلى الفلسطينيين، بينما كان هناك تعاطف واضح مع الإسرائيليين المحتجزين.
## تصاعد الوضع الإنساني في غزة
تسبب القصف العشوائي الإسرائيلي على غزة في تدمير 902 عائلة فلسطينية بالكامل، في حين أن 1,364 عائلة عانت من فقدان فرد واحد فقط. كما أصبح أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني يتيمًا نتيجة النزاع. تحذر المنظمات الإنسانية من أن العدد الإجمالي للضحايا قد يتجاوز 41,700، وقد يكون العدد الفعلي أكبر بأربعة إلى خمسة أضعاف. مع اقتراب فصل الشتاء، يزداد القلق من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
تشير التقارير إلى أن أكثر من مليون فلسطيني تم تهجيرهم من منازلهم، حيث عانى الكثير منهم من التهجير المتكرر خلال العام الماضي. في سبتمبر/أيلول الماضي، لم يحصل أكثر من 1.4 مليون شخص على حصص غذائية. وقد قُتل العديد من الأطباء والمعلمين والمهنيين على يد القوات الإسرائيلية، وتم تدمير البنية التحتية للمدن الفلسطينية بما في ذلك المستشفيات والمدارس.
الموقف الأميركي تجاه الأوضاع في غزة
بينما ترفض إدارة بايدن الاعتراف بما خلصت إليه محكمة العدل الدولية بشأن جرائم الإبادة الجماعية في غزة وجرائم الحرب المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تسعى واشنطن لتفكيك حركة حماس ومعاقبة الفلسطينيين. لم تكن الجهود الأميركية للتفاوض جدية، بل كانت تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية محلية وسط تزايد الاستياء من الحرب.
تأثير الانتخابات الأميركية على سياسة الشرق الأوسط
من المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بشكل كبير على سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. إذا فاز ترامب، سيعترف بضم إسرائيل للضفة الغربية وغزة، بينما إذا فازت كامالا هاريس، ستستمر السياسات الإسرائيلية مع بعض الاعتراضات الخفيفة. على الرغم من ذلك، قد لا يحدث أي تغيير جذري تجاه القضية الفلسطينية.
يسود انقسام متزايد في وجهات النظر حول استمرار الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، حيث تتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة من مختلف شرائح المجتمع الأميركي، بما في ذلك الناخبون الشباب.
فشل إدارة بايدن في تهدئة النزاع
على الرغم من تصريحات إدارة بايدن بأنها تهدف إلى منع تصعيد الصراع، فإن سياساتها كانت تعزز من هذا التصعيد. بدلاً من السعي لوقف إطلاق النار، طالبت إدارة بايدن حماس بالاستسلام. وكانت هناك محاولات لتضليل الإعلام والجمهور الأميركي بشأن علاقة الصراع مع الجهات الأخرى في المنطقة.
في لبنان، اتضح أيضًا فشل السياسات الأميركية عندما وافق الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، على وقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل استغلت هذا لشن المزيد من الهجمات، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع في المنطقة.
فرصة دبلوماسية ضائعة
شكلت هجمات 7 أكتوبر فرصة للولايات المتحدة للتدخل الدبلوماسي، لكن إدارة بايدن اختارت دعم العملية العسكرية الإسرائيلية بدلًا من تسهيل الحوار. كما تم إحباط جهود رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاستئناف المفاوضات، فيما عُرقلت محاولات محاسبة إسرائيل على انتهاكات حقوق الإنسان.
مستقبل القضية الفلسطينية
في ظل استمرار الضم الإسرائيلي والدعم الأميركي لهذه السياسات، يُتوقع أن ينخرط الفلسطينيون في نضال واسع من أجل الحقوق المدنية والمساواة. هذا يمكن أن يكشف حقائق الفصل العنصري ويعقد الأمر على المؤيدين لإسرائيل في الساحة الأميركية والأوروبية.
مع تصاعد الإبادة الجماعية في غزة وتوسع النزاع الإقليمي، يبدو أن الحقائق على الأرض ستعيد تشكيل المناقشات حول القضية الفلسطينية في المستقبل القريب.