مع مذكرات أخطر سفير إسرائيلي في مصر (1)
في ظل الأزمات المستمرة في قطاع غزة، يجب النظر إلى الدور المصري واستمرار إسرائيل في ارتكاب جرائمها دون أي رقابة أو محاسبة.
موشيه ساسون (1925-2006)، السفير الثاني لإسرائيل في القاهرة، ورتب حديثه في مذكراته عن فترة امتدت سبع سنوات، والتي قد تكون الأهم في حياته، وليس كما هو شائع في المذكرات الأخرى التي تشمل سيرته الذاتية بالكامل.
مذكرات موشيه ساسون
من المهم الرجوع إلى الجذور وإدراك أسباب المشكلة، بدلاً من متابعة الأخبار السريعة باستمرار. اخترت كتاب “مذكرات أخطر سفير إسرائيلي في مصر” الذي كتبه موشيه ساسون، وهو السفير الثاني لإسرائيل في القاهرة. المذكرات تركز على سبع سنوات من حياته تعتبر الأكثر أهمية، بدأت عندما كان في عمر 56 سنة وانتهت عندما كان 63 عامًا، مع إشارات بسيطة لوظيفته السابقة في الحكومة الإسرائيلية.
النسخة العربية للكتاب صدرت عن دار الكتاب العربي في دمشق والقاهرة، الطبعة الأولى كانت في عام 1994 وتحتوي على 291 صفحة، بينما النص الأصلي باللغة العبرية صدر في 1992.
مقدمة جيدة وأخطاء إملائية
المقدمة التي كتبها المترجم في الصفحات من 1 إلى 11 تعتبر مفيدة وتهدف إلى توجيه القارئ، لكنها تحتوي على عدد كبير من الأخطاء الإملائية والمطبعية التي تثير إزعاج القارئ، وبعضها يعدل أو يغير المعنى.
من غير المعروف كم عدد الطبعات التي صدرت، فقد قرأت الطبعة الأولى، ولا أعلم إذا تم تصحيح الأخطاء الإملائية والمطبعية في النسخ اللاحقة.
كتب المقدمة آبا إيبان، الدبلوماسي والسياسي الإسرائيلي المعروف، وقد تطرق فيها إلى اللغة العربية وآدابها، وهي مقدمة قصيرة لا تتجاوز الصفحة الواحدة.
هل ساهم موقف نجيب محفوظ المتماهى مع السادات في تسهيل العلاقة مع إسرائيل وحصوله على جائزة نوبل للأداب عام 1988؟
شخصي وسياسي
يتسم النص بالمزج بين الأمور السياسية والدبلوماسية بحكم موقع موشيه ساسون في القاهرة، حيث شغل منصبه كالسفير لمدة سبع سنوات من عام 1981 إلى 1988. يتضمن النص أيضًا أبعادًا شخصية تتعلق بحياته، مثل مرض زوجته ووفاتها، وهو ما دفعه لترك منصبه من أجل العيش مع ابنته وأحفاده.
ينوّه في تمهيده إلى غياب الصور أو الوثائق في مذكراته، مما يعد نقصًا ملحوظًا على الرغم من حديثه عن وجود مصورين محترفين في الفعاليات.
موشيه ساسون ليس مجرد سفير عادي، لقد شغل منصبًا مماثلاً في روما، وعمل في وزارة الخارجية وكان لديه خلفية من الخدمة العسكرية في استخبارات الهاغاناه.
كما يظهر من المذكرات، كان ساسون مهتمًا بالتواصل مع المجتمع المصري وتعزيز العلاقات مع المسؤولين المصريين، حيث أثنى على السادات وكمال حسن علي ويوسف والي بينهم.
نجيب محفوظ وأنيس منصور
يتضمن تقديم المترجم نقدًا لنجيب محفوظ، وهو انتقاد يأتي بشكل مهذب ويرتبط بمكانته الأدبية الكبيرة، فهو الذي نقل الأدب المصري إلى العالمية.
من الواضح أن موشيه ساسون قد أثنى على كل من نجيب محفوظ وأنيس منصور، اللذان دعما التطبيع مع إسرائيل. يستحق السؤال هنا: هل ساهم موقف نجيب محفوظ في تسهيل حصوله على جائزة نوبل في الأدب عام 1988؟
بينما يميل السادات إلى اعتماد رجال الثقافة ليؤازروا خطواته السياسية، فإن استخدامه لنجيب محفوظ وأنيس منصور كان هدفه خلق دعم ثقافي لفكرة السلام، خاصة في ظل السجل العسكري الممتد بين مصر وإسرائيل.
السادات كان يسعى لتحقيق (سلام دافئ) مع إسرائيل، متأثرًا بالفكرة التي تدعي أن الازدهار سيعُم على المنطقة إذا تآلفت الموارد المصرية مع الكفاءات الإسرائيلية.
تمجيد السادات
يتحدث موشيه ساسون بسرد تفصيلي عن العلاقة مع أنور السادات وزوجته جيهان، حيث زار منزلها أثناء مهمته كسفير، مما يعكس العلاقة الجيدة بينهما.
السادات كان له رغبة حقيقية في تحقيق (سلام دافئ) مع إسرائيل، مؤمنًا بأن التعاون بين الكفاءات الإسرائيلية والموارد المصرية يمكن أن يجلب الازدهار للمنطقة.
على الرغم من أن فترة ساسون كسفير تزامنت جزئيًا مع اغتيال السادات، إلا أنه استمر في إبداء الإعجاب الكبير بالسادات وزوجته، مشيرًا إلى أن هذا هو موقف الحكومة الإسرائيلية.
رابط المصدر