محللون عسكريون: حرب الجنرالات في الجيش الإسرائيلي تدعم نتنياهو

Photo of author

By العربية الآن

محللون عسكريون: “حرب جنرالات” وشيكة بالجيش الإسرائيلي تخدم نتنياهو

رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي في مقر القيادة العسكري في جباليا في قطاع غزة برفقة قائد المنطقة الجنوبية وقائد الفرقة 162 وقادة الألوية.الصور من تصوير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والتي عممها للاستعمال الحر لوسائل الإعلام)
رئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية تواجه أزمة ثقة حسب مراقبين (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

القدس المحتلة – يزداد التوتر بين الجانبين السياسي والعسكري في تل أبيب مع قرب إقرار صفقة تبادل ووقف إطلاق نار مؤقت بين حركة حماس وإسرائيل في جبهة قطاع غزة. وقد برزت انتقادات تدل على أزمة الثقة داخل رئاسة هيئة الأركان للجيش الإسرائيلي.

تجلت هذه الأزمة في تسريب رسالة استقالة أمير برعام، نائب رئيس أركان الجيش، مما يعكس الصراعات الداخلية منذ اندلاع معركة “طوفان الأقصى” قبل عام وثلاثة أشهر.

تشير الرسائل المسربة إلى تغيرات في العلاقات داخل القيادة العسكرية وتلزم رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بالتفكير في الاستقالة، وهو الأمر الذي يدعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

استنتج المحللون العسكريون أن تسريب البرعام وانتقاد القيادة العسكرية تعكس التوتر بين هاليفي وبعض القادة العسكريين، مما يخدم نتنياهو الذي يتطلع لتحميل المستوى العسكري المسؤولية عن الفشل في أحداث “السبت الأسود” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

حرب الجنرالات

المحلل العسكري يوسي يهوشوع، من صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يؤكد تفاقم أزمة الثقة في رئاسة هيئة الأركان، مشيراً إلى احتمال استقالة هاليفي في المستقبل القريب جراء تسريب رسالة استقالة نائبه. يصف الوضع بــ”انعدام الثقة” غير المسبوق، متوقعًا أن الانتقادات التي يستهدفها هاليفي تعكس بوادر “حرب جنرالات” داخل الجيش الإسرائيلي.

استعرض يهوشوع أبرز الانتقادات الموجهة لهاليفي التي صدرت عن قادة بارزين مثل يهودا فوكس وساعر تسور، مما يشير إلى تصدعات داخل رئاسة الأركان تصب في صالح نتنياهو.

يعتبر المحلل العسكري أن رسالة استقالة برعام تمثل حدثًا دراماتيكيًا، حيث لم يسبق لنائب قائد الجيش أن عبر عن عدم ثقته بالقائد الأعلى أثناء حرب.

علاقة هاليفي بنائبه لم تكن جيدة مطلقًا. “كان هاليفي ينظر إلى برعام على أنه الوريث القسري، لكن الحرب على غزة أظهرت توترات عميقة بينهما”، وفقًا ليهوشوع.

وزير الدفاع كاتس برفقة رئيس الأركان هاليفي أزمة ثقة بين المستويين السياسي والعسكري.لصور من تصوير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والتي عممها للاستعمال الحر لوسائل الإعلام)
وزير الدفاع كاتس (وسط) وعلى يساره رئيس الأركان هاليفي (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

تصدعات بالأركان

قدمت المحامية كنيرت براشي، مقدمة البرامج في القناة 12 الإسرائيلية، تحليلًا مماثلاً، مشيرة في مقال على “والا” إلى أن يوم الحساب لرئيس الأركان هاليفي قد يأتي قريبًا، بسبب محاولاته تشكيل لجنة تحقيق من المقربين له، مما يتعارض مع حقوق الجمهور في معرفة الحقيقة.

تعتقد براشي أن هاليفي يتصرف بطريقة منهجية لمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية خارج المؤسسة العسكرية، موضحة أن هناك عناصر في الجيش تدرك أن أحلامه باللجنة قد لا تتحقق.

### تسريبات عسكرية ومطالبات بالتحقيق

بدأت مصادر عسكرية بتسريب معلومات تهدف إلى الضغط على كبار المسؤولين العسكريين، الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن الإخفاقات الأخيرة.

### نفوذ نتنياهو وتأثير السياسة على الجيش

تحت تأثير السياسة، يبدو أن نفوذ رئيس الوزراء نتنياهو قد ازداد بعد تعيين يوعي كاتس وزيراً للدفاع. ووفقاً للمحلل العسكري في صحيفة “هارتس” عاموس هرئيل، فإن استقالة الجنرال برعام جاءت بعد أن أدرك أن التعيينات والترقيات العسكرية ستستغرق وقتاً طويلاً، ولن يحصل على الترقية التي يأمل فيها.

ويوضح هرئيل أن استقالة برعام قد تعيق الجنرال هاليفي، مانعةً إياه من تعيين نائب جديد، حيث أن نتنياهو وكاتس يسعيان إلى تعيين رئيس أركان يكون موالياً لهما. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الداخلية في الجيش الإسرائيلي.

### استعمال نتنياهو “لحرب الجنرالات”

يعتقد هرئيل أن نتنياهو يستغل ما يسميه “حرب الجنرالات” لمصلحته، حيث يواصل عدم الاعتراف بمسؤوليته عن الفشل في منع “طوفان الأقصى”. كذلك يسعى نتنياهو لاحباط أي محاولة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، ويعمل على طمس أي أدلة قد تشير إلى دوره في الفشل، في حين يقوم بتحميل القادة العسكريين والأمنيين مسؤولية الأخطاء.

المصدر : الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.