ما أضيق الحياة بدون مساحة الأمل!

Photo of author

By العربية الآن



ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!

blogs- التفاؤل
الأمل هو العاطفة الإيجابية الوحيدة التي تزداد قوة في ظروف السلبية أو عدم اليقين (مواقع التواصل)

يقول مارتن لوثر كينغ: “إذا فقدت الأمل، فإنك بطريقة ما تفقد الحيوية التي تجعل الحياة تستمر، وتفقد الشجاعة للوجود، وهي خاصية تساعدك على الاستمرار بغض النظر عن العراقيل.”

### تعريف الأمل

يُعرف الأمل في اللغة بالرجاء، كونه شعور تفاؤلي يترجم لدى الإنسان بتوقع نتائج إيجابية رغم تقلبات الحياة، حتى وإن بدت هذه النتائج صعبة أو مستحيلة. فهو ميول للتركيز على الجوانب الإيجابية للأحداث، وتوقع أفضل النتائج، مما يحافظ على نظرة إيجابية إزاء الحياة.

قد قيل إن الإنسان يمكنه العيش أربعين يوماً بلا طعام، وأربعة أيام دون ماء، وأربع دقائق من دون هواء، ولكنه لا يستطيع العيش أكثر من أربع ثوانٍ دون أمل!

مع التفاؤل والأمل يتم استثمار الطاقات والإمكانات لتحقيق الأهداف بفاعلية، مما يعزز روح العزم والتصميم والمثابرة لبناء قدرات مواجهة الصعوبات.

### الفرق بين التفاؤل والأمل

في كتابه “كرامة الاختلاف”، أكد جوناثان ساكس أن الفارق بين التفاؤل والأمل جوهري؛ فالتفاؤل هو الاعتقاد بأن الأمور ستتحسن، بينما الأمل هو الإيمان بقدرتنا على تحسين الأمور معًا. لذا، فإن التفاؤل يُعتبر فضيلة سلبية، بينما الأمل هو قوة إيجابية تتطلب شجاعة كبيرة.

الأمل والتفاؤل هما شعوران يرتبطان إيجابياً، حيث يعزز كل منهما الآخر في علم النفس. التفاؤل ينتج عنه أمل، وفي المقابل، يزيد الأمل من التفاؤل.

بغض النظر عن الخسائر أو الصعوبات، يوفر التفاؤل والأمل وسائل فعالة لمواجهة التحديات.

التشاؤم واليأس يبقيان الشخص دون حراك؛ يقول الله، عز وجل: {ولا تقنطوا من رحمة الله}. إن الأمل مرتبط بالإيمان، أما اليأس فهو رفيق للكفر.

الأمل هو القوة الوحيدة التي تتصاعد في ظروف السلبية أو الشك.

الأشخاص المتفائلون والأملاء هم أقل عُرضة للأمراض المزمنة والموت المبكر، فالتفاؤل يُعتبر قوة نفسية واجتماعية تساعد على إطالة العمر.

### كيف نزرع الأمل في حياتنا؟

  • بتعليق قلوبنا بالله تعالى، والتوكل عليه.
  • بتعاطفنا مع ذاتنا، فالمتفائلون يميلون إلى التعاطف مع أنفسهم.
  • بتحوير تفكيرنا وإيجاد ما يجعلنا ننتظر الأفضل.
  • باختيار الأمل ومنح أنفسنا القدرة على رؤية الخيارات البديلة.
  • بتفادي السلبية من خلال مصاحبة المتفائلين.
  • بتقبل فكرة أن الحياة تتغير، وأن الأوقات الصعبة ستزول.

قد تكون خسائر الحياة مؤلمة، ولكن أسوأ ما يُمكن أن نواجهه هو فقدان الأمل.

### وأخيرًا

في زمن الاضطرابات والشكوك، يُفضل كثيرون الانزواء بدل مواجهة مشكلات الحياة. لكن، على الرغم من كل المصاعب، يُظهر البشر قدرة على إيجاد الأمل، كنافذة تُفتح نحو الحياة وتجعلنا نتطلع إلى ما هو قادم.

املأ روحك بالأمل؛ فهو يطرد اليأس ويخفف من أعباء الحياة. الميل بالنسبة لليائس يفوق الألف ميل، أما للمتفائل، فلا يتجاوز بضعة أمتار. الأمل هو حافز نفسي يُساعد على التكيف مع الظروف، وهو السبيل للخروج من ظلمات اليأس.

خسائر الحياة ليست بالسهلة، ولكن خسارة الأمل هي الأكثر قسوة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.