ما الطلبات التي تضعها روسيا على خاركيف وأوديسا؟ هل نظام باتريوت يعيقها؟
فيما على الحدود مع خاركيف، تقوم روسيا منذ شهور بتجميع قوات ضخمة، على مقربة من مدينة كوبيانسك الاستراتيجية التي استعادتها أوكرانيا بالإضافة إلى عدة مدن وقرى خلال شهر سبتمبر/أيلول من عام 2022.
وبناءً على ما ذكره المتحدث باسم مديرية الاستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية، فإن روسيا تجمع هناك 35 ألف جندي، وتخطط للزيادة إلى 50 أو 70 ألف جندي، مع إمكانية إضافة 15-20 ألف شخص مدرب.
هذه الأعداد -حسب الإفادة الرسمية- غير كافية للاستيلاء على خاركيف (ثاني أكبر
مدن في أوكرانيا (أوكرانيا)، رغم أنها غير كافية لتنفيذ “عملية الدخول والخروج” في خاركيف وسومي المجاورة، والمقرر أن تبدأ في أواخر شهر مايو أو بدايات شهر يونيو.
حلب كنموذج
ووفقًا لمسؤولين وخبراء عسكريين، يكمن الهدف من الهجوم على خاركيف في التخريب والاستطلاع وتحويلها إلى “منطقة رمادية” تقلل الضغط على بيلغورود الروسية وجبهات إقليم دونباس.
ويوضح الخبير العسكري دينيس بوبوفيتش، أثناء حديثه مع الجزيرة نت، أن خاركيف أصبحت مصدر قلق للروس، حيث كسرت قوتهم في بداية الحرب، وأصبحت نقطة انطلاق للصواريخ والمسيرات ضدهم في العمق، خاصة نحو بيلغورود المجاورة.
أوديسا.. لماذا؟
على الرغم من بُعد أوديسا عن احتمالية الاجتياح، إلا أنها -على حد قول الخبراء- تعد من أكثر المناطق تأثيرًا على الروس في بحر الأسود جنوبًا، وخاصة بعد صعوبة حصارها.
ويتضح ذلك من خلال استئناف الموانئ للعمل دون رقابة روسية وإطلاق المسيرات منها (على حد قول موسكو)، وتدمير عدة سفن تابعة للأسطول الروسي في البحر.
ويفسر ذلك جزئيًا اهتمام الروس بضرب أوديسا، إلا أن الخبير في “المعهد الأوكراني للمستقبل” إيهور تيشكيفيتش ينظر إلى الأمر من زوايا مختلفة، مشيرًا إلى أنها ثالث أكبر 3 مدن تهم روسيا بعد كييف وخاركيف، وتمثل رمزًا تاريخيًا لنجاح الروس على الغرب في الحرب العالمية الثانية.
حلول في كييف
الحل لأوكرانيا يمكن أن يكون في تزويد أنظمة الدفاع الجوي الأميركية الفعالة “باتريوت”، وتسريع وصول طائرات “إف 16” التي يُدرَّب عليها الأوكرانيون.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بانتقاد من تأخر الدعم الغربي، إن “غياب أنظمة باتريوت في سماء خاركيف ليس له تفسير عقلاني على الإطلاق، على الرغم من توفر أعداد كبيرة منها في العالم”، مشيرًا إلى ضرورة توفير 25 نظامًا باتريوت مع 6-8 قاذفات لكل منها لحماية سماء أوكرانيا بشكل كامل.
وفقًا لخبير في مركز “مقاومة الإعلام”، أولكسندر كوفالينكو، “من غير المرجح حل مشكلة الهجمات الصاروخية من خلال نشر باتريوت، خاصة مع وجود صواريخ “إس 300″ التي تمتلكها روسيا بأعداد كبيرة، وقد يصبح اعتراضها مكلفًا للغاية بالنظر إلى قلة الصواريخ الدفاعية المتوفرة حاليًا”.
ومع ذلك، يعتقد رئيس مركز الدراسات العسكرية أولكسندر موسينكو أن المهمة لن تكون سلسة في خاركيف حتى لو كانت هذه الأنظمة متوفرة، موضحا أن “نظام الحماية واحد بمصاعد ثمانية سيلبي الغرض في خاركيف، خاصة إذا شمل المناطق السكنية المتوسطة والصغيرة”.
ويضيف قائلاً “يجب أن تظل هذه الأنظمة نشطة، ووجودها بالقرب من الحدود الروسية سيجعلها هدفاً سهلاً، لذلك يبقى هناك نقطة ضعف، ومن الضروري إيجاد توازن بين تغطية سماء خاركيف وعدم تعريض أنظمة الدفاع الجوي للخطر”.
وبحسب ما قاله موسينكو، فإن الدفاع عن خاركيف يجب أن يشمل عوامل متعددة، منها تنفيذ عمليات جديدة من قبل ما سماهم “المتطوعون الروس” داخل روسيا، ونقل الصراع إلى أراضي منطقة بيلغورود وتدمير ترسانتها العسكرية والبنية التحتية فيها، واستهداف المطارات العسكرية والطرق اللوجستية، ويأتي بعد ذلك – وفقا له – دور منظومة الحماية الأميركية “باتريوت” لحماية سماء أوكرانيا من الهجمات الروسية.