تتوالى التصريحات من قادة المعارضة الفنزويلية التي تدّعي أن “أيام نظام مادورو معدودة”. وخلال هذه الفترة، حذرت القوى السياسية الأميركية، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، من أن “كل الخيارات مطروحة”. من جانبه، نشر تقرير للأمم المتحدة يشير إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها الحكومة، بالإضافة إلى قمع المعارضة السياسية بالأساليب التعذيب والترهيب.
ورغم التحذيرات الدولية، يبدو أن مادورو يستعد ليجدد ولايته الرئاسية مطلع العام المقبل، حيث قرر تقديم موعد احتفالات الميلاد إلى هذا الشهر. وتُزيّن شوارع العاصمة كاراكاس بأضواء وأجواء احتفالية، بينما يتمكن 8 ملايين فنزويلي من مغادرة البلاد بحثاً عن لقمة العيش، في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية بائسة.
شعور بالبهجة وسط التوتر
في شوارع العاصمة، يتجاهل المواطنون شجرة الميلاد الكبيرة المضيئة بألوان العلم الفنزويلي. بينما تشتكي سيليا، صاحبة متجر قريب، قائلة: “هذا قد يجلب فرحة مؤقتة للأطفال، لكن البلاد على شفا انفجار يظل الجميع بلا مبالاة تجاهه”.
تقديم موعد الاحتفالات ليس جديدًا على مادورو، بل أصبح سمة معتادة كلما ظهرت أزمة. ومنذ عام 2018، لجأ إلى هذا التكتيك لإضفاء أجواء تمتاز بـ”الطبيعية” على حالة البلاد المتأزمة.
بينما عرضت المعارضة “شجرة ميلادها” عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تزينت بصور تُظهر فوز مرشحها إدموندو غونزاليس، مسجلاً 67٪ من الأصوات، بحسب تقرير مركز “كارتر”. هذه الأجواء لم تعِق مادورو عن الظهور في وسائل الإعلام مع الاحتفالات، متجاهلاً الإدانات الدولية.
انتظار المعارضة
أعلن مرشح المعارضة في المنفى أنه يدرس العودة إلى فنزويلا ردًا على قرار مادورو. وبالحديث مع قادة المعارضة الموجودين في سفارتي إسبانيا والأرجنتين، كان الجميع يعبر عن تفاؤله بإمكانية تراجع النظام قبل بدء ولايته الجديدة في يناير.
على الرغم من ذلك، لا يقدم أحد أدلة أو حجج مقنعة، حيث يعتمد الأمل على زيادة الضغط الخارجي واحتجاجات الشعب.
أحدث التقارير الحقوقية، أظهرت وجود حوالي ألفي معتقل سياسي، وهو رقم زاد بشكل كبير بعد الانتخابات الرئاسية. فنزويلا تأتي في المقدمة من حيث عدد المعتقلين السياسيين في أميركا اللاتينية.
تشير التقارير الدبلوماسية إلى استمرار عمليات القمع والمداهمات، بينما توجه النيابة اتهامات للمعارضة بالتخطيط لأعمال عنف.
وأمام تزايد عدد المعتقلين، أطلق مادورو برنامجًا لتوسيع بعض السجون. بينما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الحكومة كثفت جهودها لقمع الاحتجاجات السلمية، مما يساهم في أزمة حقوق الإنسان الحالية.
ما بعد الانتخابات
مع اقتراب موعد ولاية مادورو الجديدة، يبقى الفنزويليون حذرين بشأن الأحداث المستقبلية. كما يترقب الكثيرون خطوات زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، التي لا تزال مختفية ولكن متوعدة بتغيير قريب.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}