كم تحتاج من خل التفاح يومياً لإنقاص الوزن بأمان؟

يعتبر خل التفاح نوعاً من الخل المستخرج من التفاح المخمر. يُستخدم بشكل شائع في الطهي وإضافة نكهات مميزة للصلصات والتتبيلات والمخللات. على مدى العقود الماضية، حصل خل التفاح على شعبية كبيرة، حيث أظهرت الدراسات أنه قد يكون له أثر إيجابي في خفض مستوى الكوليسترول والسكر في الدم، بالإضافة إلى دعم فقدان الوزن.
كيف يساعد خل التفاح في إنقاص الوزن؟
يعتقد الخبراء أن الطعم الحامض لخل التفاح، نتيجة احتوائه على حمض الأسيتيك، يمكن أن يعزز الأيض ويزيد من فعالية حرق الدهون، خاصة في منطقة البطن.
دراسة لبنانية نُشرت في دورية “بي إم جيه” (BMJ) للتغذية والصحة عام 2024 أظهرت أن تناول ملعقة كبيرة يومياً من خل التفاح يساعد على فقدان الوزن وتقليل محيط الخصر والورك، فضلاً عن خفض مؤشر كتلة الجسم. شملت الدراسة 120 شاباً ومراهقاً تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عاماً، يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
قُسم المشاركون إلى أربع مجموعات تناولت جرعات مختلفة من خل التفاح (5، 10، أو 15 مليلتراً) مُخففة في 250 مليلتراً من الماء، أو مشروب وهمي، في الصباح على معدة فارغة.
بعد 12 أسبوعاً، أظهرت النتائج أن تناول خل التفاح كان مرتبطاً بانخفاض ملحوظ في الوزن ومؤشر كتلة الجسم، حيث فقدت المجموعة التي تناولت خل التفاح بين 6 و8 كيلوغرامات، مع انخفاض في مؤشر كتلة الجسم بمعدل 2.7 إلى 3 نقاط.
كما أظهرت تجربة سريرية نشرت عام 2018 أن استخدام خل التفاح قد يساهم في إنقاص الوزن، رغم أنها كانت دراسة صغيرة وقصيرة الأمد، حيث تابعت 39 شخصاً لمدة 12 أسبوعاً. تم تحليل أثر الالتزام بنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية مع خل التفاح مقارنة بنظام غذائي منخفض السعرات وحده.

وجد الباحثون أن المشاركين الذين تناولوا ملعقتين كبيرتين يومياً شعروا بفقدان ملحوظ في وزنهم، حيث بلغ معدل الخسائر 8.8 أرطال مقارنة بـ5 أرطال لمن لم يتناولوا الخل.
وفي دراسة أخرى نشرت في عام 2005، تم التأكيد على أن خل التفاح يعزز الشعور بالشبع ويقلل الرغبة الشديدة في تناول الطعام، حيث أظهرت الأدلة أن حمض الأسيتيك يبطئ من تحلل النشويات إلى سكريات، مما يساعد على استقرار مستوى السكر في الدم وبالتالي الشعور بالشبع.
استندت دراسة أخرى نشرت عام 2005 إلى المكتبة الأميركية للطب، حيث تبين أن المشاركين الذين تناولوا خل التفاح مع وجباتهم قللوا سعراتهم الحرارية اليومية بمقدار 200 إلى 275 سعراً حرارياً.
نمط حياة صحي
تعليقاً على هذه النتائج، صرحت ليندسي وولفورد، اختصاصية التغذية المسجلة، لموقع جمعية القلب الأميركية بأن هناك أدلة تشير إلى فعالية خل التفاح في إنقاص الوزن وتعزيز الشعور بالشبع، ولكننا بحاجة إلى دراسات أطول لأجل تأكيد هذه النتائج. أكدت على أن الأبحاث الحالية صغيرة وقصيرة الأمد، وينبغي ألا تُفسر كإشارة لكون خل التفاح حلاً سحرياً، بل يمكن أن يكون إضافياً لأسلوب حياة صحي.
أضافت وولفورد أن استخدام خل التفاح قد يكون مفيداً عند结合 نظام غذائي منخفض السعرات مع ممارسة الرياضة بانتظام.
خل التفاح في النظام الغذائي اليومي
يفضل استشارة مختص قبل إضافة خل التفاح إلى النظام الغذائي اليومي لمعرفة الجرعة المناسبة والأمان في الاستخدام.
طرق إضافة خل التفاح إلى نظامك الغذائي
هناك عدة طرق يمكنك من خلالها دمج خل التفاح في نظامك الغذائي:
- يمكنك إضافة ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من خل التفاح إلى كوب من الماء الدافئ، مع إمكانية تحليته بملعقة صغيرة من العسل أو إضافة رشة من القرفة لإضفاء نكهة مميزة.
- استعمل ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين من خل التفاح في وصفاتك المفضلة، مثل حساء الخضار أو الدجاج أو العدس، قبل التقديم مباشرة.
- اخلط ملعقتين كبيرتين من خل التفاح مع ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون وملعقة صغيرة من الخردل وقليل من الملح، ثم أضف الخليط إلى سلطة الخضروات، أو سلطة الكينوا، أو الخضروات المشوية.
- قم بإعداد كوب من الشاي الأخضر المغلي، وعندما يبرد قليلاً، أضف له ملعقة كبيرة من خل التفاح وملعقة صغيرة من شراب القيقب النقي وملعقة صغيرة من الزنجبيل الطازج المبشور.
ما مقدار خل التفاح الذي يجب تناوله يومياً؟
وفقاً لموقع (هيلث لاين)، فإن الكمية الموصى بها من خل التفاح لفقدان الوزن هي ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين (15 إلى 30 مل) يومياً، ويجب مزجه مع الماء، لأن تناول الخل غير المخفف قد يتسبب في حرق الجزء الداخلي من الفم والمريء.
يُفضل توزيع الكمية على جرعتين أو ثلاث جرعات خلال اليوم، ومن المستحسن تناوله قبل الوجبات.
يجب تجنب تناول كميات أكبر من ذلك لتفادي الآثار الضارة المحتملة، مثل التفاعلات الدوائية أو تآكل مينا الأسنان. لذا، يُنصح باستشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أي حالات مرضية أو تتناول أدوية معينة.
للتقليل من خطر تآكل المينا، يُفضل شطف الفم بالماء بعد تناول خل التفاح، وتجنب تنظيف الأسنان بالفرشاة مباشرة بعد ذلك لحماية الطبقة السطحية للأسنان. يمكنك أيضاً استعمال القشة الماصة (الشفاط) لتقليل ملامسة الأسنان، كما يشير موقع (ذا كونفرسيشن).