“ما لم يذكره ابن خلدون: كتاب جديد يكشف قانون الفراغ وتأثيره على صعود وهبوط الدول والجماعات”

Photo of author

By العربية الآن

كتاب “ما لم يقله ابن خلدون”.. اكتشاف قانون الفراغ ودوره في قيام الدول وانهيارها

غلاف كتاب ما لم يقله ابن خلدون
غلاف الكتاب الذي يتناول قانون الفراغ في تفسير تطورات الدول والجماعات (الجزيرة)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
منذ قرون طويلة، يحتل ابن خلدون مكانة مرموقة في الفكر العربي والإسلامي، فيما يواصل الباحثون استكشاف أفكاره حول العمران وعلم الاجتماع والدولة. وفي هذا الأفق، يسعى المفكر المغربي كمال القصير من خلال كتابه الجديد “ما لم يقله ابن خلدون: قانون الفراغ في تفسير قيام الدول والجماعات وانهيارها” إلى إضافة بُعد جديد لنظريات ابن خلدون.

اكتشاف قانون الفراغ

يصدر الكتاب عن مركز مدارات للأبحاث والنشر في القاهرة، ويتناول “قانون الفراغ” كعنصر مكمّل لـ”قانون العصبية”، من خلال دراسة الأسباب غير المادية التي تقف وراء صعود الدول وسقوطها. يتعمق القصير في استخدام هذا القانون لتفسير التحولات التاريخية بدءًا من تاريخ الإسلام وصولاً إلى انهيار الدولة العثمانية، بهدف توفير إطار عملي لفهم هذه التغيرات وثيقة الصلة بالحاضر والمستقبل.

أهداف الكتاب ورؤية القصير

وفي تصريحاته، يوضح الدكتور القصير أنه لا يهدف إلى نقد أو تفسير أعمال ابن خلدون، بل يسعى نحو توسيع دائرة الفهم لما لم يتم ذكره بشكل واضح. ويشدد على أهمية مفهوم العصبية ودورها في تشكيل وبناء الدول، مشيرًا إلى أن ابن خلدون لم يتخيل أن الدول يمكن أن تُؤسس بدون أسس دينية أو قبائلية كما هو الحال في زمننا المعاصر.

ويشير القصير إلى أن “قانون الفراغ” يلعب دورًا رئيسيًا، مشددًا على أن هذا القانون يوفر فهمًا عميقًا للتغيرات في المجتمعات والدول، ويعكس حالة من التراخي الثقافي في العالم العربي والإسلامي.

دور قانون الفراغ في الحياة الاجتماعية والسياسية

وفقًا للقصير، فإن العمران يبني الدول عبر محتوى ثقافي وحضاري واضح. ويواجه “الفراغ” الذي ينتج عن ضعف العصبية تراجعًا في التأثير الاجتماعي والديني، مما يخلق فراغًا يمكن أن يتحول إلى أرضية جديدة لتشكل عصبيات جديدة. هذا التفاعل بين العصبية والفراغ يعدّ العصب الرئيس للفهم الصحيح لطبيعة التحولات الكبرى في التاريخ.

كما يُبرز القصير أن وجود هذا الفراغ في الأيديولوجيات السياسية يمثل فرصة تاريخية تتيح نشوء مذاهب جديدة. ويشير إلى أهمية التركيز على الفراغات التاريخية كمفتاح لفهم الحركات السياسية والاجتماعية.

كمال القصير
المفكر كمال القصير يعتبر كتابه الجديد رداً على حالة الركود في الثقافة العربية والإسلامية (مواقع التواصل)

كما يستشهد القصير بمثال النبي سليمان، حيث يشير إلى كيفية نمو الدولة حتى تختفي بسبب عوامل خفية تتعلق بالفراغ الاجتماعي والسياسي.

خلاصة

في ختام كتابه، يطرح كمال القصير رؤية شاملة تهدف إلى تزويد الفاعلين السياسيين والمفكرين بأدوات جديدة لفهم وتحليل تحولات المجتمع، داعيًا إلى التعامل بجدية مع الفترات التاريخية التي تتميز بالفراغ.# تآكل المضمون السياسي والديني: قوانين الفراغ وأثرها

تشير مقولة الدكتور كمال القصير إلى أن “عصا سليمان” تآكلت من الداخل، مما أدى إلى سقوط النبي سليمان كآخر رموز المملكة الكبيرة. كثير من الدول والجماعات تفقد مقومات استمرارها مبكرًا، بينما تبقى هياكلها الخارجية فيها مثل القشرة، مما يجعلها تبدو في حالة صحية حتى تنقض عليها قوى جديدة.

تآكل المضمون

يتناول القصير في تحليله أن الكثيرين يربطون تراجع الإسلام السياسي بفشل إدارة السلطة دون مراعاة الديناميات الاجتماعية التي تلعب دورًا في هذا التراجع. تآكل المحتوى هو عنصر أساسي في قانون الفراغ، حيث يحدث هذا التآكل عبر الزمن ويؤدي إلى الضعف.

يستشهد القصير بظهور موجة الدعاة الجدد، الذين أسهموا في تقليل تأثير خطاب الجماعات الإسلامية. كما أن تنوع قنوات الإعلام الديني أدى إلى انفتاح المجتمعات على أشكال جديدة من التدين بعيدًا عن تلك التي قدمتها الجماعات الإسلامية التقليدية.

تفريغ المحتوى والأيديولوجيات

يقول القصير إن “قانون الفراغ” ليس ظاهرة ملاحظة بشكل يومي، بل يحدث في لحظات التحول الأساسية التي تؤدي إلى ظهور أشكال جديدة من الاجتماع البشري. يحدث الفراغ عندما تتوقف الأفكار الكبرى عن توجيه حياة الناس.

ويشير أيضًا إلى أن صعود نماذج سياسية جديدة، مثل تنظيمات القاعدة الدولة الإسلامية، يعزى بشكل أكبر إلى قانون الفراغ وليس إلى العصبية القبلية المعروفة لدى ابن خلدون.

مفهوم “التوحش” في سياق الفراغ

يتحدث القصير عن “التوحش” كعناصر مهمة في قانون الفراغ، مشيرًا إلى كتاب “إدارة التوحش” الذي أصدرته تنظيمات مثل القاعدة. هذا المفهوم يغطي البحث عن الفراغ الجغرافي لإقامة دول جديدة، كما حصل مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

ويعتبر أن ما يحدث في فلسطين هو تجسيد حي لقانون الفراغ حيث يعمل الفلسطينيون على مقاومة محاولات إفراغ وجودهم.

الأفكار الكبرى في مرحلة الفراغ

لفهم قانون الفراغ، يطرح القصير تساؤلات حول الأيديولوجيات السائدة التي فقدت فعاليتها بعد انهيار النماذج القديمة. الفراغ الحالي يمهد لظهور أفكار جديدة. ويعتبر أن التشويش الذي يحدث يدل على مرحلة الفراغ التي تعيشها المجتمعات.

داخل هذا الفراغ، ينشأ تناقض بين رغبتين: الأولى تحاول إلغاء الهوية القديمة، والأخرى تسعى لإعادة صياغة الدين ليتناسب مع التحديات الحديثة.

الكتاب الجديد: “ما لم يقله ابن خلدون”

يشير بعض المفكرين، مثل محمد سليم العوا، إلى الكتاب الجديد “ما لم يقله ابن خلدون” كإضافة مهمة لفهم نظرية ابن خلدون في العمران البشري. يُعتبر “قانون الفراغ” قوة كامنة تشكل عنصرًا في تطور التاريخ، وليس مجرد مصادفة.

من خلال هذا الكتاب، يتمكن القارئ من استكشاف الأسئلة حول الفراغ الذي يعاني منه التاريخ والجغرافيا اليوم، مما يعكس الفرص والتهديدات التي تواجه الجماعات والدول التي تدخل هذه المرحلة.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.