ما هي حقيقة حالات التعب الغامضة في أسوان المصرية، وما رابطها بالسودان؟

Photo of author

By العربية الآن

تساؤلات حول حالات الإعياء الغامضة في أسوان المصرية وتأثيرها على السياحة

شكوك حول تلوث مياه النيل ومن ثم مياه الشرب بأسوان-نهر النيل بأسوان- تصوير المراسل
شكوك حول تلوث النيل ومن ثم مياه الشرب بأسوان (الجزيرة)
القاهرة- منطقة أسوان في جنوب مصر، والتي اعتادت أن تكون وجهة سياحية شهيرة في فصل الشتاء، تواجه هذا العام تحديات كبيرة بسبب ظهور حالات إعياء غامضة أدت إلى إفراز المستشفيات. فقد عانى سكان القرى من أعراض مشابهة للنزلات المعوية مثل القيء والإسهال، ما دفعهم للتوجه إلى المستشفيات التي منحت الأولوية لاستقبال الحالات الطارئة.

أسوان، التي تحتوي على حوالي 1.6 مليون نسمة، سجلت نحو 200 حالة في المستشفيات، مع تأكيدات رسمية على شفاء معظمها لكن 43 حالة ما زالت بحاجة لرعاية طبية.

الرواية الرسمية

المسؤولون الرسميون حاولوا تقليل حجم القلق، حيث أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الحالات التي تم علاجها لم تؤشر إلى وجود وباء خطير بعد. وأكد على أن وزارة الصحة قد أرسلت فرقًا للبحث عن أسباب هذه الحالات، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأعراض تشيع فترات الصيف فقط.

وزير الصحة خالد عبد الغفار أكد رصد الحالات منذ 11 سبتمبر، وأنها تعتبر مركزة في منطقتي “أبو الريش” و”دراو”.

تصريحات وزير الصحة تدعو للطمأنة-وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار- فيس بوك
وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار أرجع سبب الإصابات لتلوث الطعام أو الشراب (مواقع التواصل)

على الرغم من تأكيدات المسؤولين، شهد رواد التواصل الاجتماعي تداول أنباء عن وفيات مرتبطة بتلك الحالة، مما أثار الاستغراب. وفي حال أثارت وثيقة نُشرت في “مدى مصر” الجدل، حيث وصفت وفاة أحد السكان بأنها ناتجة عن “نزلة معوية شديدة”.

تشكيك في جودة المياه

تحدث بعض الصحف المحلية عن شكاوى من جودة مياه الشرب في أسوان، وسط اتهامات لجودة كميات المياه والكلور المستخدم في التنقية. وقد حرصت شركة الصناعات الكيميائية المصرية (كيما) على الدفاع عن نفسها أمام الاتهامات بتلويث مياه النيل، مشيرة إلى أنها تخضع للرقابة من الجهات ذات الصلة.

في الوقت نفسه، تم التأكيد على مطابقة عينات المياه للمقاييس الصحية المعتمدة. وقد شهدت المنطقة زيارة من محافظ أسوان الذي شرب من مياه الصنابير ليؤكد أمانها.

يأتي هذا في وقت متزامن مع تفشي وباء الكوليرا في السودان، الذي أودى بحياة 388 شخصًا. وقد أُثيرت تساؤلات حول احتمال نقل العدوى عبر الوافدين من السودان، إلا أن نتائج التحاليل أكدت عدم إصابة المرضى بالكوليرا.

ما علاقة السودان؟

سعي الشكوك لا تقتصر على مياه أسوان فقط، بل تتعداها إلى تأثير العوامل المناخية. تشير التقارير إلى أن مناطق شمال السودان شهدت أمطارًا وسيولاً، مما قد يؤثر على جودة المياه في المناطق القريبة.

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا، حذر من المخاطر المحتملة نتيجة تأثير السيول، متوقعًا أن تسهم هذه العوامل في تدهور جودة المياه.

محمد دين حسن، المرشح السابق لمجلس النواب في أسوان، أكد أن معظم الحالات الصحية تحت السيطرة، مستبعدًا دور الأغذية الملوثة بسبب بُعد المسافة بين المناطق المتأثرة. لكن حسن أشار كذلك إلى أن العناصر السامة فيما يبدو قد جرفت إلى نهر النيل، مما أثر على المياه.

مخاوف من تضرر الموسم السياحي جراء المرض الغامض-مدينة أسوان-تصوير المراسل (2)
مخاوف من تضرر الموسم السياحي جراء المرض الغامض في أسوان (الجزيرة)

تشير التقارير إلى ظهور مياه شرب داكنة في بعض المناطق بأسوان، مما يعكس القلق الكامن بشأن تأثير هذه الإحداثيات على الموسم السياحي.

المصدر : الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.