مجلس الأوقاف في القدس يدعو إلى إجراءات عاجلة لوقف تهويد الأقصى
القدس المحتلة- دعا اليوم الخميس عدد من الهيئات الإسلامية في القدس الأمة الإسلامية إلى اتخاذ إجراءات “عاجلة وفاعلة” لحماية المسجد الأقصى من مخاطر التهويد.
وجاء هذا الطلب في بيان مشترك صدر عن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الذي يضم الهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
دعوة عاجلة لحماية الأقصى
توجهت الهيئات المقدسية إلى الأمة الإسلامية، بحسب واجبها العقدي، للقيام بـ”إجراءات عاجلة وفاعلة لوقف الاعتداءات التهويدية الفظيعة والمتصاعدة بشكل غير مسبوق، مما يهدد سلامة ووظيفة أولى القبلتين ومسرى ومعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”.
وأكدت أن شرطة وجيش الاحتلال يتركان للمتطرفين اليهود الحرية في ارتكاب مختلف الأشكال من الطقوس التلمودية مثل الصلاة والرقص والمجون، بالتزامن مع رفع الأعلام والنفخ بالبوق “في تحدٍ سافر ومستفز لكل مسلم وحر شريف في العالم”.
أصدرت الهيئات الإسلامية في القدس، والمتمثلة في مجلس الأوقاف الإسلامية والهيئة الإسلامية العليا ودار الإفتاء الفلسطينية ودائرة قاضي القضاة ودائرة أوقاف القدس، بيانا مشتركا تنديدا بالتجاوزات الخطيرة التي يمارسها المستوطنون خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى، وفق البيان.
وقالت إن صلوات… pic.twitter.com/FcHaiw1l26— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) September 5, 2024
المسؤولية الدولية
تحمل الهيئات المجتمع الدولي والعالم الإسلامي مسؤولية “عدم وقف تجاوزات سلطات الاحتلال الإسرائيلي للخطوط الحمراء في تدنيس حرمة المسجد”.
وحثت المسلمين في فلسطين والعالم على الدفاع عن الأقصى، مشددة على ضرورة شد الرحال للصلاة فيه “ليبقى عامراً وليكون للمسلمين وحدهم بمساحته المخصصة البالغة 144 دونماً”.
وانتهى البيان بالتأكيد على أن “صلوات ورقص المتطرفين اليهود في المسجد الأقصى باطلة قانونيًا وتاريخيًا ودينيًا ولا تتجاوز كونها تصديًا وتدنيسًا للمسجد الأقصى، وسيفشلها الله في الدنيا ويعذبهم بها في الآخرة”.
يصدر هذا البيان في ظل التصعيد الخطير الذي يشهده المسجد الأقصى مؤخرًا نتيجة اقتحامات المستوطنين وأدائهم الطقوس التوراتية بشكل علني وجماعي، خاصة في المنطقة الشرقية من المسجد.
جاء هذا بعد يوم واحد من اقتحام 514 متطرفًا لأراضي المسجد الأقصى، بينهم 403 مستوطنين و111 طالبًا من المعاهد الدينية اليهودية، وفق الإحصائيات الرسمية.
نفذ هؤلاء السجود الملحمي والصلوات الجماعية، كما قاموا برفع أصواتهم بالغناء والرقص احتفالاً بالشهر العبرية الجديد، حيث قام أحد الحاخامات بالنفخ في البوق “الشوفار”، وهو أحد الطقوس التوراتية المرتبطة برأس السنة العبرية، التي ستبدأ في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وفي سياق حديث عن خطورة تنفيذ هذه الطقوس في ساحات أولى القبلتين، قال الباحث المختص بشؤون القدس زياد ابحيص إن هذا الطقس يشير إلى التفوق والسيادة وهو علامة لبدء مرحلة جديدة. وأشار إلى أن النفخ في البوق في الأقصى يعتبر فصلًا بين زمنين “زمن هويته الإسلامية وزمن تهويده”.
المستوطنون يؤدون رقصات وصلوات صاخبة وسجوداً في #المسجد_الأقصى المبارك بعد أن أَمِنوا على أنفسهم من الردع الشعبي والرسمي في #القدس..!
يا للعيب.. هان #الأقصى علينا..؟!! pic.twitter.com/k7hoyVgRvR
— Dr. Abdallah Marouf د. عبدالله معروف (@AbdallahMarouf) September 4, 2024
حرية العبادة اليهودية
إلى جانب النفخ في البوق، تتفاخر الجماعات المتطرفة مؤخرًا من خلال صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي بـ”حرية العبادة اليهودية في جبل الهيكل”، منذ التاسع من أغسطس العبري، الذي يوافق 13 أغسطس، ذكرى “خراب الهيكل”.
في هذه الذكرى، اقتحم المسجد الأقصى في الفترتين الصباحية والمسائية 2958 متطرفًا، حيث رفعوا الأعلام الإسرائيلية، وأدوا طقوس السجود الملحمي بشكل جماعي، وتضمن الحضور وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
تتناقله الجماعات المتطرفة بالمكاسب الجديدة التي حققتها، حيث أشاد أحد النشطاء المعروفين بالصحافة أرنون سيغال بقولها: “منذ التاسع من أغسطس، يصلي اليهود بحرية ودون اعتقالهم في جبل الهيكل”.
في مقال له نشر بتاريخ 30 أغسطس، أشار إلى أن “بن غفير يحقق ما فشل فيه الحاخام غورين (أول حاخام صلى ونفخ في البوق داخل الأقصى)، وأن العبادة اليهودية الكثيفة في جبل الهيكل هي نقطة تحول تاريخية لم يشهدها المكان المقدس منذ ألف عام”.
اختتمت الانتهاكات في شهر أغسطس بقرار حكومي أقرته وزارة التراث، برئاسة آميخاي إلياهو، الذي ينص على تمويل اقتحامات المستوطنين للأقصى والجولات الإرشادية بمبلغ 550 ألف دولار أميركي.
رابط المصدر