مؤشرات ايجابية بعد توتر.. غروسي يشارك في مؤتمر نووي بإيران

Photo of author

By العربية الآن



مؤشرات ايجابية بعد توتر.. غروسي يشارك في مؤتمر نووي بإيران

director general of the international atomic energy agency (iaea) rafael grossi speaks during the international conference on nuclear science and technology in isfahan on may 7, 2024. (photo by atta kenare / afp)
غروسي حذر سابقا من أن إيران على مسافة أسابيع من امتلاك أسلحة نووية (الفرنسية)

طهران- حضر المؤتمر الدولي الأول للعلوم والتكنولوجيا النووية الإيرانية، الذي انعقد في أصفهان وسط البلاد، اهمية خاصة في ظل تواجد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي اجرى مباحثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني محمد إسلامي بشأن العلاقات بين الجانبين.

وشارك في المؤتمر ممثلون من عدة دول مثل المجر وروسيا وفنزويلا وزيمبابوي وغيرها، وتم خلاله مناقشة موضوع الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، وضمانات الأمان في المنشآت النووية.

وينتهي المؤتمر اليوم الأربعاء من اعماله،في الوقت الراهن تواجه منطقة غرب آسيا تحديات في هذا الجانب، حيث أثارت موضوع السلامة النووية الكثير من الضجة خلال العامين السابقين.

بعد هجوم روسيا على أوكرانيا واحتلال الروس لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، أصبحت “السلامة النووية” واحدة من أصعب التحديات التي واجهت مكتب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

isfahan, iran - may 07: international atomic energy organization (iaea) director general rafael mariano grossi (l) and head of iran's atomic energy organization mohammad eslami (r) shake hands before the joint press conference after their meeting in isfahan, iran on may 07, 2024. (photo by fatemeh bahrami/anadolu via getty images)
أجرى غروسي (يسار) محادثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي (الأناضول)

ظل الحرب

من ناحية أخرى، يتم عقد هذا المؤتمر في إيران ولم تنجح منطقة غرب آسيا حتى الآن في التخلص تمامًا من الظل الكبير لاحتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل.

ووفقًا للتقارير، قامت إسرائيل بشن هجوم خفيف ومنظم، على ما يبدو، على أحد القواعد العسكرية في إصفهان التي احتضنت المؤتمر، ردًا على التصعيد الإيراني بعد هجوم تل أبيب على القنصلية الإيرانية في سوريا.

في الوقت الذي ازدادت فيه التوترات بين إيران وإسرائيل، ظهرت تكهنات حول احتمال تكرار الهجمات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، والتي قد تؤدي إلى تغيير استراتيجية إيران النووية، وبالتالي بدء إنتاج السلاح النووي.

وعلى الرغم من التكهنات، أكد العديد من المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، أنه لم يحدث أي تغيير في استراتيجية الدفاع الإيرانية، وأنه لا مجال للأسلحة النووية في هذه الاستراتيجية.

تأتي زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران بعد عدة أيام من تصريحه بأنه لا يمكن أن يمر كثيرًا من الوقت، وليس شهورًا، حتى تمتلك إيران السلاح النووي.

انفراجة

أجرى غروسي، خلال زيارته الأولى لإيران منذ مارس/آذار 2023، محادثات “مهمة” مع السلطات التي جاهزة لاتخاذ إجراءات فعلية بعد عام ونصف من تدهور العلاقات بين الجانبين.

تسبب تدهور العلاقات السابق بين طهران والوكالة المشرفة على برنامج إيران النووي في تقليل الفحوصات بشكل كبير، وفصل كاميرات المراقبة، وسحب اعتماد بعض الخبراء.

تتضارب القراءات حول الملف النووي الإيراني قبيل الاجتماع الثاني لمجلس حكام وكالة الطاقة الذرية المقرر عقده في فيينا في يونيو/حزيران المقبل، مع وصف الجانب الإيراني المحادثات مع غروسي بأنها “إيجابية”.

وفي سياق آخر، أشار الأستاذ في العلاقات الدولية هادي محمدي إلى أن دعوة إيران لغروسي وقبولها تلك الدعوة يوحي برغبة الطرفين في حل المشكلات بينهما والتعاون المثمر رغم الضغوط الغربية على غروسي لمنعه من السفر إلى إيران حتى تغيير سلوكها.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن لغروسي مطالب من إيران، بعضها غير متماشي مع دستورها، والبعض الآخر يرتبط بقرارات السلطات في طهران حول حضور مراقبي الوكالة الدولية، موضحًا أن هناك 130 مراقبًا دوليًا حاليًا في إيران.

وبخصوص تخصيب اليورانيوم، استأنفت إيران التخصيب بنسبة 60% بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، مما أدى إلى عدم الالتزام بشروط الاتفاق.

ضغوطات سياسية غير نووية

اعتبر الدكتور في قضايا العلاقات الدولية عباس أصلاني أن التوترات الحالية بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية هي ضغوطات سياسية بالدرجة الأولى أكثر من كونها تقنية ونووية، وتأثرت بالأحداث السياسية في العالم والمنطقة.

وأضاف، في حديثه لموقع الجزيرة نت، أن الحوارات التي دارت مع المسؤولين الإيرانيين كانت ذات أهمية بالغة، حيث تناولت مسائل تقنية وكذلك سياسية.

وأوضح أن طهران تروج لفكرة أن الوكالة يجب أن تلتزم بالقضايا التقنية دون التدخل في الشؤون السياسية، بينما يضغط الغرب على الوكالة لتعامل مع طهران بطريقة يعتبرها طهران غير مشروعة.

وفيما يتعلق بالجانب التقني والجانب السياسي، يقول أصلاني إن طهران تسعى للحفاظ على فرص الدبلوماسية مفتوحة لرفع العقوبات عنها، وتود الوكالة الاحتفاظ بأبواب المنشآت النووية الإيرانية مفتوحة أيضًا، مع بذل جهود مستمرة لإعادة إحياء الاتفاق النووي.

ووفقًا لأصلاني، لا يرغب الغرب في حل القضايا المعقدة بين إيران والوكالة في هذا الزمان على وجه التحديد، لأنهم غير مستعدون سياسيًا لإعادة إحياء الاتفاق النووي، وكذلك لا تريد الولايات المتحدة توقيع اتفاق نووي قبل الانتخابات القادمة.

واعتبر الأكاديمي الإيراني أن “الفترة المقبلة تم تشخيصها بتفاؤل، لكنها ستتواصل بالخطوات العملية من الطرف الإيراني على صعيد التقنية، ومن الجانب الغربي على صعيد السياسة”.

بحث التفاصيل

في مؤتمرهما الصحفي المشترك في اليوم الثاني من المؤتمر النووي الدولي في أصفهان، أكد كل من رافائيل غروسي ومحمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد على الفور خلال الاجتماع، وأشارا إلى البيان المشترك الذي صدر في مارس/آذار 2023 باعتباره وسيلة لتعزيز التعاون بين الوكالة وإيران.

ويتضمن البيان لعام 2023 التزام إيران بحل القضايا المرتبطة بالمواقع التي لم تزرها الفرق المفتشة بعد حول الأنشطة النووية الإيرانية المحتملة غير المعلنة، مما سيسمح للوكالة “بإجراء تحقيقات إضافية وأنشطة مراقبة مناسبة”.

وقدم غروسي وإسلامي تفاصيل محدودة عن المناقشات الجارية في بيانهما، على الرغم من أن غروسي أشار إلى أن الفرق التقنية من الطرفين تخضع لمناقشة التفاصيل.

ووفقًا لوكالة “إيسنا” الإيرانية، قال غروسي “إننا نمر بفترة حرجة، وهو ما يدفعنا نحو انطلاق أنشطة جديدة بين إيران والوكالة”، وأضاف “قدمنا لإيران اقتراحًا يتضمن خطوات عملية، ويتم تحديد تلك الخطوات العملية الثنائية في اجتماع منفصل”.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.