ما وراء تجربة اغتيال رئيس الوزراء في سلوفاكيا؟

Photo of author

By العربية الآن



ما وراء تجربة اغتيال رئيس الوزراء في سلوفاكيا؟

2024 05 15T1509 1715802460
الفاعل في محاولة اغتيال رئيس الوزراء في سلوفاكيا يبلغ (71 عامًا) بناءً على مصادر الجزيرة نت (رويترز)
براتسلافا– مصادر مطلعة أكدت للجزيرة نت في عاصمة سلوفاكيا، براتسلافا، أن تجربة اغتيال رئيس الوزراء المنتخب روبرت فيتسو، في مساء يوم الأربعاء، نفذها مواطن سلوفاكي يبلغ من العمر (71 عامًا) ويحمل افكار اشتراكية.

تم القبض على الهاجم فورًا في موقع الحادث، حينما كان فيتسو يخرج من اجتماع الحكومة في مدينة هاندلوفا وسط البلاد، وقد أطلق النار عليه بـ 5 رصاصات عندما كان على بُعد متر واحد فقط، مما أدى إلى إصابته في البطن واليد.

ووفقًا للمصادر، اعترف الهاجم خلال التحقيقاتباقتداره بإطلاق البارود على فيتسو، وأشار إلى أنه “لم يكن يريد القتل، بل كان يستهدف إصابة فيستو فقط”، وأوضح أن دافعه لهذا الفعل كان اعتراضه على سياسة رئيس الوزراء المنتخبة المعارضة لدعم أوكرانيا، إضافة إلى التعديلات التي أدخلها فيستو على المحكمة العليا في البلاد، من بينها إقالة القاضي يان مازاك.

وفي تقرير طبي حديث، ذكرت مصادر أن حالة رئيس الوزراء السلوفاكي أصبحت مستقرة، ولكنها ما زالت في مرحلة الخطر، بعد أن أجريت له جراحة إضافية يوم الجمعة.

أكد وزير الداخلية السلوفاكي، ماتوش ايشتوك، أن التحقيقات التي تُجرى تركز على افتراض واحد، وهو أن الفاعل كان شخصا عاديا وليس عضوا في جماعة متطرفة، وأنه خطط ونفذ بمفرده، ولأسباب شخصية انتقامية.

A person is detained after shooting incident of Slovak PM Robert Fico, after a Slovak government meeting in Handlova, Slovakia, May 15, 2024. REUTERS/Radovan Stoklasa
تم اعتقال منفذ محاولة الاغتيال في مسرح الجريمة بمدينة هاندلوفا وسط سلوفاكيا (رويترز)

التخطيط للجنحة الجنائية

وقالت مصادر للجزيرة نت إن المشتبه به نُقل، يوم السبت، إلى المحكمة الجنائية في مدينة بيزينك السلوفاكية، استعدادا لمحاكمته بإجراءات أمن مشددة. سيمثل أمام القاضي ويُفترض أن يُوجّه له اتهام بالتخطيط للجريمة الجنائية، ووفقا للتسريبات من مكتب المدعي العام، قد يواجه السجن لمدة لا تقل عن 25 عاما أو عقوبة السجن المؤبد.

وصل الرئيس السلوفاكي المُنتخب حديثا، بيتر بيليغريني، إلى المستشفى الجامعي في مدينة بانسيكا بيستريستا، لمتابعة حالة رئيس الوزراء فيتسو.

من جانبه، انتقد وزير الدفاع السلوفاكي روبرت كاليناك، تسريب المعلومات حول حالة فيتسو الصحية “في هذه الفترة الحرجة”، التي أشارت إلى إصابته في البطن واليد. انتقد أيضا ظهور الفيديو الذي تم تصويره في موقع الحادث.

وفي إشارة من وسائل الإعلام السلوفاكية، قد يكون مُسرب الفيديو ضابط شرطة، وتم فتح تحقيق من قبل مكتب التحقيقات العليا في قيادة الشرطة السلوفاكية، لتقديم المسؤول عن نشر الفيديو إلى المحكمة واتخاذ الإجراءات اللازمة ضده.

تعيش البلاد حالة من التصاعد والتوتر منذ انتخاب فيتسو الذي أعلن خلال حملته الانتخابية رفضه تسليح أوكرانيا وتعاونه مع موسكو لإنهاء هذه الحرب بالحوار والاتفاقات السياسية.

التوتر بين السلطة والمعارضة

وفقا للسياسي المحلي، أفان ماتوشكا في العاصمة براتسلافا، الذي يتتبع عن كثب محاولة اغتيال فيتسو، يتبين أن مناخ السياسة في البلاد شهد تصاعدا مستمرا منذ انتخابه وتوليه رئاسة الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يُعزى المتخصص هذا التوتر بين السلطة والمعارضة إلى الخلافات حول قضية دعم أوكرانيا عسكريا، حيث رفض فيتسو هذا الدعم، مما زاد من تصاعد الانقسامات في البلاد. وتُزيد هذه التوترات بشكل خاص مع اقتراب حملات الانتخابات لانتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي لتمثيل سلوفاكيا في بروكسل.

ويرى ماتوشكا للجزيرة نت أن هذا التوتر برز بوضوح بعد رفض الناطق بأسم رئاسة الجمهورية السلوفاكية، الخميس، استلام برقية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعبيرا عن تضامنه وانكساره لما تعرض له فيتسو.

وهذا يُظهر مرة أخرى أن الانقسامات السياسية كبيرة في البلاد، بحسب السياسي، حيث اعتُبر بوتين “أول عدو لأوروبا”. وبطبيعة الحال، تركت هذه الانقسامات أثرا واضحا على “مجموعة فيشغراد” التي تضم المجر وبولندا وسلوفاكيا والتشيك.

ويقول ماتوشكا إن ذلك يتضح بوضوح من خلال استياء براغ من توجهات فيتسو الجديدة المشابهة لتوجهات رئيس حكومة المجر فيكتور أوربان المُعارض أيضا لتسليح أوكرانيا والدفاع عن إنهاء الحرب بواسطة المحادثات السياسية.

ربط السياسي بين محاولة اغتيال فيتسو والتوتر الذي يخيم على البلاد، مشيرا إلى أن الأجواء المتوترة تُجعل بعض الأشخاص يشعرون بالكراهية نحو فيتسو وحكومته، خاصة مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد، مما يدفعهم لارتكاب أعمال عنف كما فعل الشخص الذي هاجم فيتسو “بوحشية”.

من جانبها، دعت الرئيسة السلوفاكية الحالية سوزانا تشابتوفا والرئيس المنتخب بيتر بيليغريني، قادة الأحزاب السياسية في البلاد إلى القصر الرئاسي لإصدار بيان رفض للعنف، معتبرين الحادثة فردية، ومدعين لتوحيد الجهود لتهدئة التوترات الناتجة عن الصراعات السياسية وتحسين الأوضاع لخدمة الشعب السلوفاكي.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.