محللون سياسيون: خطاب أبو عبيدة سيثير خصومة الإسرائيليين
الحماس)، من ناحية الزمن والرسائل التي أرسلها لإسرائيل ولحلفائها.
تركز أبو عبيدة في خطابه الجديد على الأحداث الميدانية في المواجهات القائمة بين القوات المسلحة الإسرائيلية والمُقاومة الفلسطينية، وتحدث عن تلازم الفشل لقيادة الاحتلال وخداع الضغط العسكري لتحرير الأسرى.
قام الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي، سعيد زياد، بمقارنة بين خطاب أبو عبيدة وخطاب المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الذي سبق خطاب أبو عبيدة بأقل من ساعة، وأشار إلى أن الأول ظهر متماسكًا ومركزًا على إنجازات ميدانية مميزة ويرفق كلامه بفيديوهات ومشاهد من القتال العنيف في رفح جنوبًا لقطاع غزة وجباليا شمالًا للقطاع.
بينما ظهر الثاني -حسب زياد- منهزمًا يائسًا يحذر شعبه من الهزائم، ولم يرافق خطابه بأي مشاهد لجنوده الذين يقتحمون جباليا ويجتاحون رفح، على الرغم من وجود كاميرات لجنوده لتوثيق عملياتهم.
لا يستبعد الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، نهاد أبوغوش، أن يثير خطاب أبو عبيدة الخلافات الداخلية الإسرائيلية سواء بين المستويات الأمنية والعسكرية أو بين الحكومة والمعارضة.
وجاء خطاب الناطق باسم كتائب القسام ليؤكد -يواصل أبو غوش- أنه من المستحيل على إسرائيل أن تحقق النصر في معركتها ضد المقاومة الفلسطينية التي تمتلك الإرادة المسلحة بأبسط الإمكانيات، لكنها توجه ضرباتها يوميًا في كل مناطق القطاع.
حرب استنزاف
وأشار أبو غوش إلى أن العديد من القادة الإسرائيليين حذروا من الغرق في وحل غزة ومن كمائن استراتيجية تعدها كتائب القسام للجيش الإسرائيلي، وهو ما يحدث فعلًا، قائلًا إن أبو عبيدة ركز في خطابه على مسألة الاستعداد لمعركة استنزاف طويلة الأجل لن تنتهي إلا بانسحاب الجيش الإسرائيلي وفشل خططه في الحرب.
وما قاله أبو عبيدة حول مسألة الاستنزاف يعكس، بحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية حسن أيوب، أن المعركة في غزة تحولت إلى “معركة صفرية”، إما أن تمضي إلى نهايتها المنطقية، وإما الذهاب إلى وقف العدوان وإلى الصفقة التي أفشلتها إسرائيل.
وقال أبو عبيدة في خطابه: “رغم حرصنا التام على وقف العدوان لكننا مستعدون لمعركة استنزاف طويلة للعدو ولسحبه لمستنقع لم يجن فيه ببقائه أو دخول أي بقعة من غزة سوى القتل لجنوده واصطياد ضباطه”.
وعندما ننظر إلى ما قد أظهرته المقاومة خلال الأسبوعين الأخيرين، يصرح أستاذ العلوم السياسية بأن إسرائيل لن تستطيع أن تتحمل طويلا في حرب استنزاف ستطال الجيش والحكومة والمجتمع وحتى الدعم الأميركي، كما أوضح أستاذ العلوم السياسية.
يتفق أيوب مع زياد وأبو غوش في أن أبو عبيدة قدم خطابًا منضبطًا إلى أبعد الحدود من الناحية السياسية، مشيرًا إلى أن الخطاب يعكس توافقًا عاليًا بين المستويين العسكري (كتائب القسام) والسياسي (حركة الحماس)، والذي يظهر بوضوح في خطوطه الواقعية من الناحية العسكرية.