مدى مستمر للإشتباك في المسجد الأقصى.. استفادة أم ضرر؟
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–blog-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>منذ السابع من أكتوبر 2023م حتى اليوم السادس من مايو 2024م قد مر أكثر من سبعة أشهر على معركة “طوفان الأقصى”، خلال هذه الفترة تغير العالم بشكل سلبي وإيجابي، حيث تشهد المصالح والمفاسد، سواء كانت لصالح القضية الفلسطينية أو ضدها. حركة العالم واستجابته لهذا الحدث تمثل تحولا كبيرا لم يحدث منذ عقود طويلة، نظرا لاستمرارية هذا الموقف.
وفي ظل استمرار النزاع، وحصار غزة، وصعوبة وصول المجاهدين بها للإمدادات والمساعدات، قد يكون ذلك له تأثير سلبي كبير على المقاومة، مما يشكل تهديدا حقيقيا لها. فهل يمكن أن يكون استمرار النزاع مفيدا للمقاومة ولقضية فلسطين، أم أنه يخدم المحتل والداعمين له على المستوى العالمي؟ هذا هو الأمر الذي سنحاول معرفته.العرض له بذكر الأضرار والنفع في العبارات التالية:
إضرار طول فترة الصراع
تأثيرات سلبية كثيرة ترافق طول فترة الحرب، وتتسبب في كوارث خطيرة، وخصوصًا على الصعيد الإنساني. فالشريعة أمرتنا بصدها وتقليلها، وجلب المصالح وتعزيزها بقدر المستطاع. وحينما نضطر إلى اتخاذ قرار، فإذا كانت الأضرار أكثر تماسكنا، وإذا كانت المصالح أكثر قدّمنا. ومن الأضرار الناتجة عن طول فترة الحرب:
كلما امتدت الفترة زادت تبعات الحرب التدميرية، مما يعقّد عمليات إعادة البناء في المستقبل.
في المقام الأول: زيادة عدد الشهداء في فلسطين، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن، ما يؤثر سلبًا على الأسر.
ثانيًا: تدمير مزيد من البنية التحتية بفعل جرائم الاحتلال الوحشية التي لا تراعي هدم المساجد والكنائس والأماكن الدينية والمنازل والمؤسسات.
في المرتبة الثالثة: تعريض سكان قطاع غزة لليأس والجوع والعطش، وضياع فترات طويلة من حياة الشباب والفتيات بسبب الحرب، مما ينتج عنه آثار سلبية.
المرتبة الرابعة: وجود احتمالية لانحسار دعم الشعب للمقاومة، وهو شعب غزة البطل، وانقسام بعض قطاعاته، فإن لكل فرد حدًا في التحمّل والصبر.
خامسًا: كلما امتدت الفترة زادت تبعات الحرب التدميرية، مما يعقد عمليات إعادة البناء في المستقبل.
طول فترة الحرب يشكل تحدٍ كبيرًا أمام نتنياهو وحكومته بفعل الضغط الشعبي “الإسرائيلي” عليه شخصيًا وعلى حكومته، نتيجة التظاهرات التي تحاصر منزله والتي ما زالت مستمرة مطالبة بوقف الحرب وإنقاذ أهلهم من أيدي المقاومة.
الفوائد من طول فترة الصراع
هذه بعض الأصول السليمة التي تنبثق من مدى النزاع الطويل، ويتبقى ذكر المصالح التي ترتبط بهذا، ومن بينها:
بالترتيب الأول: خلق الرعب والذعر في نفوس الكيان الإسرائيلي وشعبه، فبعد مضي هذه الفترة لا زالت العدو معرضًا للضربات والخسائر في كل مكان في غزة.
ثانيًا: فشل الكيان في تحقيق أهدافه المعلنة أولًا من قبل مجلس حربه، مما يضعه في موقف صعب أمام شعبه والرأي العام الدولي.
في المرتبة الثالثة: وجود احتمالية لتغيير جذري على الصعيدين الداخلي والدولي نتيجة لمقاومة الصمود والرضا الذي يتجسَّد على أبناء غزة، عندما يرتقي منهم شهيدٌ أو تُهدم منازلهم وممتلكاتهم، ما يشكل عملا مدرسيًا لأهل غزة ويُعزز من صمودهم.
بالترتيب الرابع: فرز الصفوف وتمييز المؤمنين من المنافقين، وذلك على مستوى العلماء والمشايخ والسياسيين والجهات الحكومية. فقد بات واضحًا من خلال هذه الأحداث من هو صادقٌ ومن هو كاذبٌ.
خامسًا: نشوب حركة عالمية بعد هذا الطوفان، فالسابع من أكتوبر سيكون نقطة تحول كبيرة، على المدى القريب والبعيد، إذ سينشأ حراك عالمي يؤدي إلى ظهور قادة جدد وحكومات جديدة.
هذه بعض الفوائد المرتبطة بطول فترة الصراع، ومن الطبيعي وجود المزيد غيرها، وبالنظر إلى الأضرار المذكورة أعلاه، فلا شك بأن البنيان يُعوض في كل وقت، والشهداء هم شرف للإسلام، والجراح والألم سيجلبان جوائز من الله عز وجل. [التوبة: ٥٢].