دلالات عودة آلاف السودانيين من مصر
تجارب آمال في مصر
واجهت آمال ظروفاً صعبة خلال هروبها من الخرطوم إلى مصر بعد تصاعد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث نجت بأعجوبة مع أطفالها. وعانت في مصر أيضاً من ارتفاع تكاليف المعيشة بعد أن طلب صاحب العقار مضاعفة الإيجار.
وأضافت آمال أنها لم تتمكن من تسجيل أبنائها في المدارس بسبب الرسوم المرتفعة، مشيرة إلى صعوبات التواصل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مما زاد من معاناتها.
عودة السودانيين
عدد كبير من السودانيين، الذين لجؤوا إلى مصر عبر طرق التهريب، يشعرون بالحنين لوطنهم رغم الظروف القاسية التي لا تزال مستمرة. ودللت تقارير على هذا التوجه، حيث عادت أعداد ملحوظة منهم.
تسهيلات حكومية
وفقاً لناشطين في أسوان، فإن هناك مئات السودانيين الذين لم يتمكنوا من تأمين تكاليف العودة سلموا أنفسهم للجيش المصري، الذي قدم لهم تسهيلات كبيرة في العودة عبر المعبر الحدودي “أشكيت”. وقد شهد الشهرين الماضيين عودة 7890 سودانياً في أغسطس و12539 في سبتمبر.
مبادرة “راجعين لبلد الطيبين”
استجابة لزيادة عدد الراغبين في الرجوع، نظمت مجموعة من الشباب السودانيين في مصر مبادرة بعنوان “راجعين لبلد الطيبين” لتقديم الدعم للأسر الراغبة في العودة. وأوضح مؤسس المبادرة، محمد سليمان، أن الفكرة بدأت بمبادرات صغيرة ثم توسعت لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة.
تيسير للعودة
يعمل الشباب المشاركون على تنظيم الرحلات ومتابعة العائدين من محطة قطارات رمسيس إلى أسوان، ومنها إلى نقاط العودة عبر النقاط العسكرية. وتهدف المبادرة إلى تخفيف عبء العودة وتوفير الدعم للذين عاشوا تجربة قاسية في الهجرة.
مصدر مسؤول بمعبر «اشكيت» الحدودي يقول إن المعبر استقبل عددا كبيرا من السودانيين الذي نزحوا إلى مصر بسبب الحرب، مشيرا إلى أن عددهم في أغسطس بلغ 7890 شخصا، وفي سبتمبر بلغ 12539 غالبيتهم من الأسر (وكالة الأنباء السودانية) pic.twitter.com/ntEJlA5rXR
— شبكة رصد (@RassdNewsN) October 7, 2024
### تسهيلات العودة للسودانيين عبر منفذ “أشكيت”
أبدى عدد من السودانيين العائدين عبر منفذ “أشكيت” الحدودي شكرهم للتسهيلات التي تقدمها السلطات المصرية للمساعدة في عودتهم إلى وطنهم، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
إعلان الطوارئ على الحدود
أعلنت “هيئة الموانئ البرية المصرية” عن حالة الطوارئ على الحدود مع السودان لتسهيل عبور الأفراد وتخفيف الازدحام. يتضمن ذلك تقديم تسهيلات للسودانيين والمسافرين عبر المنافذ الحدودية “آرقين” و”قسطل”. وقد عملت وزارة النقل المصرية على التنسيق بين مختلف الجهات لتيسير حركة المواطنين، حيث تم إرسال مزيد من العربات الطبية إلى المنفذين وتوظيف عدد إضافي من العاملين في مختلف القطاعات ذات الصلة.
أعداد العائدين تزيد
نقلت وكالة السودان للأنباء أن العديد من السودانيين بدأوا بالعودة طواعية من مصر بعد الانتصارات الأخيرة للجيش السوداني. وتشير التقارير إلى أن عدد العائدين عبر منفذ “أشكيت” بلغ 7890 شخصًا في أغسطس بينما ارتفع العدد في سبتمبر إلى 12,539 شخصًا، معظمهم من الأسر.
أرقام أكثر من المعلن
في حديثه للجزيرة نت، أكد مؤسس مبادرة “راجعين” أن الأعداد الفعلية للعائدين تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية، مشيرًا إلى أن الرحلات من “أبو سمبل” مستمرة بشكل شبه يومي، مع حوالي 40 شخصًا في كل رحلة. ويعتقد أن العدد الإجمالي للعائدين قد يتجاوز 20,000 شخص.
دعم المبادرة وتوسيعها
تعمل المبادرة الخيرية على توفير وسائل النقل للراغبين في العودة، حيث تنقلهم بالقطار من القاهرة إلى وادي حلفا بتكلفة تصل إلى 800 جنيه مصري للشخص. يأمل مؤسس المبادرة في توسيع نطاق عملها لتشمل السودانيين في تشاد وإثيوبيا وأوغندا، مع التركيز على إعادة توطينهم في مناطقهم الأصلية.
التحديات الاقتصادية في مصر
يعبر العديد من السودانيين عن قلقهم بشأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر، حيث أن الانخفاض الحاد في قيمة العملة يؤثر على قدرتهم على تأمين احتياجاتهم. الكثير منهم جاءوا إلى مصر على أمل الحصول على المساعدة من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، لكنهم لم يحصلوا على أي دعم مما دفعهم للعودة إلى السودان.
مصدر المعلومات
المصدر: الجزيرة