محللون: المستوطنون أداة نتنياهو لتهجير الفلسطينيين في الضفة
وفي إطار هذا التصعيد، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مجموعة من المستوطنين الملثمين اقتحموا قرية جيت قرب قلقيلية، وأحرقوا عدداً من المنازل والمركبات.
وفي هذا الشأن، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، الدكتور حسن أيوب، إلى أن المستوطنين يشعرون بأن لديهم حماية غير عادية، لافتاً إلى أن تحركاتهم تتم تحت سمع قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وخلال حديثه في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، أكد أيوب أن هناك خطة مدروسة وراء عنف المستوطنين تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة، حيث تم تهجير أكثر من 1800 فلسطيني بعد العملية العسكرية “طوفان الأقصى”.
ويعتقد المستوطنون، خصوصاً الذين يتبنون الأفكار القومية الدينية والعلمانية، أن الوقت الحالي يمثل فرصة تاريخية بالنسبة لهم، بعد أن طال انتظارهم منذ انطلاق الاستيطان في السبعينيات لتحقيق فكرة “أرض إسرائيل الكبرى”.
ويعتبرون أن لديهم فرصة سانحة لتحقيق أهدافهم، خاصة مع استمرار العدوان على قطاع غزة، والإجراءات العسكرية المكثفة في الضفة الغربية، كما أضاف أيوب.
ومن جانب آخر، انتقد أيوب دور السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى عدم توفيرها الحماية اللازمة للمواطنين في وجه عنف المستوطنين.
أما خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بالقدس، فيرى أن المستوطنين يمثلون الأداة التنفيذية للحكومة الإسرائيلية ولليمين المتطرف، حيث يتمثل برنامج الاحتلال في عملية تطهير عرقي تدريجي للفلسطينيين من أراضيهم.
وكشف التفكجي أن عدد المستوطنين كان نحو 115 ألف قبل توقيع اتفاقية أوسلو، لكنه قد ارتفع الآن إلى 650 ألف، منهم 230 ألف في القدس، ومن المتوقع أن يتجاوز عددهم المليون بحلول عام 2030.
ويعبر التفكجي عن قناعته بأنه من المستحيل إقامة دولة فلسطينية في ظل هذا التوسع الاستيطاني، حيث تشكل البؤر الاستيطانية حلقة تحيط بالمدن الفلسطينية من كل الجهات.
أين الدور الأميركي؟
وفيما يتعلق بالدور الأميركي في الحد من نشاطات المستوطنين، اعترف مايكل مولوي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط، بأن المستوطنين ينفذون أعمالا جرمية في الضفة، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى تبني موقف يدين هذه الأعمال ووقفها فوراً.
مع ذلك، أشار مولوي إلى أن فرصة الضغط على الإدارة الأميركية ضد المستوطنين ضعيفة، مشيراً إلى أن الإدارة الحالية تسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في قطاع غزة.
كما ربط الموقف الأميركي بالانتخابات المقبلة، متوقعاً أن تكون كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، أكثر صرامة في التعامل مع إسرائيل مقارنة بمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
رابط المصدر