مئات الأشخاص يفرون من مدينة حمص السورية مع تقدم المتمردين نحو الجنوب

Photo of author

By العربية الآن



CNN
 —

تزايد النزوح في مدينة حمص السورية

شهدت المدينة السورية المركزية حمص نزوح المئات من سكانها في ليلة الخميس، حيث يسعى المتمردون المعارضون للنظام للزحف جنوبًا نحو العاصمة دمشق.

أظهرت مقاطع الفيديو التي التقطت خلال الليل مئات المركبات تتكدس على الطريق الرئيسي للخروج من حمص، مع استعداد المدينة لاحتمال اندلاع العنف خلال الاشتباكات بين المتمردين والنظام.

التقدم العسكري للمتمردين

بعد الاستيلاء على مدينة حماة إلى الشمال يوم الخميس، ركز المتمردون أنظارهم على المدينة الاستراتيجية حمص، والتي إذا سقطت في أيديهم، ستقسم الأراضي التي تحت سيطرة الرئيس بشار الأسد إلى قسمين.

قال متحدث باسم المتمردين يوم الخميس: “شعبنا البطل في حمص، لقد جاء وقتكم.”

الهدف الأساسي للمتمردين

قال أبو محمد الجولاني، زعيم المتمردين، في حديثه حصريًا مع CNN، إن هدف الاتحاد الثوري في سوريا هو الإطاحة بنظام الأسد الذي يهيمن عليه لعقود.

وصرح الجولاني قائلاً: “عندما نتحدث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة هو إسقاط هذا النظام. من حقنا استخدام جميع الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف.”

التوترات داخل مدينة حمص

تحتوي حمص على عدد كبير من السكان العلويين، الذين هم من أتباع نظام الأسد، والعديد منهم يخشون الانتقام من المتمردين الإسلاميين الذين يتهمون العلويين بالسيطرة على البلاد ودعم قمع الأسد للانتفاضة.

الوضع القتالي وتأثيره على المدنيين

بعد خروجه من جيبه في منطقة إدلب شمال غرب البلاد، تمكن المتمردون من الاستيلاء على حلب خلال ثلاثة أيام وحماة خلال ثمانية، مع مقاومة ضئيلة من قوات النظام التي كانت غير مستعدة للهجوم المفاجئ.

لم يتضح بعد ما إذا كانت القوات النظامية ستتمكن من الدفاع عن مدينة حمص، الواقعة على بعد حوالي ساعة بالسيارة جنوب حماة. إذا تمكن المتمردون من السيطرة على حمص، فسوف يعني ذلك أنهم فعليًا قسموا نظام الأسد إلى منطقتين: واحدة على الساحل والأخرى في دمشق.

ولم تتمكن CNN من الوصول إلى عدة جهات اتصال في حمص يوم الجمعة، وسط تقارير عن انقطاع الإنترنت مع اقتراب المتمردين من المدينة.

وقد قوبل تقدم المتمردين بفرح من قبل العديد من سكان المدن التي تم الاستيلاء عليها حديثًا، الذين عاشوا تحت حكم النظام لسنوات. أظهرت مقاطع الفيديو التي تم تحديد موقعها بواسطة CNN مقاتلي المتمردين.

### تقدم الثوار في حماة

**تأهب وفرحة أهل حماة**

عبر مقاتلون عن فرحتهم، وكانوا في حالة من disbelief، أثناء دخولهم مدينة حماة. أحدهم قال وهو يصور نفسه قرب دوار العاربة: “يا رفاق، بلدي يتم تحريره. أقسم بالله، نحن داخل مدينة حماة، نحن في مدينة حلب.”

**تحرير السجناء**

أكد الثوار، بقيادة جماعة “هيئة تحرير الشام”، أنهم حرروا المئات ممن تم احتجازهم بشكل خاطئ من السجن المركزي في حماة. يذكر أن المدينة كانت مسرحًا لأحد أكبر المجازر في سوريا عام 1982، حينما أمر الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، الجيش بسحق تمرد هناك.

![أهل حماة عند دخول الثوار المدينة](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/gettyimages-2187878399.jpg?c=original)
*أهل حماة يصفقون مع تدفق الثوار إلى المدينة التي تم إخمادها يوم الجمعة.*
*الصورة: محمد حاج قدور/ AFP/Getty Images*

**تصريحات زعيم هيئة تحرير الشام**

في مقابلة مع شبكة CNN، قال الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، أن هدف جماعته هو إنشاء حكومة تعتمد على المؤسسات و”مجلس مُنتخب من الشعب”.

**تحولات مفاجئة في الصراع السوري**

رغم أن فكرة انهيار سريع لنظام الأسد كانت بعيدة المنال قبل أكثر من أسبوع، إلا أن الجولاني شدد على أن “بذور هزيمة النظام كانت دائمًا موجودة فيه… الإيرانيون حاولوا إنعاش النظام، مما أخر هزيمته، وفيما بعد، حاول الروس دعم النظام. لكن الحقيقة تبقى: هذا النظام ميت.”

**عودة الصراع والفوضى**

أعادت الهجمات الأخيرة إحياء حرب أهلية كانت قد خمدت لفترة. بدأت الصراع عام 2011، بعد أن قام الأسد بسحق الاحتجاجات السلمية المطالبة بالديمقراطية خلال الربيع العربي. وتصاعدت المعارك مع تدخل قوى إقليمية وعالمية، بما في ذلك السعودية وأمريكا وإيران وروسيا، مما حول النزاع إلى ما وصفه مراقبون بـ “حرب بالوكالة.”

**خسائر الحرب**

وفقًا للأمم المتحدة، قتل أكثر من 300,000 مدني في أكثر من عشر سنوات من الحرب، مع تهجير الملايين في جميع أنحاء المنطقة.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.