محللون: المقاومة منعت نتنياهو من ارتداء القميص الأبيض أثناء ذكرى 7 أكتوبر
وأشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إيهاب جبارين، إلى أن هذا التغيير الرمزي في ملابس نتنياهو يعكس الوضع الحالي للصراع. حيث كان نتنياهو يسعى جاهداً خلال الأسابيع الماضية لإخفاء فشل العمليات في غزة عبر ضربات إستراتيجية على الجبهة الشمالية. ومع ذلك، ظلت هذه المحاولات دون نجاح، مما قد يجبره على مواجهة الواقع في خطابه المرتقب.
التصعيد العسكري للمقاومة
في نفس السياق، ينبه الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان إلى الزيادة الملحوظة في العمليات العسكرية للمقاومة اللبنانية، حيث تجاوزت العمليات اليومية حاجز الـ25 عملية، وهو ما يعتبر زيادة كبيرة مقارنة بالمعدل السابق الذي كان بين 12 و15 عملية يومياً.
يؤكد شومان أن هذا التصاعد يشير إلى قوة جسم المقاومة العسكرية في لبنان رغم محاولات الاستهداف الإسرائيلية، بالإضافة إلى أن القرار السياسي لحزب الله لا يزال يسير بشكل متسق مع النهج المتبع قبل اغتيال عدد من قياداته.
تنوع الأسلحة المستخدمة
تستخدم المقاومة اللبنانية ثلاث أنواع رئيسية من الأسلحة في عملياتها الأخيرة: الصواريخ، الطائرات المسيرة، والمدفعية. وهذا التنوع يعكس تطويراً في القدرات العسكرية للمقاومة، كما يثبّت قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة في الميدان.
لفت شومان إلى استخدام المدفعية بشكل مكثف، متسائلاً عن وجود مواقع ثابتة تم استخدامها لاستهداف الأهداف العسكرية الإسرائيلية. ويرى أن نجاح المقاومة في تنفيذ كمائن للجند الإسرائيليين يثبت عدم فاعلية الاستهدافات الجوية السابقة.
التحديات الاستراتيجية لإسرائيل
يسلط شومان الضوء على أن إسرائيل تواجه تحدياً استراتيجياً، حيث أن الانتقال من المرحلة الجوية إلى القتال البري يعكس تحولاً قد يكلفها خسائر كبيرة، خاصة بعد تلقي قواتها خسائر فادحة في الأيام الأخيرة.
هناك من يدعو نتنياهو للعودة إلى الاستراتيجية الجوية، التي تحقق نتائج دون فقدان أرواح الجنود، ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كان هذا سيتضمن إعادة النظر في التهديدات بالتوغل في الأراضي اللبنانية.
### تزايد الخسائر الإسرائيلية يثير التساؤلات حول أهداف الحرب
يشير المحلل جبارين إلى أن الزيادة في الخسائر الإسرائيلية قد تؤدي إلى طرح تساؤلات جدية حول الأهداف الحقيقية وراء الحرب. ويذكر أنه في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تحقق مكاسب كانت الأصوات تنعدم في تساؤلاتها حول هذه الأهداف.
هل نواجه أهداف معلنة أم أخرى غير مرئية؟
مع ظهور الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، قد تبدأ التساؤلات حول ما إذا كانت المعركة تدور حول الأهداف المعلنة مثل إعادة الأسرى وإعادة سكان الشمال أو الإطاحة بحركة حماس، أم أن هناك أهدافاً غير معلنة تشمل محاولة تقليص نفوذ إيران في المنطقة أو إعادة رسم الخريطة الإستراتيجية لإسرائيل.
نتنياهو: استراتيجية إرباك المشهد
في إطار تحليل إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي، يرى جبارين أن نتنياهو يسعى لإرباك المشهد في البلاد وخارجها عبر تغيير الأهداف المعلنة للعملية العسكرية. حيث كان الحديث سابقاً يركز على ثلاث نقاط رئيسية، والآن أصبح الحديث يشمل محور نتساريم والتمسك بمحور فيلادلفيا، بالإضافة إلى التصريحات حول نهر الليطاني وعملية محدودة ضد حزب الله.
التناغم بين السياسة والعسكرية
يبرز جبارين وجود تناغم واضح بين الجوانب السياسية والعسكرية في إسرائيل تجاه الجبهة اللبنانية، على عكس ما شهدناه في غزة. ويعزو هذا التناغم إلى المخططات التي وضعتها إسرائيل على مدار 15 عاماً لضرب حزب الله بصورة جزئية.